أنيس منصور في المغرب - بريس تطوان - أخبار تطوان

أنيس منصور في المغرب

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
 تطوان في 15 نوفمبر 2012
 
 
                               
       أنيس منصور في المغرب
 
من بين المجلات الموجودة بمكتبتي المتواضعة وجدت عددا من مجلة “آخر ساعة” المصرية .يعود تاريخه إلى 9 رمضان 1394هـ 25 شتنبر1974 م. ورقمه هو2083.
  وهذه المجلة أسسها محمد  التابعي وتصدر عن دار أخبار اليوم  التي أسسها سنة 1944 مصطفى  أمين وعلي أمين. 
ويوجد على رأس تحريرها أنيس منصور. هذا الصحفي الكبير زار يوم ذاك المغرب، وكتب في “اخر ساعة ” مقالا عنه، فماذا قال عنا فيه..؟
البلاد جميلة وهادئة ،ونظيفة والناس يحبون مصر أوعندهم  رصيد من الحب لا ينتهي لمصر. فما من واحد إلا ويعرف الكثير عن مصر.. أو يريد أن يعرف أكثر .. أوهو تعلم في مصر .. أو كافح فيها أيام الإستقلال ،أو له قريب عاش أومات هناك..
ثم يقول : إذا كانت الحرية الإجتماعية مكفولة جدا… فنصيبهم من الحرية السياسية يتزايد. وكل يوم يظهر حزب له برنامج …وأول فكرة في برنامج الحزب: أن ينادي بضرورة تحرير الصحراء المغربية من الإحتلال الإسباني ..
 وهذه الصحراء ودعوة الإستقلال هي الثعبان الذي ينغص حياة سكان الجنة المغربية
ومن ملامح الجنة المغربية أن لها شواطئ واسعة طويلة ممتدة وهذه الشواطئ متعة. وإذا كان المغرب ليس مشهورا بأنه بلد سياحي .فالعيب في المغرب ،والعيب فينا نحن العرب الذين لا نعرف حدود أرضنا على المحيط.
    إن المغرب: يدعوا إلى استرجاع الصحراء المغربية من يد الإحتلال الإسباني .
       ويضيف أنيس منصور في مقاله : إن الوقت قد حان ليعرف بعضنا بعضا …. تماما كما يعرف أهل المغرب أهل مصر… إن هذه نقطة سوداء تتسع كل يوم وتؤكد اننا في المشرق العربي قد اغرقتنا همومنا فلم نعد ندري هموما اخرى. مع ان المغرب العربي غارق في همومه وفي همومنا أيضا. ثم تعرض انيس منصور في مقاله إلى الفترة التاريخية التي تبتدأ قبل اكتشاف امريكا بثلاث عشرة سنة من الزمن. حيث اتفقت اسبانيا والبرتغال والفاتيكان على احتلال اسبانيا لجزر الكناري وجنوب المغرب ، وتحتل البرتغال بقية موانئ المغرب .وكذلك أرض غينيا .
وفي سنة 1558 وقعت اسبانيا اتفاقية اخرى مع البرتغال لإحتلال مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين.وكذلك الصحراء العربية، وان تحتل البرتغال ما تشاء من أرض المغرب …
وهكذا ذكر أنيس منصور بعض التواريخ للا حتلال الإسباني والبرتغالي والفرنسي للمغرب..فقال :
في سنة 1878 نزل الجنود الإسبان منطقة وادي الذهب .. وهي أرض مغربية
وفي 26 ديسمبر سنة 1882 اعلنت اسبانيا انها اضطرت اضطرارا لاحتلال الصحراء المغربية لصيانة الأمن .
انشغل المغرب بقضاياه الداخلية واستقلاله ، واسترداد ترابه…
ثم تعرض لبعض التواريخ بعد استقلال المغرب فقال.
في 17 ابريل 1956 أعلن الجنرال فرانكو في تصريح مشترك احترامه لاستقلال المغرب ووحدته الترابية وتعهد على ان يعمل على تنفيد هذا الإتفاق…
وفي سنة 1958 قامت اسبانيا بسحب قواتها من منطقة  طرفاية وإعادتها إلى المغرب .
وفي سنة 1969 سلمت اسبانيا منطقة ايفني للمغرب.
 وظلت مدينتي سبتة ومليلية والجزرالجعفرية في حيازة اسبانيا.
وأمام تباطئ اسبانيا في تنفيد التزامها. بوحدة تراب المغربي. كان لابد للمغرب أن يعرض قضيته كلها على الأمم المتحدة.
وأعلنت لجنة تصفية الإستعمار في 16 أكتوبر 1964 ضرورة تصفية الإستعمار وان تعجل اسبانيا بالخروج من الأراضي التي احتلتها . واعلنت اللجنة أسفها لان تباطئ اسبانيا في الوفاء بذلك.
وفي ديسمبر 1965 طلبت الامم المتحدة من اسبانيا ان تتدخل في مفاوضات مع المغرب بهذا الشأن.
في سنة 1967 وافقت اسبانيا على قرارات الامم المتحدة. وتبادل الجنرال فرانكو عددا من الرسائل مع جلالة الملك الحسن الثاني : ولكننا نرى ان اسبانيا في ذات الوقت لجأت إلى عدة مناورات لخلق كيان مصطنع ، وتكوين مجلس وطني من 42 شخصا إلى غير ذلك من المحاولات، كما بدأت تسلم رخصا لشركات اجنبية لتنقيب على المعادن المختلفة…. وامام هذا الوضع .
 وفي 4 يوليوز من سنة 1974 أعلن جلالة الملك خطورة الموقف، وفي نفس الوقت صرح بأنه  لا يريد أن يكون القتال هو أسلوبه إلى حل هذه القضية.
فالصداقة بين اسبانيا والمغرب قديمة جدا .وهو لا يريد أن يضحي بها. وإنما يريد ان يتخدها وسيلة لحل قضية الصحراء المغربية.
ولم يكتف جلالة الملك بذلك .وإنما بعث عددا كبيرا في الوفود السياسية والدبلوماسية على أعلى المستويات تشرح القضية وتتعرف على المواقف الرسمية منها ..
فجاء إلى القاهرة زعيم حزب الاستقلال محمد بوستة . وقابل الرئيس أنور السادات، وأكد له  أن مصر تقف إلى جانب المغرب.. وأن الصحراء المغربية مثل صحراء سيناء.
وسافر الدكتور أحمد العراقي  وزير الخارجية  إلى روسيا وكوريا واليابان لعرض وجهة نظر المغرب .
 
ونشطت الصحف والأحزاب السياسية تشعل النار في الشعور العام من أجل هذه القضية، وتلفت نظر الشعب الهادئ إلى أن عدوا قويا استقر على أرضه. وأن الأحزاب مهما اختلفت. فلا خلاف على الصحراء المغربية.
ويقول بأن أحسن الكتب التي صدرت عن هذه الصحراء قد ألفه زعيم الحزب الشيوعي (التقدم الاشتراكية ). على بعثة.
ويبدوا أن جلالة الملك الحسن الثاني لا يريد أن يسلك أسلوبا عنيفا مع اسبانيا.. وهو لا يريد أن يحرج بعض الدول العربية الأخرى.
فاقترح على اسبانيا ان يعطيها بعض القواعد العسكرية. حتى لا تعتمد على قواعدها في جزر الكناري. رغم أنه لا يقر نظرية القواعد العسكرية الأجنبية. وتقدم باقتراحات اقتصادية أخرى. ولكن اسبانيا رفضت كل العروض..
ثم يقول أنيس منصور.. أن الملك الحسن الثاني من أذكى زعماء العرب وأكثرهم حيوية وهو ليس مندفعا. ولا بد أنه راح يفكر طويلا في هذا الموقف وراء أخيرا أنه ليس من الحكمة أن يخسر إسبانيا ولا أن يخسر البلاد العربية بسبب هذا الخلاف . ولا أن يتورط في صراع لا يعرف أين تقف منه أمريكا وروسيا.. وهو يعرف العلاقات التي تربط أمريكا باسبانيا .. وفي نفس الوقت لا يعرف يقينا مدى قدرة الإتحاد السوفياتي  على حسم هذه النزاعات.. بعدما ظهر من سياسة السوفيت في الشرق الاوسط… فقرر جلالة الملك أن ينقل القضية إلى المحكمة العدل الدولية،
وكان العالم قد نسي هذه المحكمة . ونسي أن العدل من الممكن ان يعيده إلى مكانه قانون أو محام أو قاض. ولكنه ( أي جلالة الملك الحسن الثاني ) يحاول بكل الطرق.. وبكل مافي يديه من أوراق  ..
وجلالة الملك أدرك مدى الخراب الذي يحل بالشعوب التي لها جيوش. والتي لها معارك حربية.
فليس سرا أن العالم كله يدرك أن سر رواج ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية ، أنهما دولتان بلا جيوش، أما الدول التي خربت فهي التي تحارب أو تستعد للحرب..
وهكذا ختم مقال الصحفي الكبير الأستاذ أنيس منصور .
 
 
عبد السلام بن عبد الوهاب
 
 


شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.