أيها الناخب .. حكومتنا الموقرة - بريس تطوان - أخبار تطوان

أيها الناخب .. حكومتنا الموقرة

أيها الناخب ..  حكومتنا الموقرة
إن المتطلع لمعرفة مدى نجاح من فوضهم لتدبير أموره على مستوى مختلف القطاعات تنطلق من خلال طرح سؤال بسيط: هل تحسنت رفاهية الحياة و أصبحت أحسن حالا مما كانت عليه؟ هذا هو السؤال الحقيقي الذي يجب طرحه على المواطن المغربي في أي استطلاع، بهذه البساطة يمكن أن ينظر إلى قوته اليومي وإلى صحته وأداء مختلف القطاعات التي يواجهها من خلال حاجاته اليومية الملحة والمناسباتية.
 ولعل المتأمل للمشهد السياسي ومن خلاله للأداء الحكومي لا بد أنه يلاحظ تطورا ملموسا في مستوى التراجعات والتخلي عن المكتسبات التي حققها الشعب من خلال ضغطه في الشارع و المرافعة والنقاش الهادف البناء على قلته، من خلال مختلف المؤسسات، فإذا كان الفضل الكبير يعود لرياح الربيع العربي التي أصبحت مغربية بخصوصياتها الثقافية والاجتماعية والسياسية، في تحقيق مكتسبات كبرى من بينها  دستور جديد وحكومة تغني بالتماسيح و العفاريت وغيرها من المصطلحات الدخيلة على المشهد السياسي، فإن هذه الحكومة تفتقد لأبسط شروط النجاح برئيس حكومة يتخلى عن اختصاصاته التي أعطاها إياه الناخب المغربي الطامح للتغيير.
وإذا ما عقدنا مقارنة بسيطة بما حملته الانتخابات الأمريكية، لا بد من الحديث عن صوت المواطن الأمريكي، صحيح أنه في ظروف اجتماعية واقتصادية و سياسية مختلفة، لكن يمكننا أن نرسم طريقة لاختيار من سننتدبهم  ونؤمنهم على حقوقنا وتحقيق المكتسبات لجيلنا و للأجيال القادمة من أولادنا وأحفادنا…
إن الأمريكان هم خليط من أجناس وأعراق وقوميات وجنسيات مختلفة، وجدت في الهوية الأمريكية ضالتها المنشودة، حيث أمة تعتنق القانون والحرية والديمقراطية مذهباً وعقيدة وبكل قناعة وهي قناعة ناتجة عن وعي وتجربة. فلا  يصوت الناخب الأمريكي إلا لإيمانه بأن لرئيسه رؤية واضحة عززها أوباما عبر الاهتمام بقطاعي الصحة العامة والرعاية والضمان الاجتماعي ومعالجه البطالة بمزيد من الوظائف العامة ،ومعالجته للأزمة المالية عن طريق إنقاذ الشركات التي كانت على حافة الإفلاس (قطاع السيارات) التي ما تزال تعاني منها أمريكا، كما أن الأمريكيين اختاروا المنهج العقلاني ولغة الحوار ليمنحوا سياسة اوباما فرصه أخرى ويبعدوا المنهج الجمهوري المؤمن بنهج المحافظين الجدد القائم على  منطق الحروب ورأس المال في رئاسة أمريكا…
هذا هو الناخب الذي تحتاجه صناديق الاقتراع لقيادة شعبنا نحو الرخاء و الازدهار و الحياة الكريمة عن طريق محاسبة المسؤول عن أعماله و قراراته عبر صناديق الاقتراع.
من خلال هاته الأسطر نحاول أن نرسم معا منهجا ديمقراطيا و ناخبا مؤمنا بالتغيير و ممارسا لكل حقوقه المواطنة وعلى رأسها اختيار منتخبيه و محاسبتهم…
هؤلاء المنتخبون هم أنفسهم من يتلكؤون في تنزيل الدستور و يوقعون على ولاية تشريعية بيضاء، أنفسهم من نزلوا بالعصي على أطر هذا الوطن أمام البرلمان، لا لشيء إلا لأنهم يطالبون بحقهم في تفعيل القانون الذي يعطيهم حق التشغيل. هم أنفسهم من يتجهون لجيب المواطن البسيط و الفقير لسد عجز الميزانية، فكانت الزيادة في كل شيء في نسبة البطالة، المديونية، الزيت ، الدقيق، البنزين في الضرائب… و حتى نعطي للحكومة حقها فقد عرفنا انخفاضات مهمة في بعض الأمور الأخرى مثل عدد مناصب الشغل التي أعلن عنها خلال هاته السنة  بالنصف و بعد الإعلان عن 24000منصب تم تقليصها الى 1200… و أخرى لا يكفي مقال رأي لسردها.
فالتغيير آت لا محالة و إن أخطأنا كمغاربة اليوم فلن نجدد الخطأ مرة أخرى. لا زالت صورة عبد الرحمان اليوسفي راسخة في ذاكرتنا و سنظل نحترم هذا الوزير الأول الذي قدم في ظل الدستور السابق ما عجز عنه رئيس الحكومة الحالي في ظل دستور جديد، وهو الذي كان ينتزع الاختصاصات ولا يتخلى عنها. بعد 1998 تغيرت حياتنا و ازدادت رفاهيتنا أما بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة فقد زاد البنزين و زاد الدقيق و الكهرباء وزاد الهم المغربي…
 
عادل أسكين


شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.