تطوان "شور" وما جاورها - بريس تطوان - أخبار تطوان

تطوان “شور” وما جاورها

Tetouan shore ..
وما جاورها
 
السهل الموجود بين الساحل التطواني من مرتيل الى رأس الطرف(كابونيكرو) والطريق الوطنية الرابطة بين المضيق وتطوان، وبالتحديد، بين الملاليين وواد الشجرة، اضافة الى سهل مرتين،شكل دائما مرتعا للزراعات المعيشية الغذائية الأساسية ،التي كانت تلبي جزءا هاما من حاجيات مدينة تطوان وتضمن بشكل كاف الأمن الغذائي لساكنة المدينة، بحيث كانت تطاون والى غاية متم العقد السابع من القرن الماضي لا تتوفر على سوق للجملة للفواكه والخضر،وكانت بعض المتاجر بشارع معركة أنوال وبجوار السوق المركزي تعد على رؤوس الأصابع، تتولى جلب ما يكفي لسد الخصاص وخصوصا من الفواكه الموسمية التي اما لا تنتج محليا أو لا تكفي ..
 هذه الحقيقة ” التاريخية”، أصبحت اليوم من ضمن حكايات “كليلة ودمنة” ، فبعد التعمير السريع والمهول الذي شهدته مدينة مرتين ومحيطها، وبعد فتح الطريق بين مدار كولينور والطريق المحاذية للكولف، ثم الطريق الجديد بين الملليين والمدخل الشمالي لكورنيش مرتيل، التي يشيد على أطرافها اليوم، مشروع عقاري تجاري ضخم أثار الكثير من اللغط بخصوص الترخيص له.. اضافة الى انتشار الكثير من البناء العشوائي كالفطر، أصبحت المدينة،نتيجة لذلك، بدون حزام أمني فلاحي وزراعي يضمن لها ولو جزءا من حاجياتها الغذائية،ناهيك عن الحزام الأخضر الضروري للحفاظ على بيئة المدينة ونقاء هواءها، سيما وأن البناء يتسلق الآن جبل الرأس الأسود(كدية الطيفور)، بشكل مقلق ومؤلم،ويبعث على الحسرة عندما يشاهد المرأ أجمل ما في هذا الخليج تطحنه جرافات كواسر العقار دون رحمة ولا شفقة.
هذه الخسائر التي لا يمكن تعويضها، قد يمكن هضمها والقبول بها لو أن المقابل كان وازنا ومقنعا.. من حيث قيمة الاستثمارات والقيمة المضافة التي يمكن أن تستفيد منها الناحية، وتمكنها من تغطية حاجياتها الغذائية أساسا، ولو بالاستيراد.
 غير ما يوجد الآن فعليا في هذا السهل، الذي انتظر طويلا لكي يستقبل “جامعة الملكين”، أو كلية الطب التي طال انتظارها، مع مركز استشفائي جامعي تابع لها ينقذ المنطقة من الأزمة الاستشفائية المزمنة التي تعيش فيها،أو مركب رياضي يخلصنا من الارث الفرنكوي المتمثل في ملعب “لايبيكا”(ملعب سانية الرمل)،، كل هذا وغيره بقي في خانة الأحلام،بينمانبتت مجموعة مركبات، يقال أنها سياحية، منها من كتب له أن يتم بناءه ومنها من توقف منذ مدة طويلة وهجره أصحابه، تتوسطها بنايات حديثة تشبه في طريقة بناءها مجمع الطيكنوبوليس بالرباط والتي من المنتظر أن تستقبل الشركات والمؤسسات العاملة في مجال نقل أو “ترحيل الخدمات”، أوفشورينج”، والتي انتهت الأشغال بها منذ شهور، ولا زالت خاوية على عروشها تنتظر الذي يأتي ولا يأتي، شأنها في ذلك شأن الفنادق المفروضة على أصحاب المركبات المجاورة والتي منذ اتمام البناء بها، لا زالت تنتظر من يشتريها أو يتولى استغلالها،،
نفس الشئ يقال عن المركب التجاري (المول) الضخم، المبني في ميناء المضيق والذي لو لا استقرار مقهى ومقشدة “فينيسيا آيس”، به لظلت رياح الشرقي تصفر في أرجائه الفارغة على امتداد السنة، تماما، كما استوطنت طيور اللقلاق والغرابيب السود المركبات المهجورة بالسهل الساحلي المومأ اليه أعلاه..
لقد تفاءل المواطنون خيرا بداية الثمانينات عندما جاء الثري السعودي “غيث فرعون”،لبناء “مرينا سمير”، وجعلوا يحلمون أحلاما مشروعة سرعان ما تبخرت، وهاهي الوحدة الفندقية الأساسية والوحيدة في تصنيفها على مستوى الساحل تعاني الأمرين، وقد استبدلت اسمها والشركة المستغلة لها أربع مرات في فترة وجيزة، ولولا الزيارات والوفود الرسمية والملتقيات العلمية والمهرجانات السنوية التي تنعش الحركة في هذه المؤسسة لفترات محددة،لكان هذا الفندق قد أقفل أو تحول لشئ آخر من زمان !!
نفس المصير لقيه مركب نادي المتوسط بهضبة الميناء بالمضيق (ف.ف.ط) والذي كان قد بيع بأبخس الأثمان لعدم نجاحه في المهمة التي أنشأ من أجلها..
…ولا زال جل سكان المنطقة، ومن التحق و يلتحق بهم من جميع أنحاء الوطن، باستثناء موظفي الدولة ، يعيشون على التهريب، ولا زالت سبتة وخصوصا في أيام الأزمة هذه، تعيش في بحبوحة من العيش بفضل المهربين المغاربة بمختلف أصنافهم..
هذا فقط غيض من فيض السياسة السياحية والتنموية المطبقة بالمنطقة، منذ الربع الأخير من القرن الماضي والتي نظن أنه آن الأوان لاعادة النظر فيها ..
 في انتظار ذلك نتمنى ل ” الريتز-كارلتون”..وما جاوره، كل التوفيق.. مع حظ سعيد،،   أظن أنهم سيكونون في أمس الحاجة اليه ..

زين العابدين الحسيني


شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.