سراح - بريس تطوان - أخبار تطوان

سراح

 
سراح
أفكاره ملبدة بالغيوم…
يلعب بها الهواء في السماء…
في مخيلته تتدافع…
تريد أن تتساقط كقطرات  الندى…
لكن حروفها تتبخر…و تصير إلى دخان…
يحدق في قلمه لعله يتحدث…
أو يبوح له بما عجزت عنه مخيلته…
بياض الأوراق حوله…تزيد من فراغه…
تتأمله في سكون و تبكي…
و كأنها تحن لمداده…
و القلم المنبطح يغط في نوم هادئ…
لا يريد لدمائه أن تسيل…فتعجل من مماته…
أو  لحريته أن تتقيد بسجن الأنامل
يهوى الحياة بين الألوان و الأقلام
من نافذة قريبة يطل على الأزهار
يتابع رقص العصافير
لا يكترث لعيون تترقبه
أو لأفكار تلاحقه
ذكريات عاشها بين دفىء الأصابع
فيها بسمة و حرقة و عوالم
تارة يرسمها لوحة
و تارة يخطها بحروف ناطقة
***                
لعل الطير جاء ببعض الكلمات
تحوم كالنحلة فوق شَعره
تنتظر الفرج تنتظر الخلود
تتصارع للنزول كما
تتصارع الأطفال على قطعة خبز
أطلق بسمة الماكر المنتصر
وكأن شيئا ما إنصاع لجبروته
إنه سحر أخاذ
يسحر به عيون الطبيعة
فيستسلم كل من حوله
حتى الأوراق المنسية
إنها الكلمات تتفجر من منبع مظلم
إلى واقع أكثر قتامة
تتوارث أجيالها دون انقطاع
فتحكي حكاية جديدة
لم يحكه الأجداد للأحفاد
إنها الكلمات الممزوجة
بعطر القدم
المسافرة إلى النسيان
كالفراشة المتحررة
إنها الكلمات تتجسد
تصول و تجوب الكون
لا تتوقف
تستريح في الذاكرةبين دفات  الكتاب
في الشيب في الشباب
أو تحت وطأة القدر
حين تصل من سفرها
تنساب كالماء الصافي
بين جداول السطور
بركان يتفجر
لا يوقفه جدار أو نفر
و عصاه المسكينة تئن بلهيب النار
تتضرع المصائب
إنها الحياة لا تخلو من عجائب
حزن احتضنه خداع الأيام
ينضاف للقوائم
فكم نقشت من حمام طائر
وسعادة محتظرة
فتماسك الآن و لا تقاوم
عادل أعياشي – تطوان

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.