صلاة التراويح بين الماديات والروحانيات - بريس تطوان - أخبار تطوان

صلاة التراويح بين الماديات والروحانيات

صلاة التراويح بين الماديات والروحانيات

 
يبدو أن شهر رمضان مع توالي الأيام، والسنين، بدأ يتحول من شعيرة روحية ووجدانية جميلة، بمدن جهة تطوان طنجة ومناطقها، إلى طقوس مادية صرفة، بكل ما تحمله كلمة مادي من معنى.

 

فعلى سبيل المثال منذ ثلاث عقود أو أربع عقود خلت يتذكر جيل السبعينات والستينات، أن صلاة التراويح كانت تتم بعد صلاة العشاء، وكان يواظب عليها فقط، كبار السن، والأجداد المعدودين على رؤوس الأصابع بالأحياء، وكانت تقام تحت أضواء الثريات، الباهتة أو ضوء القناديل والشموع في المساجد التي لم تكن كلها في ذلك الوقت مرتبطة بشبكة الكهرباء .

 

لكن ما يلاحظ بعد ظهور مساجد المباهاة ببعض الأحياء الراقية، ومنتجعات “كابونيكرو” وشريط “تمودا باي”، أصبح يلاحظ أن الذهاب إلى صلاة التراويح يتطلب شراء ملابس تقليدية ،وبلغة فاسية صفراء، وجلباب من الحرير الخالص، والمطرز باليد،  الذي لا يقل ثمنه عن 1500 درهم، علاوة على ظاهرة ركن السيارات الفاخرة وعلى رأسها “الرانج روفر” أمام أبواب بعض المساجد، تأكيدا على الوجاهة الإجتماعية والقدرة المادية للمصلي.

 

الظاهرة الثانية الملفتة للنظر، أن النساء اللواتي يقصدن بعض المساجد للأداء صلاة التراويح، أصبحن بدورهن يسرفن في أخذ زينتهن، وارتداء أرفع وأغلى أنواع الجلباب، والخمار، وركوب سيارات رباعية الدفع، وعلى رأسها ” الرانج روفر”  وكأن  الأمر يتعلق بالذهاب لحفل عرس، أو سهرة غنائية، وليس التوجه إلى المسجد بهدف  التعبد والتقرب إلى الخالق.

 

عموما رغم تفشي العديد من الظواهر الإجتماعية التي لا علاقة لها بالتدين، إلا أن علماء الدين، تجدهم صامتين ولا يحركون ساكنا طالما، أن المساجد تكون غاصة عن آخرها بالمصلين  نساء ورجالا،  رغم علمهم علم اليقين أن الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع عن إقامة صلاة التراويح باستمرار، حتى لا تفرض على  الناس من بعده، لأنها  لا تعتبر من الفرائض، الأمر الذي يؤكد بالملموس، أن صلاة التروايح في مساجد اليوم، يغلب عليها طابع المباهاة وحب الظهور، أكثر من كونها شعيرة روحية تجمع بين الإنسان وخالقه.
بريس تطوان

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.