رسالة من محمد الفزازي إلى حزب المصباح - بريس تطوان - أخبار تطوان

رسالة من محمد الفزازي إلى حزب المصباح

 

رسالة من محمد الفزازي إلى الحزب الحاكم بالمغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد
إني أعلم أنكم الآن في نشوة النصر الكاسح في الانتخابات البرلمانية ليوم الجمعة 25 / 11 / 2011 م. وحق لكم ذلك. ولستم وحدكم من تنتشون بهذا الإنجاز الرائع. بل كل من صوت لكم يعلم أن صوته لم يذهب سدى فلا جرم أن فرحكم هو فرح الملايين من هذا الشعب المتعطش لمن يخدمه ب (المعقول) كما دأب على قول ذلك الأستاذ عبد الإله بنكيران. تهانيا…
لكن، تهانينا أيضا لهذا الشعب العظيم الذي أرادها إسلامية نظيفة معتدلة وسطية على الرغم من كل الرسائل المشوهة والكذوبة التي ما فتئت تطعن كل توجه إسلامي وكل عودة إلى قيمنا الدينية… نصرة للتغريب والذوبان في حمأة حضارات الغير.
وتهانينا إلى الدولة المغربية وإلى وزارة الداخلية بكل أجهزتها الأمنية واللوجيستيكية وما إلى ذلك على إنجاح هذا العرس الانتخابي الجميل… والقطع مع مظاهر الفساد والتزوير… وترك الناس أحرارا يختارون ما يشاؤون… وقد اختاروا.
لا يعني هذا أن شيئا من ذلك لم يقع. بل قد وقع… أموال وزعت، وذمم بيعت، وولائم الحرام نصبت… إلخ. لكن ليس إلى حد إفساد العملية برمتها. وهذا هو الأهم. وأنا أعتقد أنه لولا هذه المعوقات والمثبطات لكان الحزب قد أتى على الأغلبية المريحة التي تمكنه من الانفراد بالحكم. ولكن قدر الله وما شاء فعل.
تهانينا إليكم على ما تلقيتم من اعتراف صريح لا ريب فيه من كل خصومكم السياسيين وهذه تحسب لهم. وهو اعتراف زين نصركم وقطع الطريق على الشاكين والمشككين.
تهانيا إليكم على الاعتراف الدولي والمحافل العالمية بنصركم وهذا يعطيكم الشرعية الدولية زيادة على الشرعية الوطنية… فلا يسعنا إلا أن نقول لكم على بركة الله والله ولي التوفيق.
أعلم أنكم حزب سياسي انتصبتم لخدمة المغاربة في سكنهم وتطبيبهم وتعليمهم وتشغيلهم وتربية أبنائهم وما إلى ذلك… ونحن لا ننتظر منكم أكثر من هذا. فإذا وفيتم للمغاربة فقط في هذه الجوانب الاجتماعية والسياسية والعدلية والإعلامية… فقد فعلتم خيرا كثيرا… أما الإسلام فكلنا مسلمون، بحزب”العدالة والتنمية” وبغيره. وأما تطبيق الشريعة الغراء فلا أحد يكلفكم فوق ما تطيقون… يكفينا إسقاط الفساد ومحاربة المفسدين… هذه مهمتكم الآن.
إن الشعب قد عاقب المفسدين والمستبدين بتصويته عليكم فلا يأتين عليكم يوم تعاقَبون فيه بمثل ما عوقب به الظالمون. والمطلوب اليوم هو احتضان كل من لجأ إلى جانبكم ومعاملتهم على قدم المساواة مع أنصاركم الأصليين.
بعد هذه التهاني التي أنتم لها أهل وبها أحق، دعوني أذكركم بأن مهمتكم لن تكون سهلة وميسورة أبدا إلا أن ييسرها الله تعالى. فالخصوم، حتى لا أقول الأعداء سوف لن يدخروا أي جهد في إفشال برنامجكم الرشيد. الأزمة العالمية المالية تحيط بكم فالحذر الحذر. عليكم بالمرونة الشديدة في تعاملكم مع الغرب … الاستثمار والسياحة والتجارة الخارجية والتعاون التكنولوجي وما إلى ذلك على المحك. ولقد سرني غاية السرور نهجكم في طمأنة الغرب والولايات المتحدة والداخل أيضا بهذا الخصوص.
وحدتنا الترابية والصحراء المغربية والمحتجزون بتندوف قضيتكم الأولى سياسيا… ومشاكل الجارة الجزائر ووحدة المغرب العربي وفتح الحدود الشرقية وملفات الجالية المغربية والهجرة السرية وتجارة المخدرات… والشراكة مع الاتحاد الأوروبي… كل هذه ملفات كبرى على كاهلكم. فإذا أضفنا إلى ذلك مشاكل البطالة والجريمة وإصلاح القضاء وما ترتب على أخطائه من مظالم… وملفات المسجونين في قضايا ما يسمى ب (الإرهاب) والفقر والتهميش الذين يئن تحتهما غير قليل من أبناء هذا الوطن في المدن والقرى سواء… علمتم مدى المسؤولية الملقاة على عاتقكم، وعلمتم حجم الآمال الذي يتشوف ويتشوق إليه شعبنا المستحق لكل خير.
لستم وحدكم الحزب الذي يحمل المرجعية الإسلامية في الساحة على المستوى العربي والإسلامي وعلى المستوى الداخلي كذلك، هناك حزب النهضة في تونس، والعدالة والتنمية في تركيا وقد أبلى البلاء الحسن والنهج الإسلامي الواضح في ليبيا وهذه مصر على نفس الطريق وآخرون من أمثالكم قادمون في الأردن وسورية والجزائر وغيرها… وعليه فالمنافسة على الخير قائمة. كما أن هناك في الداخل تيارات إسلامية هائلة مثل السلفيين والعدل والإحسان وغيرهم لا بد من التقرب منهم والاستماع إليهم تقربكم من (العلمانيين) واستماعكم إليهم.
وفي الختام أقدم التهاني لعاهل البلاد على هذه الخطوة العملاقة نحو الاستقرار والازدهار على نجاح هذه المهمة التي أرادها البعض فاشلة منذ البداية وراهن على مقاطعة الانتخابات بكل قواه. ولكنها نجحت…
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، والحمد لله رب العالمين.                                                                               محمد الفزازي – طنجة –


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.