كتاب مثير ..ملك اسبانيا كان مستعدا للتنازل عن سبتة ومليلية للحسن الثاني
كشفت وثيقة أمريكية عن معطيات صادمة، تضمنها كتاب صدر حديثا تحت عنوان: “ملك الديمقراطية” قدمته دار النشر “غالكسيا غوتينبيرغ” الإسبانية نهاية الأسبوع الماضي في مدريد، تفيد أن الملك خوان كارلوس قبِل في 1979 بإمكانية التنازل عن مدينة مليلية المحتلة للمغرب، وإخضاع مدينة سبتة لنظام “الحماية الدولية”.نوايا خوان كارلوس عبر عنها خلال لقاء جمعه، في 30 أبريل 1979 بقصر “ثارثويلا” بمدريد، بالمستشار الأمريكي Ed Muskie، المبعوث الشخصي حينها للرئيس الأمريكي جيمي كارتر، للقيام بجولة في أوربا من أجل مناقشة أهم التحديات المشتركة التي كانت تواجه أمريكا وأوروبا حينئذ.
وهي المعطيات التي قالت وكالة الأنباء “أوروبا بريس” إنها اطلعت على النسخة الأصلية من البرقية السرية الأمريكية، التي تتضمن خلاصة 90 دقيقة من اللقاء الذي جمع بين خوان كارلوس والمستشار الأمريكي والسفير الأمريكي بإسبانيا، Terence Todman، وهي البرقية التي أرسلتها البعثة الدبلوماسية الأمريكية بمدريد إلى الإدارة الأمريكية، التي رفعت عنها السرية في 2014، قبل أن يعثر عليها شارلس بويل، الباحث ومدير المعهد الملكي الإسباني، ويدرجها في كتاب “ملك الديمقراطية”، الذي شارك فيه 10 باحثين.
البرقية الأصلية تكشف أن خوان كارلوس قال للمبعوث والسفير الأمريكيين إن “المسألة الكبيرة بين إسبانيا والمغرب تتجسد في الثغرين المحتلين”، فيما يقول محررو الوثيقة: “يعتبر خوان كارلوس أنه يمكن التنازل عن مليلية للمغرب في وقت قريب نسبيا، لأنها تضم 10 آلاف إسباني فقط”، أما في ما يخص سبتة، فكان خوان كارلوس يرى أن وضعها معقد، لأنه يعيش فيها 60 ألف إسباني، ما يجعل من الصعب جعلها تحت السيادة المغربية، لذلك اقترح وضع نظام شبيه بذلك الذي كان يسود في طنجة الدولية، ويخضع لتدبير مشترك بين المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوربي كحل أمثل.
غير أن خوان كارلوس اعترف بأن الجيش سيرفض مقترحه، ولكنه كان مؤمنا بقدرته على إقناعه مع مرور الأيام. في هذا تقول “أوربا بريس”: “الملك اعترف لمحاوره بأن التنازل عن مليلية للمغرب سيثير استياء الجيش، وأن هذا الأخير سيحتج”، لكن الملك كان يرى أن حالة الاستياء “ستدوم شهرين فقط”، علاوة على أن الملك كان يعتقد أنه “قادر على مراقبة الوضع”، رغم التنازل عن مليلية. ومن الأسباب التي جعلت خوان كارلوس يفكر في التنازل عن مليلية -تقول البرقية الأمريكية- “أنه في غياب أي حل، يتخوف الملك من إمكانية قيام المغرب بمسيرة خضراء أخرى يمكن أن تتسبب في مشاكل جدية”.
تفاصيل مثيرة أخرى من كتاب “ملك الديمقراطية” توضح أن خوان كارلوس كانت لديه “شبكة” دبلوماسية سرية مع الراحل الحسن الثاني، ملك المغرب، وباقي الدول العربية، مبينة أنه كان سفير إسبانيا الأول في هذه البلدان.وكشفت مصادر إسبانية أن دار النشر “غالكسيا غوتينبيرغ” لم تمنح القصر الإسباني الكتاب للاطلاع عليه قبل نشره، وأنها اكتفت بإرسال نسخة إليه بعد تقديمه للرأي العام، ما لم يسمح بإزالة بعض الفقرات التي قد تحرج القصر.
الأيام/ بريس تطوان