أموال المخدرات وراء التدهور العام لجبال الريف
استنادا إلى التقارير الصادرة عن بعض الوكالات الدولية المتخصصة التي تعنى بمراقبة أوضاع البيئة والتوازن الايكولوجي في العالم ،فقد خلصت على أن سلسلة جبال الريف الواقعة بشمال المغرب والممتدة من نهر ملوية شرقا الى ضفاف المحيط الأطلسي غربا ،تعتبر من أكثر المناطق الجبلية في العالم التي تتعرض أنظمتها الايكولوجية لتدهور خطير وشامل، وذلك بسبب الكثافة السكانية المرتفعة وحرق الغابات والقضاء على الوحيش بمختلف أصنافه وأنواعه.
وعن مسببات هذا التدهور العام صرح أحد الباحثين في مجال البيئة بجهة طنجة تطوان الحسيمة ،طلب التحفظ على ذكر اسمه ،على أن عائدات المخدرات هي السبب المركزي لهذه الظاهرة المقلقة،حيث أصبح يلاحظ تشييد فيلات فخمة ،وعمارات ومساجد ضخمة ،ومحطات بنزين ،ومخازن ،في وسط قروي لا تراعي فيه هشاشة هذا المجال الطبيعي ،الأمر الذي يجعل جميع أنظمته الايكولوجية مهددة آجلا أم عاجلا بالدمار الشامل.
“إن الفائض المالي المحلي من العملة الوطنية والصعبة، المتحصل عليها من تصدير المخدرات الى أوروبا والعالم ،يتم توظيفها في عمليات البناء العشوائي الحديث ،والذي يستعمل فيه الاسمنت والحديد والصباغة والمواد المضرة بالبيئة الجبلية ،وكلها منتجات غير صديقة للبيئة ،كما يتم توظيف هذه الأموال في شراء محركات “الدييزل” لشفط المياه الجوفية وسرقة مياه الأنهار ،وبناء السدود العشوائية ،مما ينتج عنه انبعاث شديد لثاني أوكسيد الكربون ،علاوة على شراء الجرارات والجرافات ،للاقتلاع أشجار الغابات للزيادة في المساحة المزروعة بنبتة الكيف ” يقول الباحث المذكور.
يذكر أن التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية الصادر خلال شهر مارس الماضي، حول عائدات الكيف في المغرب، قد حدد القيمة الإجمالية للكميات المزروعة في 23 مليار دولار، أي ما يعادل 23 في المائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب.
الشاون بريس





