“الشاون” تستأسد على باقي المدن العتيقة بالمغرب
“السمعة هي أساس السياحة المسؤولة والتنمية المستدامة ،للأسف أغلب المدن المغربية العتيقة لها سمعة جد سيئة، إما بسبب الاعتداءات الجسدية على السياح و المضايقات ،أو أعمال النصب والاحتيال ،أو الارتكاز على أعمال القوادة وبيع أجساد القاصرين والمثليين ،وهذه العناصر مجتمعة، تخلق بيئة طاردة لجمهور السياح ،وتؤدي إلى قتل القطاع شيئا فشيئا، في حين لحد الساعة نجد مدينة الشاون لا زالت تشكل الاستثناء “.
كان هذا تصريح أحد خبراء التنمية السياحية لجريدة “الشاون بريس” الالكترونية طلب التحفظ على ذكر اسمه ،حيث أوضح أن مدينة السيدة الحرة رغم ما يقال، فإنها كانت محظوظة جدا ،بفضل ساكنتها الغير عدوانية ونسيجها الاجتماعي الذي لم يتلوث بأمراض مزمنة من قبيل الجريمة والعنف والتفشي الكبير للادمان والدعارة وغيرها.
” رياضات الشاون “ومنازلها داخل أسوار المدينة العتيقة لا زالت قبلة للسياحة الأسرية والعائلات سواء مغاربة أو أجانب ،في حين نجد مدينة مراكش التي ألصقت بها تهمة ممارسة الدعارة داخل “الرياضات”، نادرا ما تزورها الأسر سواء المغربية أو الجالية المقيمة بالخارج ” يضيف المتحدث المذكور.
من جهة أخرى أشار ذات المتحدث على أن المدينة العتيقة يجب أن تكون روحا وجسدا بمعنى أنها ليست مجرد قصبات وأسوار ومدافع قديمة ، إنها فضاء يجب أن يكون نابضا بالحياة ،بساكنته وحيواناته وأفرانه ومساجده ،إنها أصوات مريدي الزوايا ،وخرير ونافورات الماء ،ورائحة الخشب الطري المنبعث من ورشات النجارة التقليدية، وكذلك دكاكين حياكة المنسوجات اليدوية وغيرها.
“الشاون مدينة عريقة تنبض بالحياة ،تستقبل زوارها بأدب وتمنحهم الشعور بالأمان والطمأنينة إلى حد ما ،هذا الشعور هو العملة النادرة التي لا تتوفر عليها باقي المدن المغربية االعتيقة ،الأمر الذي يؤهلها أن تكون الوجهة السياحية الأكثر جاذبية فيما يتعلق بالسياحة المسؤولة والمستدامة ” يقول الخبير السياحي.
الشاون بريس