هل يتغذى داعش على الفقر وحده؟ - بريس تطوان - أخبار تطوان

هل يتغذى داعش على الفقر وحده؟

“داعش ” لا يتغذى على الفقر وحده

“ليس كل المغاربة الذين استطاع تنظيم داعش الإرهابي تجنيدهم يسكنون في أحياء القصدير، أو فقراء قادمون من عمق عشوائيات “كريان طوما “و”السكويلة” ، بل أغلبيتهم كما تشير التقارير الاستخبارية ، يتحدرون من مدن طنجة ،تطوان، والفنيدق ،ويوجد ضمنهم  أبناء وبنات عائلات ميسورة ،فالفقر والهشاشة الاجتماعية لم يعد العامل الوحيد الذي يتغذى عليه سرطان التنظيم القاتل “

كانت هذه العبارة  التي توضح مدى تعقد المعضلة الارهابية ، إحدى خلاصات النقاش الذي راج خلال الندوة العلمية الاقليمية، التي قامت  بتنظيمها كل من جمعية “نساء ضد العنف الأردنية”، بشراكة مع “مركز دراسات حقوق الانسان والديمقراطية”، يوم السبت 15 أبريل بالعاصمة المغربية الرباط.

وقد شارك في تأطير هذه الندوة الوازنة  التي كان عنوانها “الشباب وتحديات العنف والإرهاب “، ثلة من الخبراء والحقوقيين اللامعين، ورجال انفاذ القانون ،وفعاليات المجتمع المدني ،حيث تم تقسيم الندوة إلى ثلاث جلسات.

الجلسة الافتتاحية ،عرفت كلمة ترحيبية  من طرف اللجنة المنظمة، تم من خلالها شرح رسائل وأهداف هذا الملتقى ،الذي جاء تتويجا للقاء  الذي احتضنه بيت الصحافة بمدينة طنجة في شهر أيلول من العام الماضي، قام بالقائها الأستاذ  والخبير الحقوقي “الحبيب بلكوش” رئيس “مركز دراسات حقوق الانسان والديمقراطية”، إلى جانب الأستاذة “خلود خريس” رئيسة جمعية “نساء ضد العنف الأردنية “.

الجلسة الثانية، أشرف على تسييرها الدكتور “محمد النشاش” قيدوم الحقوقيين المغاربة، حيث أعطى خلالها الكلمة للأستاذ “محمد الصبار” الأمين العام للمجلس الوطنى لحقوق الانسان بالمغرب، والعضو المؤسس لمنتدى الحقيقة والانصاف، الذي سلط في مداخلته الضوء بتحليل حقوقي عميق، على “تيمة” مكافحة الارهاب بين المتطلبات الأمنية وتحديات احترام حقوق الانسان .

في نفس السياق أخذ الكلمة ممثل “المكتب المركزي للأبحاث القضائية ” التابع لادارة مراقبة التراب الوطني، العميد الاقليمي “نفاوي محمد” الذي أغنى النقاش ببعض المعلومات الدقيقة التي راكمتها التجربة المغربية  لمكافحة الارهاب، من  خلال رصدها الدائم لكل الديناميات الجهادية التي تنشط سواء على المستوى الوطني، أو الخلايا النائمة المرتبطة بدوائر التكفير ببعض المناطق المضطربة والنزاعات في العالم مثل العراق وسوريا.

“الظاهرة الإرهابية هي ظاهرة معقدة وشمولية لذا فان مواجهتها بنجاعة ،تتطلب التحلي بنفس استراتيجي وبعد رؤية، يدمج  المقاربة الأمنية والتشريعية والتنموية في اطار شمولي ” يقول عميد مكتب الأبحاث القضائية  المذكور.

 الجلسة الثالثة  والتي كلفت بتسييرها الخبيرة الحقوقية “حورية أسلامي”، فقد عرفت مداخلة الأستاذ والحقوقي الجزائري” مصطفى البوشاشي” الرئيس الأسبق للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان ،والذي  بدوره ركز على  صعوبة تعريف الارهاب ،ودور الاعلام والاعلام الالكتروني  بصفة خاصة ،في التصدي للارهاب والتطرف واعادة انتاج أسسهما .

أما الأستاذ “منتصر حمادة” الباحث المتخصص في الفكر الاسلامي والسلفي بالمغرب فقد عالج محور الخطاب الديني ودوره في تجفيف منابع التطرف والارهاب .

وبخصوص  المحور  الأخير والذي أسدل به ستار  الندوة، فكان يتعلق  بمداخلة الأستاذة “نجاة الحمايدي”، ناشطة جمعوية ونسائية تونسية ،حيث ربطت بين دور مؤسسة الأسرة والمدرسة في التصدي للفكر الارهابي وتجفيف منابعه.

وفي تصريح للأستاذة “خلود خريس ” خصت به جريدة “الشاون بريس” الالكترونية فقد أوضحت أن تنظيم هذا اللقاء على أرض المملكة المغربية جاء لمواكبة للجهود العربية المتنوعة خاصة دول المغرب والأردن التي نجحت أجهزتهما الأمنية في تحجيم خطورة التيارات الارهابية ،وحالت دون وقوع العشرات من العمليات المروعة والقبض الاستباقي على المطلوبين وتفكيك الخلايا النائمة .

“إن جمعية نساء ضد العنف الأردنية بشراكة استراتيجية مع مركز دراسات حقوق الانسان والديمقراطية، يعملان بدون كلل من أجل ايجاد حلول ومقاربات متعددة ،تشمل ما هو أمني وتشريعي وما هو روحي وديني وما هو اعلامي ،علاوة على دور المدرسة والأسرة ،بهدف محاصرة فكر الارهاب بكل أشكله وأنواعه وتجفيف منابع التعصب واستئصال جذوره ” تقول الأستاذة “خلود خريس “.

يذكر أنه حسب مصادر من داخل  اللجنة المنظمة فان  مدينة الحمامة البيضاء تطوان مرشحة  بقوة  لتحتضن فعاليات  الملتقى الموالي ، حول موضوع  العنف والارهاب الديني ومحاربة فكر “داعش”،وذلك   في غضون الأشهر القليلة القادمة.

 
الشاون بريس


شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.