جماعة الزينات...الشجرة التي تخفي الغابة - بريس تطوان - أخبار تطوان

جماعة الزينات…الشجرة التي تخفي الغابة

 
جماعة الزينات…الشجرة التي تخفي الغابة

الطريق الى شفشاون أصبحت مناظرها جد مُقرفة وبصفة خاصة عند مشارف جماعة “الزينات” الترابية بإقليم تطوان، والتي تستحق لقب  الجماعة القروية العشوائية بامتياز، بسبب تفشي طاعون الآجور والإسمنت المسلح بشكل فظيع، في تهديد صارخ للزرع والضرع والوحش والطير وما تبقى من الغابة.

إن المسافر عبر هذا الطريق الجبلي التاريخي الذي بناه الاسبان، يُخيل إليه  أنه لا يصعد جبال الريف الشماء، بل هو فقط  بصدد مغادرة مدينة تطوان صوب حي “كويلما” العشوائي وهو حي بدوره  يعتبر وصمة عار ستظل على جبين السياسيين والمسؤولين المحليين ،الذين أنتجوا هذه البيوت التي تشبه في قبحها علب السردين الصدئة.

ما يحدث حاليا في جماعة “الزينات” هو سيناريو مشابه لما وقع في حي “كويلما” قبل سنوات ، فانتشار البناء بجميع حقول جماعة الزينات المطلة على الطريق الرابط بين شفشاون وتطوان وفي خرق فادح لضوابط التعمير بالعالم القروي  المحددة للمساحة الواجب عدم مساسها بالاسمنت والاجور، يعتبر هجوما كاسحا على الغابة والغطاء النباتي، الأمر الذي  يجعل مستقبل الجماعة الايكولوجي والبيئي على كف عفريت ،اذا استمر البناء بهذا الشكل.

 

وفي هذا الصدد أفاد أحد العارفين بشؤون جماعة “الزينات “أن ساكنة هذه الاخيرة تعتبر خزانا انتخابيا مهما في جميع الاستحقاقات سواء التشريعية أو الجماعاتية، الأمر الذي يفسر انتشار البناء بهذه القوة في هذه الجماعة القروية ،فالمقايضة السياسية جزء من مسلسل ظهور المساكن الطفيلية على حساب أشجار الزيتون والأغراس والجنان.

 

“الأمر لم يعد يقتصر على المقالع التي أصبحت تنخر الجبل من أعلى وتشوه معالمه بل امتد الى ظهور “فيلات” فاخرة تقام قرب سدود وطنية كبرى ، دون الاكتراث بالوقع البيئي الذي سيخلفه هذا التوسع العقاري المتوحش على الشرفة المائية ومنابع المياه الباطنية ” يقول المتحدث المذكور.
بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.