إنما هي لحظة ! - بريس تطوان - أخبار تطوان

إنما هي لحظة !

بسم الله الرحمن الرحيم

 
 

ربي صل وسلم على خير خلقك سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أحبابي في الله

إنما هي لحظة !

 

أين هي الأيام والليالي الماضية مرت  يومًا بعد يوم وليلة بعد ليلة و ما زالت تمر و تنتهي  فيبلى الجديد ويقرب البعيد و يكبر الوليد و يرحل عنّا  من الناس كل يوم العديد، وكل يوم يظهر في الحياة شأن جديد و تنتهي الشهوات وكل لذيذ.

فالدنيا ثلاث لحظات ، الماضي عشناه ولن يعود ، والحاضر نعيشه ولن يدوم ، و المستقبل غير معلوم .

نعم مرّت و  تمر الأيام و الليالي و تتغير و تتعاقب الأجيال، جيل بعد جيل،  فهذا مقبل وهذا مدبر وكلنا إلى الله سبحانه سائر.

هذه هي الحقيقة التي لا مفر منها واليقين الذي لا مهرب عنه مهما طال الزمن  أو قصر قال تعالى :  ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ سورة الجمعة . و يقول الله في مقام آخر ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾ سورة النساء ، إذن كل حي سيفنى وكل جديد سيبلى وكل شيء سينتهي قال تعالى : ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾سورة الرحمن .  فما هي إلا لحظة واحدة  أو رمشة  عين أو لمحة بصر، إذ  يُبدل الله من حال إلى حال وتخرج الروح إلى بارئها فإذا بالعبد ينتقل من عدد الأحياء إلى عداد الموتى.

كم منّا خرج من بيته و كله أمل أن يعود إليه و يلتقي بزوجته و عياله و يضمهم و يلاعبهم ، لكن قدره الحتمي و عمره الفاني لحظته قد حلّت ، فما هي إلاّ لحظة، غمضة عين ، لمحة بصر، رمشة جفون، و إذا بالأحياء حوله يقلون، ” رحمه الله ،كان من خيرة خلق الله ” أصبح من ماض لا يعود، إمّا من سكتة قلبية أو اصطدام أو صعقة كهرباء أو غرق في البحر أو…… فالأسباب كثيرة والموت واحد.

 فإلى الله نشكو قسوة قلوبنا وغفلة أعمت أبصارنا و نفسا أمرتنا بالسوء و أوقاتا  أضعناها ونحن لا ندري ما إن كانت لنا أو علينا .

 

إنما هي لحظة لا تكون في الحسبان  حتى ينتقل العبد من عدد الأحياء إلى عدد الموتى ، لحظة لا تنبيه قبلها، ولا عودة بعدها إلى الدّنيا الفانية، أسأل الله لي ولكم الثبات على طاعة الله ورسوله وأن يحفظنا من كل مكروه و أن يرحم ضعفنا وأن يرحم ضعفنا وأن يرحم ضعفنا و يتجاوز عنّا و أن يرزقنا حُسن الخاتمة  و أن يرحم موتى المسلمين أجمعين آمين .
 
 

بقلم : الحسن بنونة/ بريس تطوان
 
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.