مراحيض تطوان..”ارحموا من في الأرض” !
إذا كانت منظمة الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر حول افتقار أكثر من مليار شخص سبل الوصول إلى دورات المياه (المراحيض)، و اضطرارهم لقضاء حاجتهم في العراء.
وهو الأمر الذي يشكل تهديدا بانتشار الأمراض والأوبئة، بحسب المنظمة التي داعية لتوفير منشآت آمنة ونظيفة للنساء والفتيات تحديدًا، بل و تخصص لذلك يوما عالميا 19 نونبر من كل عام، فإن القائمين على الشأن العام ببلادنا و على ما يبدو يتجاوبون و بكل أريحية و روح مسؤولية مع المنظمة الأممية بأنهم يغلقون المراحيض العمومية، و في أحسن الأحوال يهملونها حتى تتحول أوكارا لكل الموبقات ما ظهر منها و ما بطن.
و غير بعيد، فجولة بسيطة بشوارع مدينة تطوان تكفي المرء ليعرف مدى اعتناء و اهتمام المسؤولين على الشأن العام بالمدينة بصحة المواطن و سلامته، فإذا كنت تسير بشوارع المدينة و اضطررت لقضاء حاجتك فما عليك إلا أن تركض نحو إحدى المقاهي و يدك في جيبك لتدفع ثمنها، و إذا لم لم يكن في جيبك ما تدفعه أصلا فما عليك إلا أن تبحث عن إحدى الجدران المكتوب عليها “ممنوع البول” (حاشاك)، و تتأكد جيدا من أن المكان خالٍ حتى لا تتحول “النعمة” إلى “نقمة” قد ترسلك إلى قسم المستعجلات، هذا إن كنت رجلا أما إن كنت امرأة أو فتاة فتلك حكاية أخرى.
و لئن كانت مراحيض المساجد، حتى إلى وقت قريب تفي بالغرض و تفك “حسرة” الناس بغض النظر عن التزامهم الديني، أو عدمه فإنها هي الأخرى لم تعد كذلك بعدما طالتها يد الإهمال الطولى لتبقى أبوابها موصدة في وجه قاصديها و في أحسن الأحوال يتم تحويل أبوابها إلى داخل هذه المساجد كما هو الحال بالنسبة لعدد من المساجد بالمدينة القديمة.
ليبقى المشكل مطروحا إلى أن يتفضل القائمون على شأن هذه المدينة بتجاوبهم مع المشكل، لعلهم يرحمون من الأرض ليرحمهم من في السماء.
يوسف الحايك/بريس تطوان