إعلاميون يناقشون “التكلفة المالية للمقاولة الصحفية” بطنجة
نظمت المندوبية الجهوية للاتصال بجهة طنجة تطوان الحسيمة، مساء يوم الجمعة تاسع أكتوبر الجاري، بفندق أمنية بويرتو بطنجة، ندوة حول موضوع اقتصاد المقاولة الصحفية المغربية التكلفة المالية للمقاولة الصحفية الجهوية.
افتتح اللقاء بكلمة إبراهيم الشعبي المدير الجهوي لمندوبية الاتصال بطنجة، ركز فيها على الهدف من اللقاء الذي يعتبر من صميم انشغالات العاملين في الحقل الإعلامي بالمدينة، وكذا أصحاب المقاولات الإعلامية سواء منها الورقية أو الالكترونية، أو الإذاعية.
بعدها قدم الخبير في اقتصاد الإعلام عبد المجيد فاضل مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، مداخلة بين من خلالها بكون المقاولة الإعلامية لا تختلف عن غيرها من المقاولات الأخرى، بحيث جميعها تتوفر على رأس المال وموارد بشرية، اذ تدبر بنفس الطريقة التي تدبر بها المقاولات الأخرى،لكن الفرق يبقى من حيث المنتوج المقدم الجانب بين الثقافي مما يتطلب انتاجا صناعيا، فيتداخل بين ما هو ثقافي وصناعي.
فلا يمكن للمضمون الفكري التطور بدون تطور الوسائل الاقتصادية، فبرز مصطلح الصناعة الثقافية، بالرغم من مناداة البعض بعدم دخول الثقافة في الرأسمال خشية فقدان قيمتها، في حين يعتبر البعض الزامية تحكمها عن طريق الرأسمال، لكي يتطور المنتوج الثقافي بتوفر الطلب، فتصبح الثقافة الجماهيرية في متناول الجميع.
فالمنتوج الاعلامي في نظر فاضل سريع التلف، يفقد قيمته بسرعة، حسب المدة، فالجريدة اليومية تحتاج الى بعض الساعات فقط، والأسبوعية الى يومين أو ثلاثة، أما الشهرية فلأسبوع تقريبا، أما الخبر الاذاعي فأصبح متجاوزا في الوقت الراهن.
ويبقى الفرق بين الصحافة الورقية والرقمية في العفوية والسرعة في اعطاء الخبر، فالمنتوج الاعلامي يتميز بسوقه الخاصة، تباع مرتين أولا للقراء او المستمعين، وثانيا للمعلنين، فالناشر في حاجة الى عائدات لكي يحتفظ بسعر مقبول في متناول المتلقي، مما يفرض عليه التعامل مع الإشهار، لكون عائدات البيع لا تكفي ، بالرغم من وجود بعض الصحف خطها التحريري لا يتماشى مع الاشهار.
وأضاف أن الاستثمار في المقاولة الاعلامية يتطلب أموال باهظة ليست في متناول الجميع، علما أن الصحافة اليومية يلزمها التوفر على مطبعة خاصة، بخلاف الدوريات يمكنها الطبع في مطابع عمومية. موضحا بقيمة النسخة الأولى المحددة لتراكمات النسخ الوالية المستنسخة فقط منها.
كما وقف فاضل على بعض الاكراهات المعترضة للمقاولات الإعلامية، كتكلفة العاملين بها المتمثلة في الأجور المدفوعة لهم شهريا، مما جعل البعض يستغني عنهم بالاعتماد على ما تنقله وكالات الإنباء الخاصة، فضلا عن مصاريف الأوراق المرتفعة عبر مر العصور.
عبد السلام العزاوي/بريس تطوان