قصة عيد العرش بتطوان - بريس تطوان - أخبار تطوان

قصة عيد العرش بتطوان

 
قصة عيد العرش بتطوان ـ1ـ

 

توطـئــة

شعرت الحركة الوطنية المغربية بعد إعلان سياسة 16 ماي 1930 –  المعروفة بالسياسة البربرية، أن إدارة الاستعمار الفرنسي تسير بخطوات مدروسة لتجريد ملك المغرب من اختصاصاته الدينية والمدنية، وتكوين قومية مزدوجة مغربية فرنسية، لتحقيق مخططها بسلب المغرب من مظاهر سيادته ومقوماته الروحية والحضارية، وحكمه حكما مباشرا تمهيدا لجعله مستعمرة فرنسية خالصة.

وبما أن الحركة الوطنية كانت تعتبر العرش المغربي والجالس الشرعي عليه رمزا للسيادة المغربية، وضمانة لاستمرار الوضعية المغربية الإسلامية العربية التي توارثها الأبناء والأحفاد عن الآباء والأجداد طيلة أن أربعة عشر قرنا من الفتح الإسلامي حتى قيام الدولة العلوية الشريفة التي أعادت للبلاد وحدتها وهيبتها كدولة عربية إسلامية منظمة، واحتفظت بكامل سيادتها إلى أن فرضت عليها الحماية في ظروف غامضة قاهرة عام 1912. وليست الحماية في منطوقها اللغوي ومفهومها القانوني استعمارا وحكما مباشرا وتجريدا للدولة المحمية من دينها ولغتها وحضارتها وسيادة رئيسها، ولكن الحكومة الفرنسية كان في نيتها أن تجعل من نظام الحماية المفروضة وسيلة لفرض نظام استعماري ماكر، ومهدت لذلك بمحاولة نسف الشريعة الإسلامية والسيادة الوطنية ممثلة في الشخصية المعنوية للعرش المغربي. فقامت الحركة الوطنية تطالب بإحداث عيد قومي هو “عيد العرش” في اليوم الثامن عشر من شهر نونبر من كل سنة ، وهو اليوم الموافق لجلوس أمير المومنين جلالة الملك المقدس محمد الخامس على عرش المغرب عام 1927.

وتكونت لهذه الغاية لجنة وطنية برئاسة نقيب الشرفاء العلويين ومؤرخ المملكة المربية مولاي عبد الرحمان بن محمد ابن زيدان المتوفى رحمه الله عام 1946، ونظرا لمكانة الرجل العلمية والاجتماعية ، فإن حكومة الحماية لم تجد بدا من الاستجابة لهذه الرغبة القومية الاجتماعية، فصدر قرار وزيري بتاريخ 31  أكتوبر 1934(21 رجب 1353) بإمضاء الصدر الأعظم الراحل محمد المقري والمقيم العام الفرنسي هنري بونصو، ونشر بالجريدة الرسمية بالرباط في العدد المؤرخ بتاريخ يوم الجمعة 2 نونبر 1934 (23 رجب 1353) والقرار المذكور يسمح بإقامة عيد العرش (يوم 18  نونبر) من كل سنة، تقدم فيه التهاني لجلالة الملك، وتعطل فيه الإدارة المخزنية، ولا تحدث فيه خطب وتجمعات. وحظر الخطب والتجمعات قيد استعماري خطير يدل ملى مدى حرمان الشعب المغربي من حرياته العامة، وعلى مدى الكبت والقهر الذي كان يعانيه من إدارة الحماية، ولكن الملك والشعب عرفا السبيل إلى تكسير هذا القيد بعد ذلك، وجعل عيد العرش مناسبة وطنية لاتصال العرش بالشعب واتصال الشعب بالعرش إتصالا كان له ما بعده من نتائج وطنية باهرة.

عيد العرش بتطوان

وما أن علمت الكتلة الوطنية بعاصمة المنطقة الشمالية الواقعة تحت الحماية الإسبانية طبقا لاتفاقية مدريد الفرنسية الإسبانية عام 1912 بقصد تفتيت الوحدة المغربية، ما أن علمت كتلة تطوان بخبر عيد العرش واطلعت على القرار المنشور في هذا الشأن، حتى بادرت بالدعوة إلى إظهار الأفراح يوم 18 نونبر 1934 برفع الأعلام المغربية ونشر صورة جلالة الملك محمد الخامس لأول مرة في الشمال كتعبير من المواطنين الشماليين على تمسكهم بالوحدة المغربية الممثلة في شخصية ملك البلاد، رغم امتعاض الإدارة الإسبانية من هذا الواقع الذي، لم تستسغه من جهة باعتبار منطقة حمايتها في الشمال منفصلة سياسيا وإداريا عن المنطقة الجنوبية الواقعة تعت الحماية الفرنسية.
 
ومن جهة أخرى لم تتجرأ على منع مظاهر الأفراح الشعبية اتقاء لأي حدث لا طاقة لها لمواجهته بعد أن ذاقت الأمرين من المقاومة الشمالية المسلحة العنيفة.

برقية تهنئة

وشفعت الكتلة الوطنية الشمالية عملها بإرسال برقية تهنئة إلى جلالة محمد الخامس الذي كان يومه 18 – 11 1934 في مدينة مراكش، وهذا نص البرقية : «صاحب الجلالة مولانا محمد سلطان المغرب : الكتلة الوطنية بتطوان تتشرف برفع تهانيها إلى سدتكم العالية بعيد جلوسكم على العرش العلوي الخالد، وترجو لجلالتكم وسمو ولي عهدكم أمير الأطلس طول العمر وكامل السعادة. عن الكتلة الوطنية : التهامي الوزاني (×) عبد الخالق الطريس (×) عبد السلام ابن جلون (×) محمد افيلال (×) الحسين ابن عبد الوهاب (×) محمد داود».
كما وجهت “جمعية الطالب المغربي”، برقية تهنئة أخرى بإمضاء رئيسها المرحوم التهامي الوزاني هذا نصها: “باسم جمعيتنا أرفع إلى سدتكم العالية أسمى التهاني بمناسبة عيد جلوس جلالتكم، سائلا المولى أن يديم جلالتكم”.

 
عدد ممتاز من جريدة الحياة

وأصدرت جريدة “الحياة”، عددا خاصا بعيد العرش، هو العدد 36 بتاريخ يوم 11 شعبان عام 1353 موافق 18 نونبر 1934 زينته بصورة كبيرة لجلالة الملك، ونشرت مقالات هامة في الموضوع، منها إفتتاحية الجريدة بقلم المناضل المرحوم عبد السلام ابن جلون قال فيه : “اليوم تسخر الأمة المغربية بكل تفرقة تحاول ، وتهزأ بكل حد من حدود الجغرافية المصطلح على وضعه، وتنادي بصوت جهوري تردد مداه جنبات المغرب من أقصاه إلى أقصاه أن عاثت الوحدة المغربية”. وفي مقالة لأبى الفداء وهو الشيخ محمد المكي الناصري) بعنوان : «عيد العرش عيد القومية المغربية” قال الكاتب : “لماذا هذه المحدود المصطنعة بين منطقة وأخرى، ولماذا هذه الجمارك والجوازات داخل المملكة المغربية … العرش المغربي هو الضامن الوحيد للجنسية المغربية الموحدة، العرش الذي هو عماد الدولة المغربية التي لا تزال قائمة معترفا بوجودها في عالم السياسة والقانون … ولولا العرش المغربي لأصبح المغرب مستعمرة من المستعمرات الأجنبية … العرش المغربي في نظرنا هو حامي القومية المغرية وحافظها من الانحلال والاندماج في غيرها من القوميات …”، من هذه النصوص النضالية نرى الخطوط الرئيسية للفكر الوطني والموقف النضالي الذي وقفته الحركة الوطنية دفاعا عن العرش رمز السيادة والوحدة المغربية.

والجدير بالذكر أن جريدة «الحياة” التطوانية هي باكورة الصحافة العربية الوطنية بالمغرب، أسسها المرحوم الأستاذ الطريس في ربيع عام 1934 لتكون لسان حال الحركة الوطنية بالمغرب عامة والكتلة الشمالية بصفة خاصة، وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذ الطريس كان قد أسندت إليه مديرية الأحباس في منتصف سنة 1934 فترك رئاسة تحرير جريدته للشيخ المناضل سيدي التهامي الوزاني، ولكن إدارة الحماية الإسبانية فاقت بالجريدة المذكورة فأوقفتها. والجدير بالذكر أيضا أن “الحياة” كانت الصحيفة الوطنية الثانية بعد مجلة “السلام”، التطوانية التي أصدرها مؤسسها الأستاذ محمد داود في خريف عام 1933 وعاشت سنة واحدة. وهما من أقدم وأصدق مصادر الحركة الوطنية وخاصة ما يتعلق منها بنضال شمال المملكة المغربية.

فك القيد عن عيد العرش

وفي سنة 1935 كانت كتلة تطوان قد نظمت صفوفها تنظيما حزبيا محترما بالرغم من أن «حزب الإصلاح الوطني” لم يعلن عنه رسميا إلا في شهر دجنبر سنة 1936. وكان مما قررته كتلة تطوان أن جعلت من يوم 18 نونبر يوم عيد وطني تقام فيه التجمعات الوطنية والحفلات الخطابية، ضاربة عرض الحائط بما نص عليه القرار الوزيري الفرنسي من حظر التجمعات والخطب في عيد العرش. وهكذا نظمت كتلتنا أول حفلة وطنية خطابية بدار الأخ المناضل عبد السلام الحاج (يوم 18، 11، 35) حضرها عدد وافر من رجال العلم والثقافة، ونخبة من تلاميذ «المدرسة الأهلية” التي كانت أول مدرسة عربية وطنية حرة أنشئت بتطوان عام 1925 وكونت نخبة من الشباب الواعين المتنورين منهم الأستاذ الطريس نفسه.
 
وفي هذه الحفلة تناول المحتفلون كؤوس الشاي والحلويات في جو من السرور والابتهاج، واستمعوا كذلك إلى خطاب وطني بليغ ألقاه شيخنا المرحوم التهامي الوزاني. وكانت هذه الحفلة هي الأولى من نوعها في المملكة المغربية، فكت عن عيد العرش القيد الذي قيده به الحكم الفرنسي، وكانت فاتحة لحفلات وتجمعات وطنية أخرى أشرف على تنظيمها حزب الإصلاح الوطني في كل سنة، حتى صار يوم 18 نونبر في تطوان يوم عيد وطني كبير، ينتظره الناس بشوق ويحتفلون به كاحتفالهم بالأعياد الإسلامية المقدسة، ويقولون بأن هذا العيد يذكرنا بسيادتنا ووحدة ترابنا، وأنا أمة واحدة في وطن واحد لا فرق بين شماله وجنوبه رغم أنف الاستعمار ومن يدور في فلكه.

اسبانيا تقلد عيد العرش

وفي الظروف الحالكة التي عاشتها تطوان تحت القمع الإسباني من سنة 1948 إلى سنة 1952 كان الناس يحتفلون بعيد العرش تلقائيا في البيوت والأندية، ويزينون المحلات التجارية بالأعلام المغربية وصور جلالة الملك محمد الخامس، ولا تتدخل الإدارة الاسبانية في منع شيء من هذا مادامت الأمور تمر في جو صامت.

ولم تكن صورة الملك تظهر في الغالب إلا في حفلات عيد العرش، ثم تختفى لتبقى صورة “الخليفة” فقط . ولكن حزب الإصلاح الوطني منذ استأنف نشاطه الجديد عام 1952 بعد المحنة التي اجتازتها المنطقة الشمالية من جراء الحكم الإسباني المباشر، دعا إلى وجوب وجود صورة الملك إلى جانب صورة الخليفة باستمرار، وخاصة في المدارس والإدارات المخزنية حيث لم تكن توجد إلا صورة الخليفة. ولما صار العمل بهذا التوجيه الوطني الرشيد، كانت هناك جهات تتحفظ من تعليق صورة الملك، ولكي تؤمن نفسها كانت تجعل صورة الملك في الوسط محاطة بصورة الخليفة وصورة الجنرال فرانكو رئيس الدولة الإسبانية أو مندوبه السامي بتطوان.

والسبب في هذه البلبلة هو أن إدارة الحماية الإسبانية كانت توحي بأن الخليفة هو سلطان منطقة حمايتها، وتحيط شخصيته بهالة من الإكبار والتقدير باعتبار أنه واحد من خلفاء المسلمين الذين تلقبوا بالخليفة في العصور الإسلامية السابقة، هذه كانت فكرة عامتهم، وربما كانوا يحلمون بخلق خلافة علوية في شمال المغرب على مثال الخلافة الأموية في الأندلس، ووضعوا ترتيبات لتأمين الخلافة بإسناد ولاية العهد للولد الأكبر للخليفة، ولكن أحلامهم تبخرت منذ عام 1953 بعد انفجار ثورة الملك.

وعلى ما ذكرناه من اعتبارات للخليفة، فقد بادرت الإدارة الإسبانية بإحداث عيد خاص بشمال المغرب هو “عيد جلوس سمو الخليفة” وجعلوه في اليوم الثامن من شهر نونبر بالذات، مع أن تولية الأمير مولاي الحسن بن المهدي بن إسماعيل بن محمد الرابع كانت يوم 25 يوليوز سنة 1925 بعد موافقة أمير المومنين مولاي يوسف بن الحسن الأول على توليته الخلافة. وأما نقل ذكرى توليته إلى ثامن نونبر فإنما كان للتذكير بانتصار جيش الاحتلال الإسباني على المقاومة الوطنية الشمالية في 8 نونبر 1925.
 
ومع ذلك كانت الحركة الوطنية بتطوان تشارك في الاحتفال بهذه الذكرى تكريما لخليفة جلالة الملك، لا لليوم المشؤوم الذي تم فيه انتصار الجيش الإسباني على المقاومة الشمالية المقدسة. وقد كان الخليفة مولاي الحسن بن المهدي يحظى بعطف المواطنين المغاربة في الشمال، وبعطف الإسبانيين الأجانب كذلك، لما كان يتصف به من طيبوبة ومرونة.
 
وأذكر أنه في زيارة جلالة الملك محمد الخامس لمدينة طنجة عام 1947 واستراحته في مدينة أصيلة مع سمو خليفته في هذه النقطة الجميلة التي كانت ضمن منطقة الحماية الإسبانية بالشمال، ظهرت في الصحف الإسبانية صورة جلالة الملك (وهو نحيف الجسم) وإلى جانبه صورة الخليفة (وهو ممتلئ الجسم ) فعبرت لي سيدة إسبانية تبيع الصحف عن قلقها لنحافة الخليفة وسألتني هل هو مريض ؟ قلت لها : لا، ومن أين علمت ذلك ؟. قالت : انظر أليست هذه صورته ؟. (وأشارت إلى صورة الملك ) فقلت لها : بل هذا هو الملك، وهاهو الخليفة إلى جانبه في تمام صحته، (وأشرت إلى صورة الخليفة ) فاندهشت الإسبانية وقالت : يا لله !.. الملك نحيف هكذا ؟!. قلت لها : هذه طبيعته، وهو أيضا يشتغل كثيرا ويفكر كثيرا، وفي غاية الصحة كذلك. فأجابت السيدة : بين فيه ذلك، ولكن الحمد لله الخليفة محتفظ بشكله وفي تمام صحته، هذه القصة على بساطتها تعبر عن فلسفة الإسبانيين في رجال المخزن. وذلك أنهم يشترطون في رجل المخزن أن يكون ضخم الجثة أولا، أو قريبا من الضخامة على الأقل، ولذا كانت الإدارة الإسبانية تختار لكراسي الوزارات والوظائف النابهة في الحكومة المخزنية الشمالية رجالا كان أغلبهم ممن ينطبق عليه المثل القائل : «جثت الاباعير، وعقول العصافير» وطبيعي أن لا تهتم الإدارة الإسبانية إلا بالشكل ، لأن ما يهمها في المغربي هو المظهر والطاعة، أما العقل والرأي فإسبانيا صاحبته، ولكن بعض المختارين كانوا يتوهمون أنهم ممن تصدق عليهم الآية الكريمة – «إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم” أولئك كانوا مع أسيادهم الأجانب ألين وأخوف من الأرانب، ومع أخوتهم المغاربة أغور من الذئاب وأمكر من الثعالب. وأولئك يصدق عليهم قول الشاعر المرحوم حافظ إبراهيم: أنا لولا أن لي من أمتي   خاذلا مابت أشكو النوبا أمة قد فت في ساعدها   بفضها الأهل وحب القربى.

 
في العيد الفضي للعرش

ولنا ذكريات مشرقة مع عيد العرش، كان منها موقف تميز بالدعوة الصريحة إلى الجهاد، ففي الذكرى الفضية لعيد العرش (18 -11 1952) احتفلت تطوان أفخم احتفال عرفته في هذه المناسبة لتعبر عن تعلقها ووفائها وولائها للمغفور له محمد الخامس حيث كان يجتاز أزمة وطنية خانقة تحت وطأة الحكم الفرنسي المباشر، وتميزت الكلمات التي ألقيت في حفلة خطابية لحزب الإصلاح الوطني باستنكار السياسة الاستعمارية الفرنسية في المغرب، والدعوة إلى الالتفاف حول جلالة الملك. وأذكر أنني يومه ألقيت خطابا دعوت فيه إلى الجهاد والاستشهاد، ومن ذلك بعض الجمل التي اعتبرت خطيرة جدا مثل الآية : “إن الله اشترى من المومنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة”، وإن الجنة تحت ظلال السيوف، وبين أفواه البنادق والمدافع … “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وإن الله لا يضيع أجر المومنين، الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح، للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم”.
 

وفوجئ الناس بهذه الدعوة وتحمسوا وتأثروا بالغ التأثر، وبعد انتهاء الحفلة قال لي الأخ المرحوم الطيب بنونة الأمين العام للحزب : كلمتك مؤثرة حقا، ولكن هل كنت تعرف ما تقول ؟. قلت : نعم. قال : فهل عندك مدافع وطائرات؟ قلت : بل عندي الإيمان !.. ولكنني رجعت إلى نفسي فوجدت تعليقه منطقيا، ورغم ذلك أؤكد أن السلاح بدون إيمان لا أهمية له، كما أن الإيمان بدون سلاح في الواقف الجهادية يكون من باب إلقاء النفس إلى التهلكة، ولذلك قال تعالى : “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم، الله يعلمهم” ولم يقع ما يكدر ولله الحمد من جانب الإسبانيين حول هذا الموقف، لأن المسألة كانت تتعلق بالضغوط العنيفة التي مارسها الحكم الفرنسي ضد العرش. وحينما يقتنع الحكم الإسباني بأن المسألة ليست موجهة إليه بالضبط، فإنه يغض البصر في الغالب ويقف موقف الحياد، وحياد إسبانيا هو ما كنا نطلبه في مواقفنا الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي.
 
يتبع…
 
 
بريس تطوان/عن مجلة دعوة الحق العدد 234 جمادى 1- جمادى 2 1404/ مارس 1989
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.