دور الإعلام في محاربة غول أمانديس - بريس تطوان - أخبار تطوان

دور الإعلام في محاربة غول أمانديس

 
 

دور الإعلام في محاربة أمانديس

 

إن ما تقوم به شركة أمانديس من جرائم تضرب القدرة الشرائية للمواطنين في الصميم، يأتي على رأس الإشكالات العويصة التي أضحت تقض مضجع كل مواطن ومواطنة على صعيد ولايتي طنجة وتطوان، فالفواتير الصاروخية لهذه الشركة (الغول) والتي باتت تستنزف جيوب المواطنين عن آخرها نهاية كل شهر، وتشكل كابوسا حقيقيا، خاصة لدى الفئات الفقيرة وذات الدخل المحدود، أضحت إحدى أهم المعيقات التي يتوجب على كل الفعاليات والهيآت على اختلاف مشاربها واهتماماتها إيلاءها أكبر قدر من الأهمية، والوقوف في وجهها لإيقافها عند حدها، حماية لمواطنينا من بطشها الفتاك الذي أضحى لديها كما يبدو عرفا لا تريد التخلي عنه، بل لم يزدد مع مرور الأيام والشهور إلا استفحالا وتفاقما.

 وفي هذا الصدد، يأتي قطاع الإعلام في مقدمة الذين يجب عليهم التصدي لهذه الشركة وفضح خروقاتها وتلاعبها بمصالح المواطنين واستنزاف جيوبهم، باعتباره سلطة رابعة تمارس الرقابة على مختلف القطاعات العامة والخاصة، بكشف اختلالاتها وفضائحها، والتشهير بها وإبلاغها للرأي العام للاطلاع عليها وللمسؤولين المعنيين قصد اتخاذ الإجراءات المناسبة في حقها.

 إلا أننا نلاحظ مع الأسف الشديد التقصير الواضح الذي تنتهجه وسائل إعلامنا المكتوبة وطنيا وجهويا ومحليا في هذا الموضوع، فباستثناء القلة القليلة من الصحف التي نراها بين الفينة والأخرى تتطرق لهذا الأمر، فإننا نرى في المقابل، صيام جل الصحف الأخرى عن الحديث عما تقترفه هذه الشركة من جرائم في حق المواطنين، وذلك لأسباب تظل عموما مبهمة وغامضة.

 لذا، فإن ما تمارسه هذه الشركة من سرقات موصوفة مدثرة بغطاء قانوني نتيجة تواطؤ المجالس المحلية المنتخبة، يحتم على نساء ورجال الصحافة والإعلام القيام بما يفرضه عليهم واجبهم المهني بكشف وفضح الخروقات السافرة والفضائح الشنيعة والتي ما فتئت هذه الشركة الأجنبية تتمادى في اقترافها جهارا نهارا في حق المواطنين الذين نفذ صبرهم اتجاهها ولا يرغبون في سماع اسمها حتى.

 وفي هذا الإطار، فقد أضحى من الواجب على وسائلنا الإعلامية نهج مقاربة تشاركية مع مختلف الفعاليات والهيآت المهتمة بالأمر قصد تسهيل مأموريتها والوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعلومات والحقائق التي تخص هذه الشركة، وبالتالي كشفها كاملة أمام الرأي العام ووضع مسؤولينا أمام الأمر الواقع حتى يتسنى لهم مراجعة أوراقهم وانتهاج أسلوب الصرامة معها خدمة للمصلحة العليا للوطن والمواطنين والتي من أجلها نالوا تلك المناصب.

كما يتوجب على السلطات المعنية التعاون مع وسائل الإعلام ومدها بالمعطيات اللازمة والمعلومات الدقيقة والكافية التي تخص هذا الجانب، والكف عن سياسة إغلاق الأبواب والمنافذ في وجه الصحافة.

 وإذا كان من أهم وأبرز الواجبات التي يجب على الصحافيين والإعلاميين التحلي بها، القرب من المواطنين والإنصات لمشاكلهم وهمومهم وحاجياتهم، ونقلها بأمانة للرأي العام والمسؤولين، فإنه لا يسعنا إلا أن نعبر عن استنكارنا الشديد وإدانتنا القوية لما يقوم به بعض أنصاف صحافيين ومرتزقة إعلاميين ومتطفلين على هذا الميدان خصوصا بجهة طنجة تطوان الذين يقتاتون على ما تجود به هذه الشركة على منابرهم من إشهارات وإعلانات وعلى بعض مراسليهم من دراهم الحرام قصد السكوت على فضائحها وتزكية جرائمها وكتابة ما يناسبها، داعين في هذا الإطار كل الصحافيين الشرفاء والإعلاميين النزهاء والغيورين على هذه المهنة السامية للوقوف سدا منيعا في وجه أمثال هؤلاء الذين يشوهون صورة الصحافة، والوقوف بجانب المواطنين وكل الفعاليات المدنية والحقوقية التي ما فتئت تبذل ــ مشكورة ــ قصارى جهودها لإيقاف زحف هذا (الغول) المدمر الذي أضحى أخطبوطا مرعبا وشبحا مزعجا لكل المواطنين الذين ينحدر أغلبهم من طبقات فقيرة وكادحة.

 بهذا يمكن للإعلام استعادة دوره كمؤثر فاعل في المجتمع ومتفاعل معه في نفس الوقت، وذلك بالتعبير عن آماله وآلامه وترجمة تطلعاته جاهرا بالحقيقة كيفما كانت صادمة وجارحة.

 

وإننا إذ نعبر عن تقديرنا الكبير لكل من يساهم في محاربة سرطان الفساد المستشري بمختلف الإدارات والقطاعات ببلادنا، والتي تعتبر شركة أمانديس طبعا على رأس الفاسدين المفسدين، فإننا ندعو جميع الجهات الغيورة على الوطن والمواطنين، وكذا كل من يحمل رسالة إنسانية نبيلة بالعمل بكل ما أوتي من قوة وحزم على التصدي ومحاربة هذا اللوبي المتحكم والمستنزف للقدرة الشرائية للمواطنين، والضرب بقوة على أيدي كل المتواطئين والمتملقين من مسؤولين ومنتخبين.

 

ونداؤنا لا يشمل فقط الجهات المختصة، بل نرفعه ونوجهه لجميع المواطنين وكل جمعيات المجتمع المدني والهيآت الحقوقية والنقابية والمنظمات الوطنية والمنابر الإعلامية والأحزاب السياسية وجميع السلطات المحلية والجهوية والمركزية، مستنكرين ومنددين بما تقترفه هذه الشركة (الغول) من جرائم ومنكرات وأعمال لاقانونية منافية لكل الأعراف والقوانين المعمول بها، والتي تمس كرامة المواطنين ونهب أموالهم، خصوصا في هذه الظرفية الدقيقة التي تشهد تأجج الشارع العربي المنتفض ضد الفساد والقمع والظلم والقهر الذي يتعرض له على يد حكامه ومسؤوليه المجرمين الفاسدين والإقطاعيين المافيوزيين الذين يعيثون في الأرض نهبا وفسادا وتجبرا وطغيانا.
 
بريس تطوان
 
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.