تطوان: سمسة المستضعفين وجشع الناهبين - بريس تطوان - أخبار تطوان

تطوان: سمسة المستضعفين وجشع الناهبين

 
 
تطوان: سمسة المستضعفين وجشع الناهبين
 
 

 
الأستاذ:
عبد الحميد المثني/بريس تطوان

قرية سمسة، جوهرة غرب تطوان، الضاربة في التاريخ بحضارتها، المحلقة بين جبالها ببساتينها الخضراء، وسهولها الفيحاء، الساكنة المطمئنة بمساكنها البيضاء، كانت ولا زالت مصنعا لمئات من الرجال والمثقفين، خرجت ما لا يقل عن خمسين رجل تعليم وإطار في أمسها، وما زالت تمد بالمزيد، رغم هشاشة بنيتها، هكذا كانت بالأمس القريب، قبل أن يغير عليها، ويسطو على خيراتها مصاصو دماء المستضعفين، منذ ما يربو عن عشرين سنة، يوم أن أصبحت وجهة لجشع مقالع الحجر، من سنة 1996م، إلى يومنا هذا.
 
 
حيث تهزها الانفجارات كل يوم، لتقوض وتكاد تنسف بيوتها المتواضعة بتواضع أهلها، وتحول معظم بساتينها إلى محرقة بفعل الغبار الساخن المتناثر من مقالع الجحيم، وأما ينابيع الماء الصافية العذبة، فأصبحت تشكو من تعكير صفوها، وشح مائها جراء إتلاف مصادرها بفعل الانفجارات القوية، هاته المياه التي يعيش على سقائها المئات من ساكنة القرية، كل هاته المآسي، تقع على الأراضي السلالية لذوي الحقوق الشرعية من أبناء القرية أبا عن جد، أراضي تم السطو عليها في غفلة من أهلها، دون أن يستفيد أهل القرية من خيرات أراضيهم، رغم ما تدره المقالع على خزائن الجشع من أرباب المقالع، وسماسرهم.
 
 
فإلى متى يوضع حد لهذا الظلم الجاثم على صدور الآمنين من سكان سمسة المنسية؟ أين نصيب ذوي الحقوق الشرعيين المالكين للأرض من الأموال الطائلة التي ينهبها أرباب المقالع وسماسرتهم؟ أين إعمال القوانين التي تنظم سلوكات مثل هذه المشاريع المضرة بالساكنة؟ وتضمن حقوق الساكنة؟ أين أجوبة عشرات الشكاوى والدعاوي التي رفعت للمعنيين بشأن هذه الخروقات اللاإنسانية التي تعتدي على كرامة المواطن وتدمر البيئة على رؤوس أهلها؟ متى نضع كرامة الإنسان على أولويات تنميتنا قبل أن نلبي جشع الناهبين من أرباب المصالح .
 

بريس تطوان


شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.