أدوار المرأة التطوانية في المقاومة بعد الهدنة (2) - بريس تطوان - أخبار تطوان

أدوار المرأة التطوانية في المقاومة بعد الهدنة (2)

ثالثا – الأعمال الفدائية أو العسكرية: من خلال الدراسة سالفة الذكر التي أجرتها الأستاذة مارية دادي على عينة من المقاومات حول دور المرأة في المقاومة في مدينة تطوان توصلت إلى أنه يمكن إجمال الأعمال الفدائية أو العسكرية في خزن السلاح وحراسته ونقله من مكان إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، والقيام بأعمال فدائية أو المشاركة في تنفيذها، فنجد أن 75% من المقاومات كان بيتهن مقرا لتجميع السلاح وتخزينه ثم إعادة توزيعه، ثم 25 كن يقمن بنقل السلاح من مكان إلى آخر ؛ وخاصة من سبتة إلى تطوان، ثم من تطوان إلى مناطق أخرى عدة، سواء شمالية كالقصر الكبير ،والعرائش أو مدن المنطقة السلطانية كسلا والخميسات والدار البيضاء وفاس وغيرهم. وهناك نسبة كبيرة تصل إلى 40 % شاركن في تنفيذ عمليات فدائية، وهناك من شاركت في السطو على بعض مخازن السلاح، وغنمت أسلحة مهمة سلمتها إلى جيش التحرير». وممن قمن بحمل السلاح وهربنه من منطقة إلى أخرى وقمن بتوزيعه البطلات الثمانية المعروفات بأسماء مستعارة؛ كأم مروان و «أم خالد ومنهن السيدة السلاوي خديجة التي كانت تخرج في زي متنكر (الجلباب أو زي رجل). ثم البطلة السيدة خدوج بنت الطاهر السباعي المعروفة بخدوج التجالة التي ناضلت ضمن جيوش الشريف الريسوني مرتدية زي الرجال».

رابعا – الأعمال الاقتصادية: شاركت المرأة التطوانية في الاكتتاب الشعبي لإعانة منكوبي جنوب المغرب وأرامل الفدائيين، فتبرعت بمالها وحليها من ذهب وفضة وتنازلت عن مجوهراتها. وقد نشرت آنذاك جريدة الأمة لوائح بأسماء نساء الأسر اللاتي تبرعن بحليهن ومالهن لفائدة المقاومة. كما ساهمت عبر لجنة المحسنات التابعة للاتحاد النسائي في جمع التبرعات، حيث كانت عضوات هذه اللجنة يمررن على البيوت لحث النساء على التبرع بما جادت به أيديهن ولو كان بسيطا، وكن ينتقلن من أجل هذه الغاية حتى أبعد القرى، كل هذا من أجل دعم المقاومة وضمان استمراريتها».

ومن بين الممارسات الجيدة في إحسان المرأة التطوانية خدمة للمصلحة الوطنية، مشروع الثلاثاء وهو عبارة عن الاقتصاد في نفقات يوم الثلاثاء من كل أسبوع وتقديم القدر المقتصد للحزب».

خامسا – القيام بدور التوعية والتحسيس عبر إذاعة درسة والكتابة في الصحف: برزت عدة مذيعات مناضلات بإذاعة درسة تطوان قمن بدور التوعية والتحسيس والتعبئة لمواجهة المحتل منهن:

فاطمة اليطفتي التي كانت تقدم في إذاعة درسة تطوان برنامجا مرتبطا بالتوعية الاجتماعية الوطنية في فترة الحماية.

عشوشة بن مسعود مذيعة الأخبار براديو درسة تطوان كانت تذيع أخبار المقاومة في الجنوب بحماس يلهب مشاعر السامعين في الشمال.

ارحيمو الكيتاني كانت تنظم ندوات أدبية وفكرية وتقوم بتنشيط برنامج الإذاعة أمام الجمهور، وبالإضافة إلى بعض رفيقاتها اللواتي كن يتلقين أخبارا حول الهجمات الاستعمارية بطريقتهن الخاصة، فتتسرب إليهن بعض المعلومات الهامة يذعنها في راديو درسة تطوان، وهذه الأخبار كانت ممنوعة في الإذاعة الوطنية بالرباط».

أمينة اللوه: شاركت بالعمل الصحفي المسموع، من خلال برنامج إذاعي يبث عبر أمواج إذاعة درسة الجهوية بتطوان، حيث ألف الناس كل خميس الاستماع إلى صوت فتاة

في مقتبل العمر، عبر الأثير بعنوان «حديث الخميس» أو «فتاة تطوان تخاطبكم»؛ تنوعت مواضيعها بين المجال الاجتماعي خاصة في الحث على تعليم الفتيات، وتوعية المرأة وتهذيبها، وكذا المجال الوطني، حيث عملت على التعبئة الوطنية للنضال ضد الاحتلال وكان ذلك انطلاقا من عام 1946… حيث شكلت أحاديثها الإذاعية الأسبوعية ومقالاتها إلهاما حقيقيا للأسر من أجل الإقبال على تدريس بناتها وأبنائها، كما تبنت قضية الدفاع عن المرأة.

وبالإضافة إلى ذلك هناك من كتبت في الصحف لاستنهاض همم المغربيات والمغاربة كما أكد المرحوم الشيخ التهامي الوزاني من تطوان ما يلي: إن أول سيدة مغربية نشرت في صحيفة هي المربية الفاضلة السيدة ارحيمو المدني في تطوان وكان ذلك في جريدة «الريف التطوانية في أكتوبر 1936م موافق 1355هـ. وكان ما نشرته نداء بعنوان «فتاة مغربية تستنهض المغاربة».

ومما جاء في كلامها: «أما آن لمغربنا أن ينهض؟ أما كفانا هذا النوم العميق؟ أما علمتم أن الفرص تضيع ؟ فهاهي الطرق الصالحة للعمل تنادينا بحي على النجاح. فلم لا نتكاثف ونتآزر على إحياء معالمنا ونرفع رأسنا لتجديد مجدنا؟».

وكذا بدأت أمينة اللوه النشر في الإعلام المكتوب انطلاقا من عام 1946. وقد اختارت مقال نحن والتعليم فاتحة خير لسلسة مقالات توالت بعدها بشكل مضطرد بمجلة «الأنيس بتوقيع فتاة الريف والتي كانت تصدر من تطوان. وسرعان ما سيبرز اسمها في مجلات وجرائد موازية مثل المعتمد» و «الأنوار» و «جريدة الريف» بتطوان، ثم مجلة «دعوة الحق ومجلة «البحث العلمي والثقافة المغربية وجريدة الصحراء المغربية وكلها بالرباط، وجريدة «المحجة بفاس وغيرها مما لا يحصى.

وقد اهتمت الأستاذة حكيمة ناجي القادري بموضوع الكتابات عن النساء المنشورة في شمال المغرب بالمنطقة الخليفية ما بين 1917 و 1955 ، وذكرت بأن هذه الكتابات تناولت نوع العلاقات الاجتماعية بين النساء والرجال، كما تحدثت عن أول جمعية للنساء والمتمثلة في الاتحاد النسائي وتبين لها أنه تم تأليف نصوص وكلمات تقول ما لم يقله الرجال والنساء في ذلك الوقت. كما حذرت من مخاطر المبالغة في تقييم تلك النصوص وتقديرها أو التقليل من قيمتها مع الإشارة إلى أن كتاب وكاتبات تلك النصوص تميزوا بالجرأة، وتمكنوا من زعزعة البيئة الاجتماعية وخلق دينامية من النقاش وبفضل هذا الجيل، تشهد الحركة النسائية حاليا طفرة كبيرة في المغرب المعاصر.

وكان غرضها من البحث في أرشيف الصحافة المكتوبة المنشورة إبان العهد الاستعماري هو من وماذا وكيف كتب عن المرأة. وما هي المعايير التي على أساسها تم اختيار عناوين المقالات، حيث انصبت هذه الكتابات حول المرأة والعلاقات الاجتماعية نساء / رجال، طلاق، زواج، مهر، حجاب، أسرة، تعدد الزوجات، لباس، حقوق المرأة، التربية المدنية .

عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي

الكاتب: كتاب جماعي

الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)

بريس تطوان

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.