هل تنهي الرقمنة والذكاء الاصطناعي التعليم النظامي؟ - بريس تطوان - أخبار تطوان

هل تنهي الرقمنة والذكاء الاصطناعي التعليم النظامي؟

مباشرة بعد أزمة كورونا التي كانت محفزا على الاستعمال المكثف للأنترنيت ولوسائل التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص، رأينا، كمتخصصين وكرجال التعليم بكل أشكاله والتعليم الجامعي بالخصوص، تراجعا كبيرا في اهتمام الطلبة بالحضور الفعلي والتحصيل المباشر من الأقسام والمدرجات. ومن ثم، أصبح أغلب الطلبة يكتفي بمتابعة الدروس المسجلة في شتى المنصات الخاصة والعامة للمؤسسات التعليمية أو البحث عن مضمون المواد في التسجيلات والفيديوهات الموجودة بغزارة على الانترنيت بجميع اللغات والمتجاوزة لحدود البلد؛ فنجد الطالب مثلا يدرس مادة الرياضيات أو علم الإجرام أو أية مادة أخرى عن أستاذ مغربي أو عراقي أو مصري أو أردني، وقد تجد بعضهم يتجاوز مشكل اللغة ويستمع لدروس بلغات مختلفة مادام هناك سبيل رقمي للترجمة الفورية لجميع اللغات.

كما رأينا تراجعا كبيرا في عدد الطلبة الذين كانوا يتجمعون حول الأستاذ بعد كل حصة للسؤال عما استشكل عليهم من نقط في الدرس أو المحاضرة أو السؤال عن المرجع المعتمد في المادة، فلماذا يتجشمون عناء السؤال والهرولة وراء الأستاذ ما دام كل شيء موجود في الأنترنيت حسب نظرهم.. وحتى وإن كان الأمر يتعلق بسؤال خاص بالدرس أو المحاضرة؛ فالأستاذ والطلبة الذين حضروا الدرس ينشطون في وسائل التواصل الاجتماعي على مجموعات خاصة بهم، وهناك من الأساتذة من هو حاضر وبقوة في وسائل التواصل الاجتماعي أكثر مما هو متاح في ردهات المؤسسة.

وبالمقابل، وهذا هو المثير للدهشة، هو رداءة الأجوبة والنتائج المحصل عليها بعد كل امتحان، على الرغم من الثورة التكنولوجية الرقمية الجامحة وغزارة العلم المتاح عبر الأنترنيت، حيث أصبحنا نخجل من تصحيح بعض الأوراق لتدني الأسلوب اللغوي وكثرة الأخطاء الشكلية والنحوية وتشتت أفكار الموضوع، يتعلق الأمر بأجوبة بعض طلبة الإجازة بكل مستوياتها. أما السنة الأولى فحدث ولا حرج، وهذا باتفاق جل الأساتذة.

كما أصبحت نسبة النجاح تتناقص سنة بعد أخرى، حيث بدأ هذا النزيف يظهر بشكل أكثر وضوحا وقوة بعد أزمة كورونا. فهل أصبح التعليم النظامي القويم يعيش سنواته الأخيرة؟ أم أن زمن الرقمنة ينذر بنهاية عصر التحصيل التقليدي للعلم وبداية عصر الذكاء الاصطناعي، أي أنه لا داعي للتعلم والتحصيل ما دام الذكاء الاصطناعي يقوم بكل شيء تقريبا في برهة من الزمن؟ وماذا فعلت السلطات الوصية لمواجهة هذه الظاهرة أو بالأحرى الاستعداد لعصر الذكاء الاصطناعي؟


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.