نبذة عن تاريخ تطوان قبل القرن السادس عشر الميلادي - بريس تطوان - أخبار تطوان

نبذة عن تاريخ تطوان قبل القرن السادس عشر الميلادي

بريس تطوان

يعود تاريخ استقرار الانسان بتطوان القديمة إلى عصر ما قبل التاريخ، حيث ما زالت حتى اليوم مواقع أثرية شاهدة تعود إلى العصر النيوليتي، مثل “غار المسحر”، في الجهة الشمالية الغربية على بعد ثمانية كيلومتر، ثم كهف “تحت الغار” في شمال المدينة بالزرقة. كما توجد مواقع تعود إلى الفترة الرومانية كموقع سيدي “عبد السلام د البحار” على الساحل المتوسطي ما بين شاطئ أزلا ومرتيل.

تثبت الأبحاث الاركيولوجية التي قام بها بعض الباحثسن “بياري” و “تيسو” (M.Tissot) إلى وجود أثار عمارة ما قبل اسلامية متمثلة في آثار تمودة ثم مدينة تمودة، والتي تنقسم إلى قسمين: المدينة البونيقية الموريطانية في القرن الثالث ق.م وفي القرن الثاني قبل الميلاد وقد سبق للمؤرخ البوناني “بوطولومي (Ptlomée) أن أشار إلى وجود مدينة في نفس المنطقة.

وذكر الجغرافي بلينوس الشيخ (Pline l’Ancien) (25-79م) مدينة “تمودة” التي تصل إليها المراكب من النهر المسمى بإسمها، والكلمة مشتقة من اسم ليبي، وهي توجد في اللغة البربرية /الأمازيغية على شكل “Tamda” التي يعني حسب لهجة الريف بركة أو مستنقع، ولعل هذا الجغرافي مصيب في تأويله لكون سافلة وادي مرتيل يوجد وسط أراضي مستنقعة هي التي تكون أعطت للنهر اسم تمودة. وقد علق الفقيه الرهوني عن قوله قائلا: نذكر أن الجغرافي الشهير الميسيو تيسو الفرنساوي أن وادي مرتيل هو الوادي المسمى تماودة… الذي أشار إليه المؤرخ الجغرافي بطولومي اليوناني أو تمدة المذكور عند الجغرافي اللاطيني بلين.

وتحدث الجغرافي (بومبيوس ميلا Pompuis Mela) بكيفية عابرة عن نهر تمودة خلال وصفه لساحل المغرب المتوسطي واتضح أن له أسماء عديدة كمرتيل وتامحنش ومجاز الحجر والعدوة حسب موقع مروره، كما ذكر مارمول كربخال (1540-1570م) أن المدينة ملكها الرومان ثم القوط ثم العرب بعد دخول الفتح الإسلامي.

وتأكد الاركيولوجيون من وجود المدينة بعدان عثروا بين انقاضها على نقش حجري باسم تمودة نقش باللغة اللاتينية، وهي من المدن الموريطانية التي تمتعت بحكم ذاتي نظرا لوجود نقود تحمل اسمها والتي سكت في القرن 1 ق.م نقشت عليها بحروف بونيقية أحرف (TMT.TMDA.TMGDT) وهي تقرأ حسب الاركيولوجيين بصيغ مختلفة تمودة (TAMOUDA) أو تموطة (TAMOTA) أو تموغدات (TAMOUGDAT). ونقش على وجه القطعة النقدية الإله الحامي للمدينة وصورة الملك الذي يحميها بصوره غير مثقنة، وعلى ظهر النقد أما سنابل القمح أو عناقيد العنب أو نحل أو سمك، وذلك حسب موارد الطبيعية للمدينة.

كتاب: تطوان بين المغرب والأندلس (تشكيل مجتمع مغربي أندلسي في القرنين 16 و 17م)

للمؤلفة: نضار الأندلسي

منشورات جمعية دار النقسيس للثقافة والتراث بتطوان

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.