موقف تطاون من الاعتداء على العرش (3) - بريس تطوان - أخبار تطوان

موقف تطاون من الاعتداء على العرش (3)

بريس تطوان

وتنفيذا للقرار الذي اتخذه الحزب أعطيت في نفس اليوم تعليمات هاتفية إلى جميع فروع الحزب بالمنطقة لتقوم بدعوة المغاربة للإضراب عن ذبح الأضحية في اليوم التالي وهو عيد الأضحى لعام 1372 هـ حدادا على ما أصاب الأمة في شخص ملكها الشرعي.

ولم يرض نيابة الأمور الوطنية هذا القرار الذي اتخذه الحزب حيث نجد رئيس القسم السياسي بها الكومندار فينيطيث يقول في بطاقة وجهها إلى الكاتب العام لإدارة الحماية الكومندار كاسيكيرو يوم 20 غشت ما يلي:

اليوم 20 غشت 1953

صديقي كاسيكيرو:

أظنك على على بأن عبد الخالق الطريس وجماعة حزبه يقومون بنصح السكان المسلمين بعدم ذبح الأضحية التقليدية غدا.

وقد تذاكرت مع السيد طوماس في ذلك وطلب مني أن أسألك عن رأي صاحب السعادة لأن ذلك يمكن أن يؤثر كذلك على القرار الذي يجب أن يتخذه صاحب السمو الخليفة غدا.

أرجوك موافاتي بأي شيء ولو هاتفيا لكي أتصرف طبقا لذلك.

يعانقك (الإمضاء) فينيطيث”

كما نجده يقول له في اليوم التالي في بطاقة أخرى وجهه له ما يلي:

اليوم 21-8-1953

صديقي كاسكيرو:

تكلمت هاتفيا مع عبد الخالق الطريس وأكد لي بأنه فعلا سوف تقام صلاة اليوم بالمسجد الأعظم باسم السلطان المخلوع.

وألفت نظرك إلى أن السيد طوماس قد تحادث في هذا الموضوع مع صاحب السعادة الذي لم ير مانعا في ذلك.

“يعانقك (الإمضاء) فينيطيث”

وفي نفس يوم 21 عندما كان علماء وشرفاء وأعيان فاس يبايعون ابن عرفة “سلطانا” بحضور الخليفة السلطاني، وكان المخزن “السلطاني” برئاسة الصدر الأ‘ظم الحاج محمد المقري يعلن عن تنصيب القبعة بقاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط، وكان المندوب “السلطاني” الحاج أحمد التازي يعلن عن اعتراف منطقة طنجة الدولية ب “السلطان” الجديد، في ذلك اليوم كان الخليفة السلطاني بتطوان الأمير مولاي الحسن بن المهدي العلوي يقيم صلاة العيد وقد خطب فيها باسم الملك الشرعي محمد الخامس طيب الله ثراه، كما كان الأستاذ الطريس يشرف على الحفل الديني الذي أقيم بالمسجد الأعظم التطواني بعد صلاة العصر حيث خطب في المؤمنين وطلب منهم أن ينطلقوا من المسجد في مظاهرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ تطوان النضالي.

وفي يوم 25 غشت توه المقيم العام الإسباني إلى القصر الخليفي لتهنئة الخليفة بالعيد وفي الخطاب الذي ألقاه بين سموه أكد الجنرال فالينيو أن حكومته وعلى رأسها الجنرال فرانكو تقف بجانب الشعب المغربي.

وفي اليوم التالي اجتمعت اللجنة التنفيذية لحزب الإصلاح الوطني وبعد دراسة الخطاب الذي ألقاه المقيم العام قررت أن يوجه له الأستاذ الطريس الرسالة التالية:

صاحب السعادة:

يطيب لي أن أعبر لسعادتكم باسمي الخاص واسم حزب الإصلاح الوطني الذي أترأسه وباسم الشعب المغربي بهذه المنطقة الخليفية عن السرور العظيم الذي أحدثه في نفوسنا خطابكم الذي ألقيتموه أمام صاحب السمو الإمبراطوري الملكي الخليفة يوم أمس والذي أزالت فيه سعادتكم كل التباس، حيث صرحتم علينا بأن الأمة الإسبانية الأبية احترام منها لشعور سكان منطقة حمايتها قاطبة فإنها غير مستعدة لمسايرة الأعمال المريبة التي يقوم بها الاستعمار الأعمى مصدر العمل الاستبدادي الذي ارتكب بالرباط يوم 20 من هذا الشهر ضد شخص السلطان الشرعي جلالة سيدي محمد بن يوسف.

وإني واثق من أن هذا الموقف وإن كان هو موقف فخامة الجنرال فرانكو وحكومته الموقورة فهو ناتج عن حزم سعادتكم بالدرجة الأولى، الشيء الذي لا يجعلني معه إلا أن أشكر سعادتكم جزيل الشكر على قراركم الشجاع والذي سيعتبر في المستقبل عملا تاريخيا عظيما.

ومرة أخرى أعبر لسعادتكم عن شكر الشعب المغربي.

وفيما يلي ترجمة الرسالة الجوابية التي وجهها المقيم العام إلى الأستاذ الطريس في نفس اليوم:

“سيدي” يطيب لي أن أجيب على رسالتكم الرقيقة لهذا اليوم فأقول لكم بأن الشعب المغربي يجب عليه أن يكون واثقا من أن إسبانيا لا يمكنها أبدا أن تسمح للأخرين أن يملوا عليها السياسة التي يجب أن تمارسها في منطقة حمايتها، فضلا من أن تقبل الأمر كيف ما كان نوعه وبالأحرى أن يكون من شأنه المس بالحقوق الإسبانية المترتبة عن المعاهدات وعن الحماية التي عهدت لها بها أوربا، وذلك علما منها بأنها هي الدولة الوحيدة القادرة على مد يد المساعدة لهذا الشعب حتى يصل إلى رشده ويتمكن من حكم نفسه ينفسه في مغرب حر مستقل موحد.

ومن أجل هذا كله فإن إسبانيا غير مستعدة لمسايرة سياسة تعتبرها مخطئة ومعارضة لشعور الشعب المغربي وحقوقه، هذه الحقوق التي نحن على أتم استعداد للدفاع عنها.

وأشكركم على كلماتكم الرقيقة نحو شخصي وتقبلوا سلام مجلكم (الإمضاء) رافايل كارثيا فالينيو (طابع الإقامة العامة).

العنوان: تطوان وثروة الملك والشعب “من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”

الناشر: المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.