محمد النشناش ... طبيب استهوته الحقوق - بريس تطوان - أخبار تطوان

محمد النشناش … طبيب استهوته الحقوق

استطاع محمد النشناش في فترة لم تتجاوز عقـدا من الزمن (1957/1947) أن يحفر في الصخرحضوره كمؤلف مسرحي، وأن يكون أيضا الصوت الدال، ذي نبرات خاصة في زحمة الأصوات المتعددة المتداخلة. رضوان احدادو (مؤلف وباحث مسرحي).

• هو رجل برع في الطب، مهر في المسرح، وسجل إسمه بشكل وازن في مجال حقوق الإنسان، العدالة الانتقالية، فاستحق إسمه اللامع في المجالات الثلاثة.

• ازداد يوم 24 أبريل سنة 1936 بتطوان ،انتظم في سلك الدراسة بالمدرسة الحسنية في المشور، وبالمدرسة الخيرية الإسلامية، ثم التحق بثانوية القاضي عياض، وأحرز على الباكالوريا سنة 1953، أي في الوقت الذي أخذ فيه المغرب يقترب من حلم الاستقلال.

• في سنة 1953 رحل إلى غرناطة الإسبانية، ليتابع دراسته العليا في كلية الطب بها، قبل أن ينتقل إلى العاصمة مدريد ليستكمل دراسة تخصصه في الولادة والجراحة العامة.

• برزت ميوله المسرحية، وهو تلميذ بالمدرسة الابتدائية (المدرسة الخيرية الإسلامية للبنين)، حيث انخرط في فرقتها المسرحية، تحت إشراف محمد العربي الخطابي وزير الاتصال الأسبق، وأحد رواد الكتابة الدرامية في المغرب.

• كان يعشق المسرح إلى درجة أنه أسس، خلال الفترة من 1947 إلى 1953 ثلاث فرق مسرحية هامة، لعبت دورا في تطوير أبي الفنون في شمال المغرب : ففي سنة 1947 أسس في منزل والديه وصحبة صديقه محمد المجدوبي فرقة « النجاح »، ونظرا لإكراهات التأسيس، اكتفت الفرقة بتقديم عروضها المسرحية المتنوعة في المنازل، وفي سنة 1949 أسس فرقة « الهلال »، ومع هذه الفرقة ظهرت أولى أعماله المسرحية الطويلة، وهي مسرحية «ضحكة الشباب» ومسرحية «كلنا ظالم ومظلوم». ثم جاءت بعدها« مصيبتي» و«طريق الجحيم»، التي منع عرضها من طرف الرقابة. وفي سنة 1953 أسس الفرقة القومية للتمثيل العربي وتعتبر مسرحيات «ضحية الشرف»، «من أعمال الشيطان» و«دلال» من أهم الأعمال التي كتبها خصيصا لهذه الفرقة الهامة.

• في جميع هذه الفرق المسرحية، التي كان وراء تأسيسها صحبة آخرين من أصدقائه المهووسين بفن المسرح، كان النشناش ممثلا ومخرجا ومؤلفا.

• اشتهر بانخراطه الفاعل في هيأت المجتمع المدني. وتولى مناصب ومسؤوليات هامة في هذا الصدد، فهو عضو اللجنة المركزية للهلال الأحمر المغربي، وأمين عام مساعد لمنظمات الهلال والصليب العربية، وعضو مراجعة دستور الحركة الدولية للصليب الأحمر.

• تحمل مسؤولية الإشراف على عمليات عبور المواطنين المغاربة عبر التراب الإسباني في الهلال الأحمر المغربي ومؤسسة محمد الخامس للتضامن. كما عمل مسؤولا دوليا عن عملية الإغاثة في عدد من دول العالم. مثل: سوازيلاند، الصومال، السلبادور، كوسوفو، إيران، تونس، الجزائر، موريطانيا، لبنان إسبانيا. وشارك كمسؤول وطني في عملية الإغاثة بوريكة، والحسيمة.

• في المجال الحقوقي يعتبرعضوا مؤسسا للجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان (نائب رئيستها)، وكان مقررا للمؤتمر الدولي للسلام بفنلندا وعينه الملك محمد السادس عضوا في هيئة الإنصاف والمصالحة، لفتح ملفات سنوات الرصاص وتكريس العدالة الانتقالية في عهد المغرب المتصالح مع ماضيه.

• في إطار تخصصه كطبيب ناجح، شغل منصب رئيس الهيئة العليا للأطباء بالمغرب، وعضو المجلس الدولي للجراحة.

• له إسهامات قيمة في مجال العمل الثقافي، فهو عضو مؤسس للمركز الشمالي للثقافة والفكر بطنجة، وعضو مؤسس لنادي 21 بطنجة، إضافة إلى مشاركته في عدد من الندوات والملتقيات الفكرية والأدبية داخل المغرب وخارجه.

• يعمل ويعيش في مدينة طنجة، التي أصبحت مدينته الثانية، على غرار صديقه الحقوقي الدكتور عبد اللطيف شهبون، الذي أصدر عنه سنة 2009 كتابا قيما بعنوان: «زنقة الزاوية». وهي السنة ذاتها التي أصدر فيها رفيقه رضوان احدادو مؤلفه الجديد «محمد النشناش: الظل الآخر – من النبش إلى النقش ».

نقلا عن كتاب رجال من تطوان

للمؤلفان: محمد البشير المسري -حسن بيريش

منشورات جمعية تطاون أسمير

(بريس تطوان)

يتبع


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.