ما هو الفيروس الأكثر فتكا بالبشر؟ - بريس تطوان - أخبار تطوان

ما هو الفيروس الأكثر فتكا بالبشر؟

ونحن نهاب تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع، ونحن نخاف الموت جراء الإصابة… حري علينا أن نهاب فيروسا أكثر خطورة وفتكا.. أ لا وهو “الكراهية”، هذا الفيروس بالذات لا علاج له ولا لقاح ولا وجود حتى لحجر صحي يقي العالم شر من أصيبوا به!

فيروس صغير، يتخذ القلب مكانا له، يعيش فيه ويتوسع، وتتباين أعراضه من مصاب لآخر، يؤثر بشكل قوي جدا على الفرد والجماعة في آن واحد، ولا يستطيع المصاب إخفاء حقيقة مرضه ولا التحكم فيه، كما ليس بإمكانه بتاتا كبح اندفاعاته جراء تفاقم حالته المرضية.

إن ما يعيشه العالم منذ الأزل من صراعات قومية على جميع المستويات، يلعب فيروس “الكراهية” دورا كبيرا في تحريكها والتأثير شرا عليها… والأخطر من ذلك، هو أنه يتربص بالقلوب المريضة ويزداد توسعه في العضو المصاب يوما بعد يوم، إلى أن يجد المريض نفسه في موضع المجرم الذي ماتت أحاسيس الرأفة بداخله وصار وحشا يهدد من حوله ومن معه وحتى من لا تربطه به أية علاقة أو صلة.. وهذا ما بات يحدث جليا أمامنا من مظاهر للكراهية المتجسدة في أشكال مختلفة والمتخذة لقوالب متعددة .. لكن رغم التنوع تظل كلها إبنة الفيروس الواحد الذي تملك بالجنس الأدمي وأبى إلا أن يجرده من إنسانيته ويجعل منه الوحش الكاسر المتربص ببني جلدته.

وما يثير الغرابة.. تفرد تركيبة هذا الفيروس، إذ باختلاف الأعراض تختلف درجات المرض أيضا، فيمكن للمصاب أن يعاني من نفور تجاه شيء ما أو شخص ما، كما يمكن له أن يشكو من أعراض الكره، ثم البغض، ثم الشنآن، ثم المقت ثم البغضاء… ليجد نفسه يعيش التدرج في حالته المرضية وينتقل من مرحلة إلى أخرى أشد خطورة دون أن يشعر، ودون أن يدرك ما ألم به من وباء.

كما يمكن أن تشخص حالته بأعراض جانبية مرافقة للتي ذكرت سالفا، وغير بعيدة عنها، كالغيرة والحسد والحقد وتمني زوال النعمة على الآخر والبغض والعداوة و… غيرها من المشاعر التي تساهم في تقليل مناعة الذات البشرية إيزاء الفيروس.

ليصير، في نظري، هذا الفيروس، أكثر الفيروسات فتكا بالبشر وإماتة لسعادتها.. خصوصا وأننا نتجاهل خطورته أو ربما لا نعيره اهتماما بالغا… فما حدث يوم أمس لنصب المرحوم عبد الرحمن اليوسفي، التذكاري، هو مظهر من مظاهر الوباء، وما حدث بحر الأسبوع المنصرم من أحداث عنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية هو مظهر من مظاهر الوباء أيضا، وما يحدث كل يوم في جنبات العالم من إرهاب واغتصاب وعنف ودمار وجريمة وقتل وسفك للدماء .. مظاهر له أيضا، ما حدث وما يحدث دوما خطير للغاية.. وما سيحدث أخطر وأهول وأصعب..!

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.