لباس المرأة التطوانية وزينتها (3) - بريس تطوان - أخبار تطوان

لباس المرأة التطوانية وزينتها (3)

بريس تطوان

الطوزان: ولم تكن المرأة التطوانية في القديم تعرف الجوارب، وإنما كانت تلبس في رجليها “الطوازن”، وهو لباس الساقين الذي يخاط من القماش الأبيض على شكل أنبوب طويل، مع طرز في فوهته السفلى بـواسطة ب “السنينات” بالحرير الأبيض، وتلبس الطوازن بطريقة ينكمش فيها الثوب إلى بعضه حتى يغطي الساق كله من أسفل الركبة إلى أعلى القدم.

ومن المعروف أن لبس “الطوازن” كان مقصورا على النساء المصونات، حيث لم تكن تلبسها الإماء ولا النساء العاهرات. أما الجوارب، فكانت قليلة الاستعمال بتطوان لا عند النساء ولا عند الرجال0

الشربيل والسباط المطلّع: والشربيل هو لباس القدمين الذي تلبسه المرأة داخل البيت، ويصنع من الجلد أو من الثوب القطني أو الحريري الذي يطرز بالحرير أو بالذهب.

أما في الشارع، فكانت السيدة التطوانية تلبس في رجليها “السّبّاط المطلـّع”، وهو حذاء أحمر اللون، يشبه البلغة عند الرجال له خرصة جلدية في وجهه، وكان يعرف أيضا بـ “السباط دْ بيرة”، لأنه كان يصنع من طرف أحد أفراد عائلة بيرة VERA الأندلسية الأصل.

زينة الرأس عند المرأة: أما لباس الرأس فكان يختلف بالنسبة للمرأة التطوانية حسب السن، وكذا حسب المناسبات.

فالطفلة الصغيرة تكون عارية الرأس، حيث يبدو شعرها المصفف بـ “القـُـصّة” المدلاة على جبينها، أما إذا بلغت عشر سنوات، فإنها تفرق مقدمة شعرها بالقسمة في وسط الرأس، وترده على الجانبين، بحيث ينزل على أذنيها وجانبي وجهها مثل “الدموج”، بينما تضفر باقي شعرها من الوراء، لينزل على ظهرها وقد اختلطت جدائله بالضفيرة الطويلة، المكونة من خيوط صوفية أو حريرية سوداء أو خضراء أو بنفسجية، وفي أسفلها جمات تنزل على ظهر الفتاة على قدر طول ثيابها، حيث يشد عليها حزامها.

“التركيبة” و”الزرّوف”: ثم إن الفتاة إذا ما بلغت من العمر ما بين 10 و13 سنة، فإنها تضع على رأسها ما يسمى بـ “التركيبة”، وهي عبارة عن شريط من الكارون المذهب الذي يخاط بطريقة تسمح بتركيبه على رأسها، فيشد على جبينها، ويزين وسطه بقطعة صغيرة من الحلي (شطبة أو خلال).

والتركيبة من علامات العناية بالمظهر بالنسبة للفتاة، ودليل على أنها قد بلغت سنا يلفت أنظار الخاطبات. ومن الملاحظ على من لا تضع التركيبة على رأسها، أنها تكون مهملة.

وكانت الفتاة تضع التركيبة في الأيام العادية وبدون أية مناسبة، أما في المناسبات والأعياد، فإنها تستبدلها بـ “الزرّوف”، وهو عبارة عن قلادة ذهبية رقيقة مرصعة توضع على الجبين أيضا.

“السبنية المسلولة” و “السبنية دالبحر” و الهليكة”: وبعد بلوغ الفتاة، فإنها تغطي رأسها بـ “السبنية المسلولة” التي تربطها على رأسها من جهة قفاها، ثم تضع فوقها ما يعرف ب “السبنبة د البحر”، وهب منديل مربع من الحرير المطرز بأنواع الزهور والنباتات، ألوانه خافتة (الأبيض والوردي والبنفسجي والأزرق والأصفر والأخضر الباهت)، وحواشيه ذات أهداب حريرية طويلة.

تثني المرأة هذه السبنية على شكل مثلث، ثم تضعها على رأسها بحيث تكون أهدابها إلى مقدمة الرأس، ثم تخالف أطرافها لكي ترجع إلى مؤخرته، فتربط عندها، بحيث تبقى الأهداب ظاهرة مسترسلة على الجوانب، وهذه الطريقة هي التي تعرف ب “أزفل”.

وقد تضع المرأة فوق السبنية د البحر منديلا آر يعرف باسم “الهليكة”، وهي منديل خفيف مطروز يطوي ويعصب به الجبين بعقدة في مؤخرة الرأس أيضا.

ومعلوم أن المرأة التي تلف رأسها بهذه الطريقة، إنما تغطي شعرها كله، فلا يبقى ظاهرا منه إلا ما تتعمد إظهاره على جانب خديها، وهو ما يعرف بـ “الدموج” أو “الرية”، غالدموج عبارة عن خصلات من الشعر الذي يرسل على جانبي الوجه من جهة الأذنين، فيدلى على الخذين إلى ما يلي العنق، حيث تقص هذه الخصلات على هيئة معينة تسمح بظهورها سوداء لامعة هفهافة توحي بأن باقي الشعر المخفي يحمل نفس المواصفات. ومما تجدر الإشارة إليه، أن هذه الدموج كانت مما تتزين به النساء العاميات، أما الشريفات فلم يكن يتزين بها – تميزا منهن عن غيرهن -.

وأما “الراية” فهي عبارة عن دموج قصيرة تصل إلى حد طرف الأذنين فقط ومن الجدير بالذكر أن السيدات المحافظات عندما لاحظن أن موضة الراية بدأت تسري بين العاهرات، تركنها وتخلين عنها.

هذا ما يتعلق بزينة المرأة قبل الزواج، أما بعد زواجها، فإنها تزين رأسها حينئذ بما يعرف ب “الحنطوز” وهو عبارة عن عدد من المناديل والقطع التي تتبدل وتتغير حسب السن والمناسبات والأذواق.

“الحنطوز”: يطلق هذا الاسم على الهيئة الت يبدو عليها رأس السيدة، بعد لفه بعدد من المناديل المعروفة بأسمائها الخاصة كما سيأتي.

فأول ما تضعه المرأة على رأسها لصنع الحنظوز، هو السبنية المسلولة التي تشد بها رأسها، ثم تضع بعد ذلك “البنيقة”، وهي عبارة عن شبه وسادة صغيرة على هيئة مثلث مملوء بالصوف أو القطن، يطرز ظاهره بالحرير، ويثبت في أعلى الرأس فوق السبنية البيضاء، فتوضع عليه “الفرخة” أو “الشربية” أو غيرها مما يشد به الرأس، حتى يأخذ نفس الشكل، أي شكل الحنطوز.

ومما تشده المرأة على رأسها “الشربية” أو “الفرخة” أو “السبنية د الذهب”.

“الشـَّرْبية”: عبارة عن قطعة من الثوب الحريري الأسود ذي الأطراف المذهبة، التي تعرف بـ “الثقال” (فيقال: الشربية مثقلة)، وتلف الشربية على البنيقة فتأخذ شكلها المخروط، وينزل طرفها على الجانبين، لتوضع عليها “السبنية د الذهب”، التي تلف عليها بقية أطراف الشربية، فلا يظهر من السبنية د الذهب إلا حرفها من ناحية الجبين. وفوق ذلك كله، قد تلف المرأة المسنة رأسها بـ”السبنية د البحر” المذكورة سابقا، لترسل أهدابها وراء ظهرها، وقد تأتي بطرف واحد من طرفيها لترصه بالدبوس على الشربية من ناحية جانب خدها، فتسمى هذه الصورة بـ “الطايح والمرفود”، وقد تستغني عن السبنية د البحر، فتلف رأسها في منديل حريري آخر يعرف بـ “البَخـْـنوق”.

“الفـَرْخة”: ثوب حريري أحمر اللون، بأطراف مذهبة أيضا (مثقلة مثل الشربية)، وهي شبيهة بالشربية فلا تخالفها إلا في اللون، إلا أن الشربية تلبسها المرأة المتقدمة في السن، بينما الفرخة الحمراء تكون خاصة بالعروس والسيدة الشابة. أما طريقة لبسها فهي مطابقة لطريقة الشربية تماما. مع الإشارة إلى أن المرأة التي تحمل الفرخة، غالبا ما تزينها بأنواع الحلي أو بما يعرف بـ “الركايز” – جمع ركيزة – وهي الباقة الصغيرة من الزهور الطبيعية، (الياسمين والرد الحر والزين… إلخ) التي تعدها الرأة وتربطها بخيط، لتضعها فوق الحنطوز أو السبنية د البحر، أما الفرخة فيتم تزيينها بالحلي المذهب.

“السبنية د الذهب”: هي ثوب حريري غليظ أحمر اللون، شكله مستطيل، وبه خطوط ذهبية وحريرية حمراء، وتوضع هذه السبنية فوق الرأس، وقد ترص فوق الشربية أو الفرخة، حيث تثبت بواسطة الدبابيس فوق إحداهما، فتبقى حاشيتها ظاهرة فوق الجبين، وترسل أطرافها المذهبة على الظهر.

العنوان: تطوان، سمات وملامح من الحياة الاجتماعية

ذ. حسناء محمد داود

منشورات مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة

(بريس تطوان)

يتبع


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.