لا تنهبوا حياة الضعيف - بريس تطوان - أخبار تطوان

لا تنهبوا حياة الضعيف

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على النبي الأمين

  الإنسان مخلوق عاقل و متكلم و مُمَيز عن باقي المخلوقات، و مع مرور الزمن تخطى صعوبات شتى باكتشافاته و اختراعاته، واليوم أصبحت الحياة سهلة لدرجة كبيرة بوجود آلات تساعده على مجريات حياته، لكن هل يستغل الإنسان كل ما حوله ليحقق إنسانيته ؟ أم يستعمل هذه الأدوات و الآليات و الاختراعات ليدمر نفسه و الأرض التي يعيش فوقها؟

فالحياة يجب استغلالها لتحقيق الإنسانية و السعادة، ولا يمكن تحقيقهما إذا ما ذهب هذا الكائن إلى تدخلات غير مشروعة ومنهي عنها شرعا أو قانونا دوليا، و للأسف الشديد نجد أن الإنسان يسعى إلى الامتلاك المفرط  و اللّامحدود بضربه عرض الحائط كل القيم الأخلاقية والقوانين السماوية أو الدولية لتحقيق مآرب اقتصادية أو عسكرية على حساب أخيه الإنسان الضعيف و الدول الضعيفة.

قال تعالى في محكم تنزيله: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾) سورة الحجرات . ولم يقل سبحانه لتنافروا و تتقاتلوا .

حياة الإنسان يجب اغتنامها بالمعنى الكامل لتزهو و تزدهر هذه الأرض و معها الحياة الجماعية،  و لا ازدهار ولا حياة كريمة بدون التكامل بين العناصر التي تعيش عليها، و من غير المجدي إهدارها في الخصومات و النزاعات و الحروب و فيما لاطائلة فيه، فالحياة و الأرض هما رأس مال الإنسان وكل ما جلبه لنفسه ربح أو خسارة، فالإيجابيات ربح و السلبيات خسارة ، و من منا يحب الخسارة ؟

لكن الغلو في حب النفس و الإفراط في الاستكبار على الناس و الطمع في أراضي الغير جعل من بعض البشر أن ينهبوا خيرات الأرض بدل أن يتقاسموها مع غيرهم ظلما و عدوانا .

قال تعالى في محكم تنزيله : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيد)) سورة البقرة ٌ

فحياة أي شخص على هذه البسيطة فرصة لا تعوض و قصيرة جدا فلا تسرقها منه أيها الإنسان الجشع مهما كان لونك سياسيا أو نهما لا يهمه إلا المال أو دكتاتورا لا يرى إلا نفسه .

فكم من شخص لا يطلب إلا رغيف خبز ومأوى آمن ، لكن و للأسف الشديد قد تحنو قلوب بعض مدعي الإنسانية على حيوان – و هذا مطلوب –  ، فترى كلبا مرفها و إنسانا منسيا قد صار عبئا على من سرق رغيفه وشرده من مأواه .

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.