شفشاون فضاء المآثر والعمران... الأحياء والأزقة - بريس تطوان - أخبار تطوان

شفشاون فضاء المآثر والعمران… الأحياء والأزقة

بريس تطوان

تتكون مدينة شفشاون العتيقة من ستة أحياء هي: (حومة السويقة)، و (حومة الخرازين)، و (حومة ريف الصبانين)، و (حومة ريف الأندلس)، و (حومة العنصر)، و (حومة السوق).

لقد بنيت مدينة شفشاون على مراحل: أولها تبتدئ في شهر أكتوبر 1481م وهو تاريخ الشروع في بناء المدينة حيث شيد مولاي علي بن راشد القصبة، والمدينة التي كانت تنحصر في حومة السويقة فقط. وشيد سورا وأبوابا حول القصبة والمدينة. أما الأبواب التي كانت معروفة في ذلك التاريخ فهي خمسة: باب القصبة، وباب السور الذي كان يعرف أيضا بباب الفرناشي، وباب الموقف، وباب الحمار، وباب الهرمون، إضافة إلى ثغرتين هما: نقبة دار المخز، ونقبة وطاء الحمام. كما شيد حصن المراقبة المعروف ببرج سيدي عبد الحميد، ويقع خارج أسوار المدينة على قمة جبل سيدي بوحاجة.

أورد محمد عزوز حكيم نصا للصادق الريسوني في تقييده “موجز تاريخ شفشاون” ألفه سنة 1339هـ (1920م) وتولى طبعه علي الريسوني 1407هـ (1986) يقول فيه: “أسس مولاي علي حومة السويقة لا غيرها وبأعلاها دار المخزن على شكل الهيئة المخزنية (يعني القصبة) من المشور والسجن والمسجد ودار السكنى وقشائل الجيوش وأروية الخيل والدواب، والحد الذي اختط لها من باب دار المخزن إلى ناحية الجوف وهبط السور قواما على باب الفرنشي (يعني بالإسبانية فرن الحمام) الآن إلى باب السور، إلى باب الموقف، إلى غرسة الصوفي، إلى باب الحمار، إلى دار الكتب” ابن ميمون، “وما زال هذا السور قائما إلى الآن. وبني خارجها برجا قرب المولى الصالح سيدي عبد الحميد وجعله موازيا لبرج دار المخزن (القصبة) في الصعود لتكون الحراسة داخل البلاد وخارجها”.

وتوالى بناء الأحياء الأخرى بعد توافد المهاجرين من الأندلس، فبنيت حومة الخرازين وحومة الصبانين، وحومة ريف الأندلس.

يشتمل كل حي من أحياء المدينة على أزقة ودروب ضيقة ذات منعرجات كثيرة، وتتسم بكثرة الأدراج التي تربط الأحياء بعضها ببعض. كانت أرضية الشوارع والأزقة والدروب مبلطة بأحجار مسطحة يسميها الناس “الحجر الصم” التي أصبحت ملساء مع مرور الزمن. وهي أحجار يصعب المشي عليها إلا بحذر شديد إذ كثيرا ما كان الناس ينزلقون فوقها فيتعرضون لبعض الأضرار كالكسر على سبيل المثال. أما البهائم المحملة بالبضائع والتي كانت تقصد ساحة وطاء الحمام يومي الاثنين والخميس المخصصين للسوق، مرورا من هذه الأماكن المبلطة، فكثيرا ما كانت تنزلق لأن حوافرها المصفحة بالحديد لا تتماسك مع تلك الأحجار الملساء؛ وهكذا تجد الدابة المسكينة نفسها مطروحة على الأرض فتتشتت الخضر وسلات الفواكه وتتدحرج في المنحدر، ويتسارع الناس لمساعدة البهيمة على الوقوف ولا يتم لهم ذلك إلا بعد مشقة كبيرة وجهد جهيد.

أما الآن فقد عوضت هذه الأحجار بالزليج وببلاط من الإسمنت في كثير من الشوارع والأزقة وقليل منها بقي محافظا على أصله.

الكتاب: شفشاون… ذاكرة المكان

الكاتب: عبد الواحد التهامي العلمي

المركز العربي للدراسات الغربية

 (بريس تطوان)

يتبع…

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.