رجال السلطة بين المطرقة والسندان - بريس تطوان - أخبار تطوان

رجال السلطة بين المطرقة والسندان

الصورة التي يحملها العديد من المواطنين عن رجال السلطة ليست دائما بنفس القتامة. وقاعدة “تسلط” رجال الداخلية بالمدن والأقاليم بمختلف درجاتهم، لها الكثير من الاستثناءات، والواقع المعاش بمجموعة من المقاطعات الحضرية بمدينة تطوان والنواحي يكرس هذا الإستثناء، ويؤكد بالملموس أن بعض المسؤولين بالإدارة الترابية المحلية لوزارة الداخلية منخرطون بالفعل في مسار المفهوم الجديد للسلطة الذي يسعى المغرب إلى تنزيله منذ سنوات.

ولعل ما يلمسه العديد من المواطنين من إنصات بعض رجال السلطة لمشاكلهم والتفاعل معها وإيجاد الحلول لكثير منها يعكس مقاربة القرب الذي يطمح له المواطن مع الإدارة المحلية.

ويبدو أن اعتقاد بعض المواطنين بعدم تجاوب السلطة المحلية مع انتظاراتهم بل و الجزم بالقول أن السلطة “تعتدي” على حقوقهم، مرده في بعض الأحيان، إلى مساهمة هؤلاء المواطنين أنفسهم في القيام ببعض الأعمال المنافية للقوانين والأنظمة.

فأن يعمد بعض الأشخاص على إنجاز بنايات بشكل عشوائية ودون الحصول على رخصة قانونية، من لدن الجهات المختصة، مستغلا العطل الرسمية أو تزامن عمليات البناء مع نهاية الأسبوع أو بساعات متأخرة من الليل، فهو بذلك يكون مسؤولا عن أفعاله، والجهات المخولة بمراقبة البناء ستكون ملزمة بتنفيذ التدخل القانوني اللازم في مثل هذه الحالات رغم أن مسطرة الهدم الخاصة بالبناء العشوائي تشوبها الكثير من التعقيدات المسطرية.

سياق هذا الكلام، يمكن ربطه بما يجري بعدد من أحياء مدينة تطوان كحي المطار أو حي طبولة أوحي جبل درسة؛ هذا الأخير على سبيل المثال يشهد منذ مدة تنفيذ بعض الإجراءات القانونية الرامية إلى محاربة مجموعة من الظواهر المشينة وخاصة المرتبطة بانتشار البناء الغير مرخص والذي قد يشكل بالنسبة لأصحابه مصدر خطر يعاقب عليه القانون وقد يؤدي به إلى ضياع ممتلكاته في حالة تنفيذ مسطرة الهدم.

وشهد هذا الحي، بحسب مجموعة من المتتبعين، تحركات غير مسبوقة من طرف القائد الجديد ورئيس الدائرة بهدف محاربة هذه الظواهر والحد منها. كما تم القضاء على مجموعة من محاولات الإستيلاء على مساحات شاسعة من الحزام الأخضر بهدف السيطرة عليه وتحويله إلى أراضي تتم المضاربة فيها واستغلال حاجة المواطنين لها بهدف تحقيق أرباح غير مشروعة.

إلا أن محاولات القضاء على هذا الحزام الأخضر يقتضي إعمال مقاربة مندمجة بين كافة الفاعلين المحليين والإقليميين، بهدف الضرب بيد من حديد على محاولات السيطرة والقضاء على الملك العمومي والمضاربة فيه على حساب قوت الضعفاء.

 

بريس تطوان

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.