ذكرى.. الخبز والورد - بريس تطوان - أخبار تطوان

ذكرى.. الخبز والورد

إلى كل تاء تأنيث تؤثت اللغة.. وتحول الحياة الرتيبة إلى بستان ورود ملونة ..
إلى كل وردة تغرس جذور المحبة في الأراضي القاحلة.. وكل مناضلة ترتمي في وجه الصعاب غير آبهة بندوب الزمن..
إلى كل سيدة تصنع الحب بحب، تنجب وتعلم وتربي وتسقي تراب الأمل بشلال محبة لا نهاية له…
إلى كل النساء.. إليك سيدتي.. كل عام وأنت الخير لكل عالم..

في كل ثامن من مارس، تعود بي الذاكرة إلى قصص التاريخ الحافلة بقوة المرأة ونضالها، وتحديدا مسيرة “الخبز والورد” والتي شهدتها شوارع نيويورك في 08 مارس 1908م، والتي يقال أنها كانت الثورة الأولى للمرأة ضد الحيف والإقصاء والاجحاف في حقوقها .. حيث خرجت آلاف العاملات في قطاع النسيج، في تظاهرة للمطالبة بتخفيض ساعات العمل ومنح المرأة حقوقا كثيرة لعل أهمها الحق في الاقتراع، إلا أن الغريب والذي يثيرني في كل مرة أمر بهذه الذكرى في إحدى الصفحات، الورقية منها والإلكترونية، هو أن المتظاهرات حملن في أيادهن الخبز والورد، الأول تعبيرا عن الحق في العمل والمساواة فيه، والثاني إظهارا لمشاعر الحب والسلام..

لتظل هذه الذكرى تحمل بين ثناياها، وإلى حدود اليوم، المعنى العميق لدور المرأة المجتمعي والمتمثل في الورود التي لا تتخلف عن غرسها في كل زمكان، فضلا عن البعد النضالي الثوري لها ضد كل أشكال التمييز، اقتصادية كانت، سياسية، سوسيولوجية أو ثقافية..

اليوم ونحن نحتفي بهذه الذكرى، بعد أكثر من 100 عام من مسيرة “الخبز والورد” وبعد اعتماد تاريخ الثامن من مارس يوما عالميا للمرأة بشكل رسمي من لدن منظمة الأمم المتحدة سنة 1977م.. نحتفل بنضال النساء.. بقوتهن.. بثورتهن.. بصمودهن.. باصرارهن على اثبات الذات وتنشئة الأجيال ..
اليوم ونحن نخلد هذه الذكرى، يقف العالم ككل وقفة إجلال، لليد التي تهز المهد بكل حنان.. وتقتلع الخبز من حفر الدهر المظلمة بكل قوة وصلابة..
اليوم، يقف العالم وقفة تقدير ، للماضي (م) المشرق، والربيع (ر) المزهر، و الأمل (أ) المتجدد، و التفاني (ة) اللامتناهي.
يقف وقفة احترام، لكل سيدة، بغض النظر عن لونها، عرقها، ديانتها، منصبها، مستواها العلمي والثقافي، أو مكانتها الاجتماعية.. يقف احتراما لها كأنثى أدركت رسالتها في الحياة .. ثابرت.. ولا زالت تناضل من أجلها.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.