حرب الطرقات بطنجة...أرواح تُسلب ودماء تسيل - بريس تطوان - أخبار تطوان

حرب الطرقات بطنجة…أرواح تُسلب ودماء تسيل

ربما يصدق الآن توصيف مدينة البوغاز، بأن الداخل إليها والمقيم بها مفقود، والخارج منها مولود، لأن شوارعها وطرقها وحتى أزقتها، أصبحت ساحة قتل حقيقي،لا يخلو أسبوع دون أن تسقط أرواح بشرية، واللائحة مرشحة لمزيد من الإرتفاع في ظل هذا الوضع.

الدليل على ذلك، أنه خلال يوم السبت الأسود بتاريخ 25 ماي الجاري، تم تسجيل مصرع خمسة أشخاص دفعة واحدة، وربما سترتفع الحصيلة قبل دوي مدفع الإفطار ،لأن الترمضينة المغربية ،عامل مساعد لوقوع مزيد من القتل الطرقي بأجمل بلد في العالم.

أربعة من الضحايا قضوا نحبهم خلال اصطدام عنيف،بين سيارتين لنقل العمال،والضحية الخامس ميكانيكي،دهسته شاحنة، وهو من قام بإصلاح عجلاتها .

تأتي هذه الحصيلة، ونحن نودع أسبوعا داميا، شهد مصرع سائق محترف كان يقود سيارة أجرة “بكورنيش” المدينة، إضافة إلى الحادث المروع الذي خلف مصرع 4 أشخاص كانوا في كوكبة من سائقي الدراجات النارية بطريق أشقار، من ضمنهم مواطنين اسبان.

بصراحة المشكل ليس أمني إطلاقا، فالسلطات الأمنية بطنجة منذ دخول شهر رمضان، وهي تقوم بحملة صارمة ضد سائقي الدراجات النارية، الذين لا يعتمدون خودة الرأس، والسيارات التي لا تحترم قانون السير، أو التي لا تتوفر على الأوراق القانونية، لكن يبدو أن هذه الحملة الأمنية، لا تزيد حرب الطرقات بالمدينة إلا سعيرا، وتفتح شهيتها لحصد مزيد من الأرواح.

أما التحجج بالبنية التحتية ووضعية الطرقات، فهو حجاج مردود عليه، بمدينة أصبحت تتوفر على شبكة ممتازة من الطرق المعبدة، وأنفاق، ومدارات كبيرة، الأمر الذي يجعل كل أصابع الاتهام تتجه نحو العامل البشري، وبعبارة أدق العقل المغربي الذي يسوق السيارات القاتلة.

إن العقل الجالس خلف المقود، هو عقل جد مضطرب، ويعيش حالة إرباك خطيرة ومعقدة، بحجم تعقدات ومشاكل مدينة تنمو بسرعة مثل الفطريات، مدينة أصبح الكل فيها يعيش على أعصابه، فمن الطبيعي أن تنعكس هذه الهستيريا الجماعية المغربية، على الطرقات والفضاء العام.

يذكر أن الإحصائيات الصادرة عن اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير ، تشير إلى أن حصيلة حوادث السير بالمغرب تفوق 3000 قتيل سنويا، ليبقى السؤال المطروح، هل سنصل إذا استمرت وتيرة القتل على هذا النحو، بمدينة طنجة وانتشرت عدواها إلى عموم التراب الوطني إلى رقم 10 آلاف قتيل سنويا؟

القادم من الأيام كفيل بالإجابة عن هذا السؤال، لأن الوقائع على الأرض تفيد بأن العقل الذي يقود السيارة بطنجة والمغرب لا ولن يتغير بين عشية وضحاها.

 

بريس تطوان

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.