جيش ليس كالجيوش...!!! - بريس تطوان - أخبار تطوان

جيش ليس كالجيوش…!!!

قدوم فيروس كورونا واحتلاله العالم، أوشك أن يقلب الدنيا رأسا على عقب، بحيث، غيّر هذا الأخير العالم، أذل أمما و أهان أخرى، ووضع البشرية جمعاء تحت رحمته، لكن ، حينما وطئت قدماه تراب الأرض المغربية، وجد صعوبة في القيام بفعلته الخبيثة، لأنه قبل أن يهجم على المواطنين المغاربة في عقر دارهم، تفطن المسؤولون إلى قضية اقتحامه أرض وطنهم، فوضعوا إجراءات احترازية صارمة وفرضوا الحجر الصحيَّ على المغاربة حفاظا على صحتهم وسلامة أرواحهم.
كما قاموا بتجنيد جيش ليس كباق الجيوش، جيش يقوم بعمله بإخلاص وتفان بل ويواصل عمله ليلا و نهارا دون كلل أو ملل، جيش خدوم محب لوطنه غيور عليه مدافع عنه، إنه جيش يعرف بالجيش الأبيض، إنهم الأطباء.
نعم، هم الأطباء، انتشروا في مختلف جهات وطننا الحبيب، وقاموا ببناء حصن متين ضد فيروس ألقى جبروته على العالم، ولهذا لم يجد ذاك الوباء الخطير ثغرة داخل هذا الدرع القوي، ولم يجد طريقا ولا سبيلا للوصول إلى أبناء وطني بسبب فطنة و ذكاء المسؤولين وشجاعة و شهامة الأطباء والممرضين.
فمجهوداتهم الجبارة التي قدموها حفاظا على أبناء وطنهم لا يستطيع أي حاقد أن ينكرها أو يستهين بها، فلطالما فكرت كثيرا وأطلقت العنان لمخيلتي الصغيرة لعلي أجد الثواب المناسب الذي يساوي العمل العظيم والمهمة الصعبة و الجهد المبذول من طرف هؤلاء الجنود الذين سخرهم الله عز وجل لخدمة هذا الوطن والدفاع عنه، لكن حينما بدأت الآلام تتدفق إلى رأسي الصغير من كثرة التفكير، أيقنت عندها أن الوحيد القادر على مجازاتهم أحسن الجزاء، هو فقط الذي بعثهم لأداء تلك المهمة الشريفة على أحسن وجه.
وكما يقال، لا تحكم على الكتاب من عنوانه، فلربما يظن بعض الظانين الذي يوهمون أنفسهم أن التطبيب ليس سوى ارتداء ذلك الرداء الأبيض المقدس ووضع تلك الكمامة الواقية، لأنهم لا يحسون بما يعانيه أولئك الجنود داخل الحرب التي يخوضونها، فهم جالسون في بيوتهم محاطون بأطفالهم وعائلاتهم، وأما الأطباء والممرضون، هم فرسان وسط حرب مصيرية لا بد من الفوز فيها، إنهم يعيشون الضغط الحقيقي بما تحمله الكلمة من معنى، تجد فئة منهم لم تعرف أجفانهم النوم منذ أيام، وفئة لم تنعم بدفء أسرها منذ أشهر، وهم يعلمون علم يقين أنهم المستهدفون الأوائل والأكثر عرضة لهذا الوباء، ومع ذلك يضحون بحياتهم رغبة في إنقاذ أبناء وطنهم من فكيّ كورونا، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على تجسيد الوطنية في أبهى تجليّاتها وأجمل صورها.
ولهذا، أنصح المواطنين المغاربة الأحرار بمساعدة هؤلاء الجنود عن طريق الالتزام بتوجيهاتهم و العمل بنصائحهم حتى تمر الدولة المغربية من هذه الأزمة العالمية و تخرج منها بأقل الأضرار.

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.