توفيق الغلبزوري: أطوار علوم الحديث من النشأة إلى اليوم - بريس تطوان - أخبار تطوان

توفيق الغلبزوري: أطوار علوم الحديث من النشأة إلى اليوم

افتتح الأستاذ الغلبزوري الدرس بالقول إن علوم الحديث منذ نشأتها إلى الآن قد مرت بأطوار وأدوار أحصاها العلماء في سبعة. كما أشار إلى أن علوم الحديث في منهاجها قرآنية انبثقت من القرآن الكريم، حيث سلك علماء هذا الفن منهج قبول رواية العدل ورفض رواية الفاسق… وهذا المنهج هو الذي يسميه المحدثون “الإسناد” الذي تفردت به الأمة الإسلامية.

ثم تطرق الأستاذ الغلبزوري إلى دور الصحابة في حفظ السنة لما تميزوا به من صفاء الذهن وبساطة العيش وحرصهم على تعلمها لمكانتها من القرآن إذ هي مبينة له، من تأكيد أحكامه، وتخصيص العام، وتفصيل المجمل، وتقييد المطلق.

كما أن السنة وردت مؤسسة لأحكام لم ترد في القرآن الكريم، كتحريم الذهب والحرير على الرجال وإباحته للنساء… ثم إن من أسباب حفظ الصحابة للسنة طريقة أداء النبي صلى الله عليه وسلم لها حيث كان يعيد الكلام ثلاثاً بالإضافة إلى التفصيل والبيان في القول.

ثم إن بعض الصحابة كانوا يكتبون الحديث، بل كانت لبعض الصحابة صحفا يكتبون فيها الأحاديث النبوية، ويبلغ مجموع هذه الصحف سفرا تقريبا من الأحاديث النبوية.

كما ناقش الأستاذ قضية تشكيك بعض المستشرقين في كتابة السنة بدعوى حديث النهي عن كتابة الحديث.

وقال الأستاذ إن العلماء أجابوا على ذه المسألة بأن هذا المنع منسوخ بأحاديث أخرى تأذن للصحابة بكتابة الحديث، ومنهم من أشار إلى أن المنع كان مخافة أن يختلط القرآن بالحديث، فلما أمن ذلك بوجود حفاظ للقرآن زال المنع.

وتبع هؤلاء المستشرقين بعض المتأثرين بهم فأنكروا السنة مطلقاً.

وقد كانت المرحلة الأولى من كتابة الحديث خالية من الترتيب والتبويب، وإنما جاء الترتيب والتبويب في المرحلة الثانية، ثم تبعتها مرحلة التصنيف في منتصف القرن الثاني الهجري. وظهر في هذه المرحلة المبكرة الحديث المقبول، والحديث والمردود، والحديث المرسل.

وقد كان الصحابة يتحرون في رواية الحديث حتى أن علياً بن أبي طالب رضي الله عنه كان يستحلف من كان يحدثه بحديث… أما الطور الثالث من أطوار علوم الحديث فهو الطور الدي اكتملت فيه علوم الحديث وتداولها العلماء، وتميزت هذه المرحلة بضعف ملكة الحفظ.

ومن بين أسباب تدوين السنة هو خوف الضياع وذلك في زمن عمر بن عبد العزيز رحمه الله لما ظهرت الفرق والطوائف المنحرفة.

ثم ظهرت المصنفات كمصنف ابن عبد الرزاق وغيره، كما كتب الإمام مالك موطأه. ثم ظهر الطور الموالي من أطور علوم الحديث وهو الطور الدي بدأ فيه التدوين لعلوم متفرقة من علوم الحديث وذلك من القرن الثالث الهجري إلى منتصف القرن الرابع.

ويعتبر القرن الثالث القرن الذهبي للسنة النبوية حيث ظهرت فيه المصنفات المبوبة والصحاح وغيرها… ثم جاء عصر التأليف الجامعة، كمؤلف الإمام الرامهرمزي “المحدث الفاصل”… ثم جاء الطور الخامس وهو طور النضج والاكتمال، ومثل هذا الطور الإمام ابن الصلاح. ثم جاء طور الركود والجمود وهو الطور السادس، وفيه توقف الاجتهاد في علوم الحديث، ويمثل هذا العصر صاحب المنظومة البيقونية.

ثم تلا هذا الطور السابع وفين بدأ العالم الإسلامي بالاحتكاك مع الاستعمار حيث بدأ فيه التشكيك في الحديث النبوي.

وقد انبرى عدد من العلماء على الرد على هؤلاء المستشرقين وألفوا في ذلك مؤلفات كثيرة.

 

 

بريس تطوان/المصدر


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.