تطوان.. السكان المحليون –الأمازيغ- بريس تطوان - أخبار تطوان

تطوان.. السكان المحليون –الأمازيغ-

بريس تطوان

دلت الأبحاث الانتربولوجية أن أصل الانسان البربري مزدوج منها ما ينتمي إلى الجنس العربي ومنها كذلك ما له أصل بالجنس الزنجي. والمعروف ان اول من بنى معالم المغرب وبث فيه الحضارة هم الأمازيغ الذين جهل الكنعانيون لغتهم فلقبوهم بالبربر ويتحدث المؤرخون عن لقب البربري الذي بدل في مختلف اللغات على معنى خاص فهو عند اليونان وصف مأخوذ من بربر التي تفيد معنى القوة الضارية وهو في اللغات السامية الكنعانية دال على الاستعجام.

شهدت المدينة في منتصف القرن السابع عشر نموا ديموغرافيا سريعا، بحيث قدر عدد هؤلاء الوافدين الجدد بنحو عشرة آلاف نسمة أتوا من مختلف أنحاء اسبانيا، وهو رقم مرتفع بالنسبة لتلك الفترة إذا ما رعينا تأثير الجوائح والكوارث الطبيعية التي كانت تفتك بأرواح السكان، فقد وصفها السفير الفرنسي سان أمان في رحلته في نوفمبر 1682م بأنها مدينة كبيرة آهلة بالسكان الذين قدر عددهم بـ15 ألف نسمة، وللإشارة ذكرت بعض المصادر أن المدينة قبل هذا التاريخ اجتاحها الوباء سنة 1678م وحصد أرواح السكان حيث بلغ عدد الضحايا 50 ضحية يوميا، وأكد الأسير الفرنسي “جيرمان موريط” في رحلته أن الوباء تسرب من الجزائر إلى تطاوين، وقد دام بها مدة سنتين وهلك على إثره 25 ألف شخص، بينما ذكر الناصري في الجزء السابع من كتابه الاستقصا أن هذا الوباء تزامن مع الجفاف ودام من 1678 إلى 1680 الميلاديين وخلف نزيفا بشريا بالمدينة.

وبالنظر إلى المعطيات الكارثية التي عانت منها المدينة لمدة سنتين، فإن الوباء قد حصد الأرواح وكان عدد السكان ينقص عند كل جائحة ويحاول أن يستعيد حيويته في فترات أخرى. ولهذا كان الوافدون يقبلون على التزاوج غير مستسلمين للهلاك، وينضاف إلى ذلك عامل النزوح من البوادي التي عانت بدورها من سنوات القحط، وقد شكلت ظاهرة الهجرة الجماعية معادلة إذ أنها عملت إلى إعادة التوازن الديموغرافي للمدينة. 

اذا كانت الهجرات العربية إلى الأندلس قد توقفت بعد الفتح الاسلامي بنحو 30 سنة فإن الهجرات الامازيغية لم تنقطع ابدا وقد تزايدت، وبذلك تكون هذه الهجرات المتعددة ادت إلى وحدة السكان لكنها فقدت مكانتها تدريجيا بين الشرائح الأخرى المكونة للمجتمع الجديد، ولم ترق إلى مكانة الوافدين الجدد وهنا نتساءل ما سبب تهميش هذه الشريحة الاجتماعية؟.

كتاب: تطوان بين المغرب والأندلس (تشكيل مجتمع مغربي أندلسي في القرنين 16 و 17م)

للمؤلفة: نضار الأندلسي

منشورات جمعية دار النقسيس للثقافة والتراث بتطوان

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.