باحثة تكشف أهم طقوس التطوانيين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف - بريس تطوان - أخبار تطوان

باحثة تكشف أهم طقوس التطوانيين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف

حاورتها: مريم كرودي

كشفت الأستاذة الزهرة حمودان، كاتبة، مهتمة بقضايا علم الإجتماع، وباحثة في النقد الأدبي، عن أهم طقوس الإحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف بتطوان.

وقالت الأستاذة حمودان، إن الشعائر الدينية بمدينة تطوان، تأتي في سياق عقيدة إسلامية متجذرة الوجود في تاريخ المغرب، وتتميز بطقوس محكمة التناول والتدبير، إذ تشرف عليها – عادة – داخل البيوت الأمهات والجدات، ونساء الأسر المسنات، وكلهن حاملات لميراث إرث حضاري/إسلامي، فيه من الثقافة الأندلسية الشيء الكثير.

وتابعت المتحدثة، أن الأمر يظهر جليا في شعيرة تمجيد عيد المولد النبوي، من خلال ما توارثته الأجيال من قصائد المديح النبوي، أو ما كان يعرف بين سيدات البيوت العريقة بالمدينة بكتاب المولديات.

وإليكم نص الحوار:

تتميز تطوان بطقوس متفردة وعادات مميزة، فكيف كانت تستقبل البيوتات عيد المولد النبوي الشريف؟

كان من المتعارف عليه بين أمهاتنا، أن التنظيف الشامل للبيوت، يجري مرتين في السنة قبيل شهر رمضان الكريم، وقبيل شهر ربيع الأول المبارك أي شهر المولد.

وتتلو أنشطة تنظيف المنازل، عملية الاغتسال مما علق بأجساد ربات البيوت من غبار التنظيف والتجيير، وكانت هناك من تفضل وضع الحنة على شعرها من باب التجميل ليوم عيد المولد، فتكتظ الحمامات العمومية، حتى أصبح هذا الاكتظاظ مثلا يضرب على كل مظهر من مظاهر الاكتظاظ في الأيام العادية فيقال ” الحمام دالعواشر”، والعواشر هي أيام الشعائر الدينية.

ومن بين العلامات الأخرى الجميلة، رؤية الهلال، حيث تصعد النساء إلى السطوح ليستقبلن الهلال بالزغاريد. وانطلاق تبادل التهاني والتبريكات بمناسبة دخول الشهر المبارك بين الأهل والجيران، ثم التفرغ لإعداد حلوى العيد، كل بيت قدر استطاعته، إلا فيما يتعلق بـ “القفافل”، كان لا يكاد يخلو منها أي بيت.

كيف كانت تختتم ليلة التبشير بتطوان؟

تختم ليلة التبشير التي تقيمها بيوتات بعض شرفاء المدينة أي الأسر الذي ينتمي نسبها إلى النسب النبوي الشريف، بإلقاء قصائد شعرية من كتاب ” المولديات “، وهو تراث شعري اجتمع فيه ما قيل في مدح الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من قبل شعراء العدوتين المغرب والأندلس.

لتطوان مطبخ زاخر بالتحف، فما هي أهم الأطباق التي كان يتم تحضيرها في المناسبة الدينية؟

يبتدء اليوم بوجبة العصيدة التي تعد خصيصا لفطور هذا اليوم المبارك، كما يلبس الأطفال الثياب الجديدة، وتجتمع الأسر للغذاء الجماعي وغالبا ما كان يعد له ” الثريد “، ثم يتزاور الأقرباء لإحياء سنة صلة الرحم، وتنفح العيديات للأطفال.

كيف كانت تحيي الأسر التطوانية الليلة المباركة؟

تقوم بعض البيوتات بحفلات خاصة للذكر والتبشير بمناسبة ” الدخول دالشهار”، أشهرها دار بن ريسون، والشرفا الوزانيين، والزاوية الحراقية، والزاوية القادرية، ومما علق في ذاكرتي ما كان يسمى ب ” الهدية دسابع المولد ” التي كانت تحمل إلى الزاوية القادرية، وهي عبارة على ما كان يسمى بـ ” الميادي ” أطباق خشبية لها أغطية تكسوها النساء بإكسسوارات خاصة تشبه ما يزين بها هودج العروسة، أي ” البوجة “، وهي : السبنية دذهاب – حزام دق مويكنة، ثم تتوج بالورد والياسمين، قبل أن تحمل على أكتاف الرجال، ليتم الطواف بها عبر المدينة تصحبها فرق من الغياطين والطبالين وكناوة، يتبعهم الأطفال فرحين مبتهجين.

حدثينا عن ذكريات أخرى علقت في ذاكرتك

مما استرجعته ذاكرتي أيضا بهذه المناسبة، عادة “صواب العريس”، وكان عبارة عن هدايا تقدم للعروس التي ما زالت في بيت والديها، حيث يزور الخطيب خطيبته رفقة عائلته محملا بهدية عادة ما تكون “ساعة يدوية” أو “خاتم ذهبية” أو تفصيلة وزجاجة عطر، كل حسب قدرته المادية وذوقه.
أما لدى الأسر الغنية فكانت من تحمل “الصواب” أي هدية العيد، فهي الخادم، التي كانت عادة ما تكون من نسل العبيد، في طبق يصنع من أعواد قصبية رفيعة السمك بداخله إما “مضمة ذهبية”، أو ما يقاربها قيمة، يغطى بالورود، وعند وصولها بيت الخطيبة ويفتح لها الباب تزغرد تعبيرا عن فرح أسرة العريس بعريسها، ثم تقدم هذه الهدايا التي كانت تسمى ” الصواب دالعروسة”.

وعادة ما كان أقرباء المخطوبة يتساءلون في عيدي الفطر والمولد “ماذا كان صواب الخاطب لخطيبته بالمناسبة؟”.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.