امحمد أحمد ابن عبود... شهيد المغرب العربي - بريس تطوان - أخبار تطوان

امحمد أحمد ابن عبود… شهيد المغرب العربي

بريس تطوان

امحمد أحمد ابن عبود رجل كرس حياته وأوقف جهوده لخدمة بلده. وما كان يعرف أن منيته تترقبه في بلد ناء سحيق، حيث هو غريب الدار نازح الأهل. عبد الرزاق أحمد السنهوري باشا (رئيس سابق لمجلس الدولة المصري).

  • ولد يوم الجمعة 17 مارس سنة 1911، درس في تطوان، الدار البيضاء، ثم التحق بجامعة القرويين في فاس، وبعدها بجامعة الأزهر في القاهرة، حيث حصل من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) على الإجازة في الحقوق سنة 1943.
  • بعد عودته من مصر إلى تطوان، عينه الخليفة السلطاني الحسن المهدي رئيسا لوفد المغرب في اللجنة الثقافية التابعة للجامعة العربية، مما خول له العودة مجددا إلى القاهرة، وفيها ساهم في تأسيس مكتب المغرب العربي، الذي عمل مديرا له من سنة 1948 إلى حين وفاته المفاجئة سنة 1949.
  • أثناء مقامه في القاهرة، ربط علاقات وطيدة مع المسؤولين المصريين، وعلى رأسهم الملك فاروق الأول، الذي جمعته به صداقة حميمية. واستغل قربه من الملك للسماح لعبد الكريم الخطابي باللجوء السياسي في مصر.
  • لعب هذا الرجل، الذي يوصف بـ “شهيد المغرب العربي”، دورا رئيسيا في تحرير الزعيم الريفي، عبد الكريم الخطابي، من الباخرة الفرنسية “كاتومبا” التي رست في ميناء بور سعيد، بعد أن قررت فرنسا نقل منفاه من جزيرة “لاريونيون”، حيث قضى 21 سنة أسيرا منفيا إلى مارسيليا (جنوب فرنسا)، سنة 1947.
  • كان له نشاط سياسي وثقافي هام في القاهرة، حيث نشر مجموعة من المقالات السياسية في جريدة “الأهرام” (أوسع الصحف المصرية انتشارا)، كما كانت له أحاديث في الإذاعة المصرية، ومحطة الشرق الأدنى.
  • ألف كتابا بعنوان: “مركز الأجانب في مراكش”، وفيه قدم دراسة قانونية لوضعية الأجانب في المغرب، قبل عهد الحماية الفرنسية – الإسبانية، وأثناءها.
  •  استشهد امحمد أحمد بن عبود يوم الثلاثاء 12 دجنبر سنة 1949، في حادثة الطائرة التي سقطت في طريق عودتها من كراتشي (باكستان)، وكانت تحمل بين ركابها وفد المغرب العربي المشارك في أول مؤتمر إقتصادي للدول الإسلامية، المكون من الشهداء: امحمد بن عبود (المغرب)، الحبيب ثامر (تونس)، وعلي الحمامي (الجزائر).
  • في عددها الصادر يوم 14 دجنبر 1949، نشرت جريدة “الأهرام” خبر نعيه، الذي توصلت به من الأمير عبد الكريم الخطابي.
  • نقلت جثته من كراتشي إلى القاهرة، ومنها إلى طنجة، لكن السلطات الاستعمارية الأسبانية منعت نقلها إلى مسقط رأسه تطوان، رغم تدخل الخليفة السلطاني الحسن بن المهدي لدى المقيم العام الجنرال فاريلا، فدفن الشهيد في زاوية سيدي بوعراقية بطنجة، يوم فاتح يناير 1950.
  • بعد سنة من استشهاده، أي في 1950، كتب عنه الفقيه القانوني المصري، عبد الرزاق السنهوري: “عرفت المغفور له امحمد ابن عبود منذ هبط مصر، فلمست فيه دماثة الطبع، وكرم الأصل، ونبل الخلق، ورأيته جريئا، ذكي الفؤاد، واسع الأفق، يتوقد حماسا لخدمة وطنه”.
  • قالت عنه زوجته الحاجة زبيدة أفيلال في نوستالجيا: ” كان طيب الأخلاق، حلو المعاشرة، يعاملني باحترام ومودة. تزوجنا في تطوان، ثم عاد إلى القاهرة لمباشرة عمله النضالي، وظللت انتظر أوبته زهاء سنتين، ولما لم يعد، التحقت به في القاهرة، سكنا شقة فاخرة في “كاردن سيتي”. كان زوارنا كثر، من بينهم الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة، الذي كان يزورنا بانتظام مع زوجته الفرنسية وابنهما، وكان الزعيم عبد الكريم الخطابي يستحم عندنا ويعجبه ما أطبخه من أكلات تطوانية، حين استشهاده كنت حبلى في الشهر الثالث بابني امحمد، يومها لم أكن أقفلت الواحد والعشرين من عمري”.

نقلا عن كتاب رجال من تطوان

للمؤلفان: محمد البشير المسري -حسن بيريش

منشورات جمعية تطاون أسمير

(بريس تطوان)

يتبع


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.