الموسيقى اليهودية بتطـوان - بريس تطوان - أخبار تطوان

الموسيقى اليهودية بتطـوان

غير خاف أن اليهود الذين عاشوا بالأندلس في ظل الحكم الإسلامي، كانوا محل تقدير واحترام ، وأمن وأمان ، ولم يتعرضوا من طرف المسلمين بأي ضيق أو إهانة، أو احتقار.

وحينما طرد المسلمون من الأندلس، كان اليهود من ضمنهم، فهاجروا إلى المغرب واستقروا بمدنه وقراه، وانظموا إلى يهود المغرب الأصليين، وتعايشوا معهم.

بالنسبة لمدينة تطوان نزح اليهود من الأندلس، وبنوا فيها حيهم · المسمى الملاح البالي- بجوار المسجد الأعظم
( الجامع الكبير) وفيه استقروا إلى ما شاء الله، حتى نقلهم السلطان المولى سليمان إلى الملاح الجديد، بعيدا عن المقر الأول الذي كان يجاور ذلك المسجد.

وكسائر مسلمي الأندلس قد نقل اليهود أيضا حضارتهم وتراثهم التاريخي المثقل بقرون سابقة. عادات، وتقاليد، وثقافة ـ وفن. ومن الفنون الموسيقية الأندلسية وقد مكنني مشكورا الأخ الاستاذ على الزكاري الباحث في الموسيقى الأندلسية التطوانية بهذا التسطير عن “اهتمام اليهود التطوانيين” بالآلة واعتنائهم بها يقول في بحثه هذا :

” إن اليهود التطوانيين كان منهم من منحهم الله عز وجل المواهب الموسيقية والميل إلى موسيقى الآلة الأندلسية، حيث أخذوا يحفظونها ويتعلمون إنشادها، وعزفها على مختلف الالآت، ومن جملتها الآلآت اللحنية، كالكمان، والعود، والبيانو، والآلات الإيقاعية كالطار، والدربوكة.

واليهود بصفة عامة، والموسيقيون منهم بصفة خاصة كانت تربطهم بالموسيقيين المسلمين صداقات متينة، وعلاقات وطيدة، ولذلك فقد كانوا يأخذون عنهم قصائد صنائع الآلة، وموسيقاها، وطرق عزفها على الآلات، وطرق إنشاد المواويل والبيتين، كما كانوا يترددون للجلوس والوقوف بأبواب زاوية سيدي علي بن ريسون ، ورياض الشرفاء بباب السفلي ليستمتعوا بالإنصات للآلة والقصائد المديحية، وليحفظوها حتى يمكنهم إنشادها وعزفها ، وقد كانوا يشاركون بعض العائلات المسلمة في حفلاتها وأعراسها إنشادا وعزفا، غير أنهم وأسفاه منذ ستينيات القرن الماضي حرمونا من التمتع بفنهم ومهارتهم، حيث هاجروا تطوائهم ومغربهم إلى الأبد، وقد كان لهم جوق ينشد الآلة ويعرفها في مجالس إخوانهم وحفلاتهم وسهراتهم.

إلا أن الذين هاجروا منهم إلى فلسطين ترجموا مع إخوانهم من المدن الأخرى، قصائد في صنائع الآلة والملحون إلى اللغة العبرية، وترجموا أيضا كناش الحائك.

وإن اليهود التطوانيين وإخوانهم من المدن الأخرى ينظمون في مهاجرهم الفلسطينية والأمريكية، والأوربية، مجالس وحفلات وسهرات ينشدون ويعزفون فيها قصائد وموسيقى الآلة والملحون، وموازينهما، وهذا أمر طبيعيي لأنهم يعتبرونها ثقافتهم وتراث أبائهم وأجدادهم يتوارثونها أبا عن جد.

هذه نظرة موجزة عن اهتمام يهود تطوان بالآلة ، واعتنائهم بها، ومن جملة هؤلاء المنشدين والعازفين : شقرون، سرفاطي، كوهن، اناهوري، البيرطو، بيناحيم ، إلخ…

وأنا عبد ربه كلفت بإعطاء دروس في اللغة العربية والآلة في المدرسة الإسرائيلية ، كما أعطيت الدروس ليهوديات ويهود في بيوتهم”.

عن “الأجواء الموسيقية بتطوان وأعلامها

لمؤلفه محمد الحبيب الخراز

(بريس تطوان)

يتبع


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.