المرأة التطوانية.. الطبيبات والعشابات - بريس تطوان - أخبار تطوان

المرأة التطوانية.. الطبيبات والعشابات

بريس تطوان/يتبع…

لعل من أغرب المجالات التي خاضت فيها المرأة التطوانية منذ القديم، هو مجال العناية بالطب والتطبيب، ذلك أن هناك نماذج لطبيبات تطوانيات، كانت أغلبهن على علم بالأعشاب وأنواعها وفوائدها وصلاحيتها لمداواة مختلف الأمراض والعلل، فكن يزاولن هذه المهمة، ويصنعن أو يصفن الدواء لمن يقصدهن من النساء لأجل التداوي من تلك الأمراض والعلل. ومن أشهر النساء اللاتي اشتهرن في هذا المجال:

السيدة عالية بنت الطبيب السيد محمد لوقش (عاشت في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين)، وقد درست الطب على والدها، فكانت تداوي الناس من الأمراض الخبيثة، كما كانت تهيء الدواء لمرضاها بنفسها، معتمدة في ذلك على  الأعشاب البرية التي كانت تطبخها فتعد الدواء على شكل مرهم أو شراب أو غيره، كما كانت  تحفظ القرآن كاملا، وتكثر من الدعاء وقراءة دليل الخيرات والبردة والهمزية ومختلف الأذكار.

ومن السيدات اللاتي اشتهرن في مجال التطبيب والعلاج بالأعشاب أيضا: السيدة عشوشة بنت السيد محمد شقور، والفقيهة آمنة بنت الفقيه محمد غيلان، والفقيهة حبيبة بنت الفقيه محمد بن طريقة، والسيدة عائشة بنت الفقيه محمد الرفاس، والسيدة حفصة بنت سيدي المهدي البقالي، والسيدة عائشة بنت أحمد غيلان، والسيدة فطاطم بنت عبد السلام بن قريش، والسيدة خديجة بنت الفقيه العربي زيان، والسيدة زينب بنت المهدي بن عبد الوهاب، والسيدة رقية بنت الهاشمي ابن الأمين، وفي مجال التوليد المولدة السيدة الطاهرة بنت عبد القادر الصبان، وفي مجال الحجامة السيدة البتول بنت علي الشودري.

وكمثال شاهد على اهتمام سيدات تطوان بمجال الطب والتطبيب، نسجل أن السيدة الفاضلة كنزة مدينة ما زالت إلى يومنا هذا (سنة 2008م)، تصنع مرهما من الأعشاب حسب وصفة خاصة علمتها إياها والدتها المرحومة أم كلثوم بنت الحاج أحمد الطريس، وهذا المرهم خاص بدواء الخراجات والدماميل. وهي توزعه مجانا لوجه الله على كل من يرغب فيه، وفائدته مجربة معروفة. كما نعلم أن بعض الأسر التطوانية المعروفة، تشتهر بصنع بعض الرماهيم أو الأدوية لأمراض معينة، حيث تتوراث كيفية صنعها عن الآباء والأجداد.

ولا يفوتنا ونحن نتحدث عن الطب والتعشيب بالنسبة لما كان شائعا في تطوان، أن نسجل ما كان الناس يلجأون إليه من عمليات تعرف بـ “الحجامة”، وهي عمليات كانوا يقومون بها – رجال ونساء – حيث يلجأون إلى استعمال كؤوس خاصة يفرغون بواسطتها مساحة من الهواء على جلد الشخص المريض، مع شق جلده بواسطة آلة حادة، لإخراج بعض الدم العفن من جسمه، وهي عمليات تتم في حالات مرضية خاصة، كارتفاع ضغط الدم أو وجود مرض يحتاج معه إلى تخفيف ذلك الضغط أو النقص من حدة ونشاط الدورة الدموية.

العنوان: تطوان، سمات وملامح من الحياة الاجتماعية

ذ.حسناء محمد داود

منشورات مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.