الفقيه والملحن محمد داود مؤرخ تطوان - بريس تطوان - أخبار تطوان

الفقيه والملحن محمد داود مؤرخ تطوان

بريس تطوان

والفقيه، الأستاذ، العالم، المؤرخ، محمد داود غني عن التعريف، فاسمه كان وما يزال في سماء هذه المدينة يعلو معالها، فهو من المؤرخين لها، ومن العاشقين للموسيقى الأندلسية، والمهتمين بتراثها، والجامعين لنوباتها، وما زال مخطوطه عن هذه الموسيقى ينتظر الطبع.

وفي هذا الصدد يقول الأستاذ الباحث المرحوم العربي الوزاني أستاذ الموسيقى الأندلسية بالمعهد الموسيقي بطنجة سابقا.

“في 23 من نوفكبر 1979 تشرفت بزيارة الفقيه العلامة والمؤرخ الجليل السيد محمد داود وهو من العارفين بهذا الفن والعاطفين عليه، فأطلعني على مخطوط عن نوبات الموسيقى الأندلسية مؤلف في عهد السلطان محمد بن عبد الله وقبل وفاته بسنتين وذلك حوالي عام 1202 هجرية.

وعثرت في هذه المخطوط (صفحة 116) على قائم ونصف الرصد الذي يعتبر مفقودا عندنا الآن، مصدرا بقطعة (مال على الخدين من عذار)، كما عثرت على قائم ونصف المشرقي وهو أيضا مفقود في اعتبار الأوساط العاملة في هذا الميدان في عصرنا وذلك في صفحة (138)  مصدرا بالصنعة (عرج على تلك الطلول).

وقد سبق لي أن سمعت إلى أربع صنائع من هذا الميزان سنة 1957 من جوق “الراشدي للهواة” بمدينة شفشاون تحت إشراف السيد محمد الأمين العلمي، وسجلت منه صنائع من نوبة السيكة.

وفي نفس المخطوط (صفحة 193) وجدت أيضا نوبة للسيكة قيل عنها إنها تخرج عما وضع في شجرة نوبات الموسيقى الأندلسية المغربية، وكونها قد ولدت من التلحين فيما بين الماية وغريبة الحسين. وقد ظهر بعد هذا المخطوط كناش الحائك الذي ألفه صاحبه محمد بن الحسن الحائك سنة 1214 هجرية (1800) الذي وقع خلاف ونزاع كبير بعد وفاته، بين الموسيقيين الجاهلين بالقواعد العلمية لهذا الفن، فنبذوا الكثير مما جاء به كناش الحائك، واعرضوا عن الاستفادة مما يحتويه من مسائل علمية وترتيبات موسيقية ذات قيمة لا تنكر”.

والأستاذ محمد داود إلى جانب اهتمامه بالموسيقى الأندلسية فقد كان ملحنا للأناشيد الوطنية أيضا التي كان يضعها بعض قادة الحركة الوطنية. ومن بين هذه الأناشيد نشيد “فؤادي إلى وطني قد صبا” من كلمات الشيخ الوطني العالم محمد المكي الناصري، وقد وضع تلحينه الفقيه داود في الثلاثينيات عندما زار المكي الناصري المدرسة الأهلية التي كان الفقيه داود يشرف عليها وهذا نص النشيد”.

فؤادي إلى وطني قد صبا *** تعشقته منذ طور الصبـا

وديني في حبه رغبـــــــا *** فيا وطني عنك لن أرغبا

ويا وطني لا تخف أن أمين *** وأخف وعدك إني أمين

كفيل بنيل مناك ضمين

أود لك العز طول المدى *** ولا أرتضي أن أكون سدى

سأسعى لأنشر فيك الهدى *** فادفع عنك عوادي العدا

ويــــــــا وطنــــــــــــي

سأنشر نور المعارف فيك *** وأخدم بالعلم كل بينك

وأجعل في النفع كل شريك *** وعن تجمل ما يسر أريك

ويــــــــا وطنــــــــــــي

خذ العهد مني على أنني *** أوحد قومي يــا وطنــــــي

وابذل في رشدهم منني *** ومالي وروحي مع بدنـــــي

ويــــــــا وطنــــــــــــي

بلادي حياتي وقف لهــــا *** سأوقظ من قد سها ولها

فيخطو الثريا ويعلو السها *** لكي يتكامل لي أنسها

ويــــــــا وطنــــــــــــي

حياة بلادي حياة فؤادي *** علاها على الكون أقصى مرادي

سأخدم في مبدئي ومعادي *** وفاء بعهدي نحو بلادي

ويــــــــا وطنــــــــــــي

ولحن أيضا الأستاذ محمد داود نشيدا آخر للأديب المصري الكبير مصطفى صادق الرافعي ومطلعه:

ربنا إياك ندعو ربنا *** آتنا النصر الذي وعدتنا

إننا نبغي رضاك إننا *** ما ارتضينا غير ما ترضى لنا

وما أكثر مثل هذه الأناشيد التي كانت تلحن، وتلقن للتلاميذ وللطلبة في المدارس الحرة الوطنية، وتلقى في المهرجانات والاحتفالات والمواسم كما اشرنا سابقا بمشاركة الجوق الوطني من الشباب الفني المغربي.

عن “الأجواء الموسيقية بتطوان وأعلامها”

لمؤلفه محمد الحبيب الخراز

(بريس تطوان)

يتبع…

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.