سيرة ومسيرة لـ"الشريفة للا السعدية الحراق" و "الحاجة آسيا أشقارة" - بريس تطوان - أخبار تطوان

سيرة ومسيرة لـ”الشريفة للا السعدية الحراق” و “الحاجة آسيا أشقارة”

بريس تطوان

الشريفة للا السعدية الحراق: ولدت سنة 1887 ميلادية، وتوفيت عن سن تقارب المائة (1985)، وقد توفي والدها الشريف سيدي محمد بن الحسين الحراق الذي كان عالما وعدلا، وكان يكتب خطب الجمعة الرسمية ويرسلها إلى السلطان. ولما توفي تركها ضمن أختيها الأخريات فاطمة الحراق أم والد المؤلف سيدي الحبيب الخراز، والسيدة عائشة الحراق، وكن صغيرات. فتكفل الشيخ سيدي إدريس الحراق بكفالة الشريفة اللاسعدية حيث كان وصيا عليها، فتلقت في بيته الرعاية الصوفية، ساعدها على ذلك صوتها الحسن، وسرعة حفظها للأشعار، والأذكار، والأزجال، وككل بيت صوفي تدار فيه أدوات فن الطرب والسماع، فقد تلقت الشريفة المذكورة الورد في ذلك، فاعتماد عليها الشيخ في تسيير الحلقات النسوية الخاصة بهن. وتعلمت الشريفة اللاسعدية الضرب على العود على يد زوجها الشريف أحمد اشقارة، الذي كان دباغا في حرفته، وعازفا على “الكنبري” وذات يوم سمعه الشيخ سيدي ادريس الحراق ينقر عليه، ويردد بصوته الجميل “يالطف الله الخافي”، فاستدعاه إلى الزاوية وعلمه الضرب على الكمان حتى تفنن فيه، وصار من ثوابت حضور الزاوية والملازم لها ولشيخها الذي زوجه فيما بعد من الشريفة المذكورة بعد زواجها الأول من السيد الوجيه أحمد الطريس الذي توفي قبلها.

وقد أنجبت للا السعدية الفنان الكبير عبد الصادق اشقارة، وأخاه عبد الله اشقارة وأخته الحاجة آسيا اشقارة.

الحاجة آسيا أشقارة: سارت على درب والدتها من بعد وفاتها، في الصوت الحسن، وحفظ الأذكار، والسماع، وغير ذلك، ومازالت تترأس المولوديات ببيت الشيخ منذ سيدي عرفة الحراق إلى سيدي الغالي الحراق حتى أيامنا هذه، وقد ولدت الحاجة آسيا اشقارة سنة 1934 السنة التي توفي فيها سيدي إدريس الحراق.

وهكذا لعبت هذه الزاوية دورها الإيجابي المطبوع بالتجديد الصوفي في مجالس العلم والأدب والطرب، لا تسمع فيها إلا قراءة بردة وهمزية الشيخ البوصيري، بترديد الألحان الموسيقية والأذكار، والأمداح النبوية، وأشعار ابن الفارض، والحراق، وتختم بآيات بينات من الذكر الحكيم، كما تفتح وجوبا بالصلاة المشيشية.

عن “الأجواء الموسيقية بتطوان وأعلامها”

لمؤلفه محمد الحبيب الخراز

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.