الإعلام في زمن كورونا... - بريس تطوان - أخبار تطوان

الإعلام في زمن كورونا…

لربما يظن البعض أن البحث عن الأخبار وتقديمها للرأي العام هي مهمة سهلة لا تعب فيها ولا مشقة، لأنهم يعتقدون أن تلك الدقائق المعدودة التي تُبث إليهم الأخبار فيها أتت عن عبث ولهو دون بذل أي مجهود، لكنهم قد غفلوا عن تلك الساعات المتواصلة من العمل التي يقضيها الإعلاميون في بذل جهد متواصل دون كلل أو ملل حتى تُزف الأخبار إلى المشاهد في أجمل صورة وأبهى حلة .
 لكن اليوم، نحن نعيش في زمن موسوم بفيروس كورونا، ولهذا  إرتفع  سباق البحث عن الأخبار إلى مستوى آخر .
إن الإعلام تحت ضغطين  كبيرين : ضغط من كثرة الأخبار وصعوبة احتوائها ، وضغط من رغبة الرأي العام الكبيرة في معرفة كل صغيرة و كبيرة وكل ما يقع في أنحاء العالم  .
 وفي زمن هذا الفيروس الذي حبس الناس في بيوتهم ، إنقسم الإعلام إلى نوعين :
الأول همه الوحيد هو تقديم الخبر صحيحا كاملا من مصدره الأصلي دون تزيف  أو تلاعب في مضمونه ، وهذا هو المطلوب ، فمن واجب  “الإعلام الحقيقي ” أن يبث الخبر كما هو.
في حين أن النوع الثاني من الإعلاميين أو “أشباه الإعلاميين” هم الذين  أطاحوا بسمعة غيرهم من الصحفيين الباحثين عن كل خبر جديد ، لأن هذا النوع من الإعلاميين والصحفيين لا يأبه إلا للأموال التي يكسبها و إلى ازدياد عدد المتتبعين من وراء نشر الإشاعات و الأخبار الزائفة دون أن يعرف أن هذه الكذبة الصغيرة قد تزرع الرعب و الخوف في قلوب أمم وشعوب، ومع ذلك فإنه  يعتبر نفسه ومن دون خجل… أنه صار عنصرا أساسيا في نشر الأخبار و بثها إلى المجتمع .
وبالتالي فإن في زمن هذا الفيروس، صرنا نرى كيف أصبح الطامعون- ممن ينتسبون إلى المؤسسة الإعلامية- في الثراء ينتهزون الفرص و الظروف كي يحققوا أهدافهم الشخصية دون أن يعرفوا أنهم صاروا كالطفل الصغير، يرى قوس قزح فيجري وراءه بغية إمساكه دون أن يوقن أنه مجرد وهم وخيال .
 وفي نظري المتواضع ، أرى أن الأخبار التي يمكن أن تخلق الهلع والجزع في صفوف المتتبعين  لا داعي لنشرها ، ولهذا أنصح إعلاميي هذا الجيل بعدم تسخير مهنتهم  التي يمارسونها بكل حب وأمانة إلى  كسب الأموال ،أو استمالة أنظار الناس إليهم حتى …
 بل الواجب عليهم جعلها دافعا لبث الفرح والسرور في قلوب الناس ، كما أهيب  بهم أن يخلقوا مجالا لتحفيز الجيل الصاعد عن طريق تنمية قدرات محبّي هذه المهنة الشريفة  والتي أنا واحد من محبيها .
وفي الأخير أقول :إن الإعلام سيف طويل حاد النصل واقف في وجه كورونا ، فنحن لا نرى في الحقيقة  تلك الرسالة العظيمة التي يقدمها  لنا ، ولهذا ، يجب أن ننظر للإعلام بنظرة أخرى ، لأنه تغير .

شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.