الإسهام الحضاري الأندلسي في المجتمع التطواني (2) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الإسهام الحضاري الأندلسي في المجتمع التطواني (2)

بريس تطوان

العائلات الأندلسية الأولى:

شكلت هذه الفئة في مجموعها صفوة المجتمع التطواني الجديد وطبقته الحاكمة، حيث شغلت مناصب سياسية وعسكرية هامة عبر فترة طويلة، كان من بين المهاجرين رجالا عرفوا بالثقافة والعلم إلا أن استقرارهم يدم طويلا في المدينة، بل توجهوا غالبا إلى فاس وغيرها من المدن المغربية، وبحلول القرن السادس عشر لوحظ ظهور نواة إدارية تسير المجتمع الصغير، تحت إمرة قائد المجاهدين والحاكم المؤسس للمدينة.

قدمت هذه العائلات خدمات جليلة من أجل تنمية المدينة وإرساء أسسها، كما كانت لا تميل كثيرا إلى الاختلاط بباقي الشرائح الأخرى وأحجمت على الارتباط من غير جماعتها. وشكل لها لقب “الأندلسي” الانتماء إلى الوطن المغتصب، فقد حافظ المهاجرون الأوائل بعناية فائقة على هذا اللقب في جميع الوثائق العدلية سواء المدينة في عقود البيع والشراء. وترك المهاجرون المتأخرون أسماءهم المقشتلة التي فرضت عليهم في التعميد الإجباري فضلوا أن يتميزون عن غيرهم متشبثين بوطنهم المشترك. فقد قام المؤرخ عزوز حكيم بتوثيق الألقاب التي كانت تتخذها أسر أندلسية نزلت شمال المغرب وهي أسماء قشتالية أصلا، أو هي قشتالية نطقا عربية أصلا، وأصبحت أسماء لأسر عربية مسلمة أريد لها أن تكون قشتالية.

وعلى الرغم من أن أسمائهم ليس لها أي معنى في اللغة العربية وهذه الظاهرة لها تفسيرين ممكنين، وندرك عن طريق هذه الوثائق أن هؤلاء المهجرين لم يكونوا يعيشون في عزلة عن أبناء البلد من المغاربة أو أبناء الجاليات العربية الأخرى التي كانت تعيش في تطوان بخاصة الجالية المغربية، عموما أسهمت هذه الفئات بمجهودات جبارة في توسيع أرباض المدينة وازدهار اقتصادها.

كتاب: تطوان بين المغرب والأندلس (تشكيل مجتمع مغربي أندلسي في القرنين 16 و 17م)

للمؤلفة: نضار الأندلسي

منشورات جمعية دار النقسيس للثقافة والتراث بتطوان

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.