الأمثال العامية بتطوان… (322) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الأمثال العامية بتطوان… (322)

ما بقا لو غير الفاس والقياس: ما بقي له إلا الفأس والقياس. أي لم يبق له في هذه الدنيا إلا الفأس والقياس. الفأس، هو الآلة التي يحفر بها القبر، والقياس هو القصبة التي يقاس بها طول قامة الميت، ليحفر قبره على قدرها.

يقال في الشخص الذي تنتظر وفاته، إما لمرضـه الشـديد، وإما لتقدمه في السن وهرمه وخصوصا من يتضايق منه وتستثقل تكاليفه، ومن ليس لديه من يشفق من حاله، ومن لم يقدم بين يديه من العمل الصالح ما يراعى له ويدعو للعطف عليه.

ما بقا غير الله وراه: ما بقي غير الله وراءه. يقال على العموم عندما يشرف الشيء على النهاية، فالاحتفال حينما ينتهي الوقت المخصص له، يقال ذلك، ويقصد به أنه لم يبق على الناس إلا أن يتفرقوا، ويذهب كل واحد منهم لحال سبيله.

ومثـل ذلـك يقال في الوقت المخصص أو الزمن المحدد لأي عمل أو شغل. وقـد يقـال في الشخص ييأس من حياته، والشخص لا يبقى هناك أمل في نجاحه، والشخص تتراكم عليه الديون وينتظر إفلاسه، والأزمة العامة أو الخاصة، تشتد ولا يبقى هناك إلا انتظار الفرج من الله سبحانه … إلخ.

ما بقى في الدنيا ما يعجب: لم يبق في الدنيا ما يسر. يقوله المتشائمون من الذين ينظرون إلى الدنيا من خلال نظارات سوداء، وخصوصا من الكبار في السن من الذين تبدلت عليهم الأحوال ومـات جـل مـن كـانوا يعرفون. وكذلك الأشخاص الذين زال من أيديهم ما كانوا يتمتعون به من جاه أو سلطة أو مال أو قوة ونشاط.

والحقيقة أن لكل زمان دولة ورحالا، والذكي اللبيب، والسياسي المرن، يستطيع أن يتطور مع الزمان، فيعيش في سلام وأمان .

ما بقا فيه غير الدور: ما بقي فيه إلا الإطار، يكنى بذلك عن الشخص بلغ به الضعف مبلغا عظيما من شدة المرض أو الهزال، بحيث لم يبق فيه إلا الهيكل العظمي بدون لحم ولا دم.

ما بيدي حيلا: كلمة يقولها الشخص حينما يعجز عن الوصول إلى الغايات، أو لا يقدر على تلبية الرغبات .

ما بيناتنا حساب: ما بيننا حساب. كلمة تقال عند عدم التشاح، للدلالة على التسامح وعدم المؤاخذة والتنازل عن المطالبة بالتافه من الأشياء.

وقد يقولها المراوغ الذي يستغل حياء الناس ليأخذ منهم ما لا حق له فيه.

ما بيناتنا ميزان: ما بيننا ميزان. يقال عندما يراد تسهيل المعاملة والمصارفة وإسقاط التكليف وتحمل الأتعاب والمشاق.

العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية

للمؤلف: محمد داود

تحقيق: حسناء محمد داود

منشورات باب الحكمة

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.