الأمثال العامية بتطوان… (319) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الأمثال العامية بتطوان… (319)

الليل طويل، والحمارا مشايا: الليل طويل، والحمارة مشاية (سيارة)، يقوله المسافرون على الدواب، من بغال وحمير، للنهي السرعة والإرهاق، ولاستحسان السير بمهل، وقضاء الوقت في حديث مستملح يذهب الملل.

وقد يكنى بذلك عن أن في الوقت فسحة، فلا موجب للتسرع في العمل والارتجال الذي قد يفضي إلى الفشل.

ليلا مع الفقصا، ولا ليلا مع النداما: ليلة مع الغيظ، أهون من ليلة مع الندامة. أي ليلة يقضيها الشخص أسفا على ما فاته من تمتع ولذة، أهون من ليلة يقضيها في الندم على شيء قبيح فعله، أو معصية عصى بها ربه.

يقال في التحذير من الإقدام على فعل أي شيء، قد تعقبه ندامة وحسرة، والحض على أن يملك الإنسان نفسه ويكبح جماحه، وخصوصـا أمـام الملاهي والملذات، وبالأخص في ميـدان المعاصي والمخالفات .

ليلا في الحديد ولا ليلا في الصديد: ليلة يقضيها الشخص موثقا بالحديد، أهون عليه وأخف من ليلة يقضيها في ألم الصديد، يقال للتحذير من إهمال المرض والاستهانة به إلى أن يتكون به الصديد والفيح في الجسم، لأن ذلك أشد من ألم الحديد، ويقصد بذلك الحض على وجوب الإسراع باستعمال الدواء قبل استفحال الداء وخصوصا الصديد، الذي ألمه شديد.

ليلا في الهم كتشيب: أي ليلة واحدة تقضى في الهم والغم، قد تصير الشباب أشيب.
يكنى بذلك عن الأثر السيء الذي تتركه الهموم في جسم الإنسان وفكره.

يقال في الحض على الابتعاد عن كل قول أو فعل أو موقف يوقع في هاوية الأكدار والهموم والأحزان والعموم، لأن ذلك يؤدي إلى عواقب وخيمة، ومصالب جسيمة، ونهايات أليمة، فمن أصيب بشيء من ذلك، فليستحضر أن لكل شيء نهاية، حتى الغيوم والهموم، وأن (كل ميدي متموم). وليرجع إلى الله الذي بيده تصريف الأمور، وتفريج الأحزان والكروب والغموم .

ليلا هي وتجوز، ولو بالدبوز: هي ليلة واحدة تمر وتنتهي. وتنفرج الأزمة. يقال على سبيل التسلية والتصبير والحض على الثبات والتحمل، عندما تكون هناك ليلة ينتظر أن تكون صعبة، قد يلاقي فيها الإنسان كثيرا من الهم والكدر، أو التعب والنصب، أو العذاب والألم.

أي ما دامت الشدة محصورة في ليلة واحدة، أو الأزمة قاصرة على مدة محدودة، فليقع فيها ما شاء الله أن يقع، فإنها ستنتهي، ومع الزمن قد ينسى ما يقع فيها من الأكدار والمحن. وبعضهم يقول: ما هي غير ليلا وتجوز. ويقولون أيضا: ليلا وتجوز ولو بالدبوز.

العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية

للمؤلف: محمد داود

تحقيق: حسناء محمد داود

منشورات باب الحكمة

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.