الأمثال العامية بتطوان.. (176) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الأمثال العامية بتطوان.. (176)

بريس تطوان

بحال الجن ف اللبن: مثل الجن في اللبن. وبعضهم يقول: نحال د كيدخل الجن ف اللبن. يقال عندما يقاطع شخص شخصاً آخر في كلامه، أو يتدخل بخفة وسرعة فيما ليس من شأنه، على سبيل الفضول والتسرع، فيكون في تصرفه كما يقفز الجن من محله وينغمس في آنية اللبن. ويقال أيضاً عندما تقع من شخص شيطنة وخفة يستغرب منها. ومن الخرافات التي لها علاقة بهذا المثل، ما يزعمون من أن الجن يدخل في ذات بعض الناس، فيصاب الشخص بمرض، فيعمد من يدعون بأطباء النفوس أو مستخدمي الأرواح ومن في معناهم، إلى أقوال أو أعمال تضطر ذلك الجن للخروج من جسم ذلك المريض، والارتماء في آنية من اللبن تحضر لذلك … قد يقع شيء من هذا القبيل، ولكن قديماً قيل: الجنون فنون، إنما ينبغي أن لا ننسى أن كثيراً مما يسمى بالجنون وأعمال الجنون، يكون أوهاماً في أوهام، وتضليلاً في تضليل، واستغلالاً في استغلال.

بحال الحزينا ف الحمام، لا مشطا لا غاسول: مثل الحزينة في الحمام، لا مشط لديها ولا غاسول. يقال في الشخص البسيط العاقل أو المغفل الذي يقدم على الأشياء دون أن يفكر فيها ويتدير فيما هو لازم لها، وبعد ما لا بد من إعداده قبل التوجه إليها أو الشروع فيها. ووصف الحزينة، يطلق عندنا على شخصيات منها المرأة الضعيفة الرأي التي لا تحسن التدبير، والحمام، هو المكان الذي يغتسل فيه عموم الناس. والمشطة، بكسر الميم، هي الآلة التي يمتشط بها. والغاسول هو حجر معدني رطب، يفسخ في الماء فيقوم مقام الصابون في غسل شعر الرأس، وبعضهم يزيد: ولا كدوار ، وهو قطعة من الثوب الخشن، تجعل فيها الصابون أو الغاسول ويدلك بها الجسم لإزالة ما به من وسخ.

بحال الحليب على النار: مثل الحليب على النار. يقال في الشخص أو الشيء الذي ينبغي التنبه له والاعتناء به حتى لا يلحقه ضرر فيما لو وقعت الغفلة عنه.

بحال الحمار على فم البير، كيشهق ما يلحق: أي مثل الحمار الواقف على فم البئر، يرى الماء ويشهق شوقاً إليه، ولكنه لا يستطيع الشرب منه. يقال في الشخص الذي يكون قريباً من الشيء، ولكن يكون هناك مانع يمنعه من الوصول إليه والاستفادة منه. وقديماً قال الشاعر:

كالعير في البيداء يقتلها الظمأ  *** والماء فوق ظهورها محمول

وقبل هذا البيت بيت آخر هو قوله:

ومن العجائب والعجائب جمة *** قرب الحبيب وما إليه وصول

العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية

للمؤلف: محمد داود

تحقيق: حسناء محمد داود

منشورات باب الحكمة

(بريس تطوان)

يتبع


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.