الأمثال العامية بتطوان... من تاريخ الأمثال قبل ظهور الإسلام - بريس تطوان - أخبار تطوان

الأمثال العامية بتطوان… من تاريخ الأمثال قبل ظهور الإسلام

بريس تطوان

يذكر المؤرخون أن الأمثال كانت معروفة من قديم الزمان، في مختلف اللغات واللهجات، وأن النبي الملك سليمان بن داود، المتوفى حوالي سنة 930 ق.م. قد جمع الأمثال التي كانت موجودة في عهده بلغة قومه، وأن الفيلسوفين اليونانيين، أرسطو المتوفى سنة 322 ق.م. وديوجين المتوفى سنة 323 ق.م. قد جمع كل منهما ما كان موجودا في عصره من الأمثال، وأن شيشرون الخطيب الروماني الشهير، المتوفى سنة 43 ق.م. كثيرا ما كان يستشهد في خطبه وكتاباته بالأمثال.

كل ذلك كان قبل ظهور الإسلام واشتهار لغتنا العربية وتشريفها بنزول القرآن الكريم بها. وذكر المؤرخ نعوم شقير السوري أن ميخائيل أبوستوليس قد جمع في مدينة القسطنطينية ألفين من تلك الأمثال القديمة، وأنها طبعت في ليدن بهولندة سنة 1653 م (1063هـ).

هذه فذلكة عن الأمثال القديمة في غير اللغة العربية.

الأمثال في اللغة العربية:

أما الأمثال في اللغة العربية، فمن الثابت أنه كانت هناك أمثال عربية خالصة في عهد الجاهلية، أي قبل ظهور الإسلام، إلا أن جمعها لم يقع إلا في القرن الثاني للهجرة، ومن رواتها ابن الكلبي، المتوفى سنة 146، والمفضل الضبي المتوفى سنة 168هـ.

ثم لما جاء عصر المولدين، نشأت أمثال أخرى ضمت إلى الأمثال الجاهلية القديمة، ومن رجال القرن الثالث، نجد أبا عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 223 هـ، وفي القرن الرابع للهجرة، نجد في كتاب “العقد الفريد” الذي ألفه أحمد بن عبد ربه الأندلسي المتوفى سنة 328 هـ (940م) مجموعة من تلك الأمثال، وهذا الكتاب مطبوع متداول مشهور، وفي نفس القرن، ألف الحسن بن عبد الله العسكري المتوفى سنة 395 هـ كتابه “جمهرة الأمثال”، وفيه من الأمثال الشيء الكثير.

ثم كثر ما كتب الناس عن الأمثال، وما ألفوا فيها من المجموعات والكتب، فلما كان القرن الخامس، وجدنا أبا الفضل أحمد بن محمد النيسابوري المعروف بالميداني المتوفى سنة 518 هـ (1124م) يذكر أنه طالع في موضوع الأمثال نحو خمسين كتابا، ثم ألف كتابه الكبير المسمى “مجمع الأمثال”، وقد جمع فيه ما يزيد على سنة آلاف مثل عربي ما بين قديم ومولد وحديث، وهذا الكتاب مطبوع مشهور.

والميداني في كتابه هذا، قد قسم إلى ثلاثة أقسام:

أولا: أمثال العرب القدماء، أي في عصر الجاهلية وصدر الإسلام، وكانت عربية خالصة حوفظ في كتابتها على قواعد الفصحى.

ثانيا: أمثال المولدين، وهم الذين أتوا بعد ذلك، وساروا على سنن من قبلهم، وكتابتها كالتي قبلها.

ثالثا: أمثال العامة، أي الذين خلطوا بين الفصحى والعامية التي كانت في عهدهم، وهذه كان الذين يدونونها يكتبونها بصفة لا تختلف عن الفصحى، وإن كان الناس ينطقون بها بصفة تختلف عن الفصحى، ثم كانت أمثال عامية محضة لم يحاول أصحابها أن يتقيدوا في كتابتها بقواعد الفصحى، ومنها أمثال الأندلسيين، كما في كتابي الزجالي وابن عاصم.

ثم لما كان القرن التاسع للهجرة، ألف بهاء الدين أحمد الأبشيهي المصري، المتوفى سنة 852 هـ (1448م) كتابه “المستطرف”، وفيه مجموعة قيمة من الأمثال القديمة، ومن التي كانت معروفة في عصره.

العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية

للمؤلف: محمد داود

تحقيق: حسناء محمد داود

منشورات باب الحكمة

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.