الآباء البيولوجيون يصنعون الحدث بنيابة طنجة - بريس تطوان - أخبار تطوان

الآباء البيولوجيون يصنعون الحدث بنيابة طنجة

 

 منعطف خطير باتت تعرفه معظم الثانويات التأهيلية ومعاهد التكوين المهني التابعة للنفوذ الترابي لطنجة أصيلا، والمتمثل في رفض شريحة من المتمدرسين القسريين والمستعطفين بجلب عدتهم الديداكتيكية مع أداء مستحقات التسجيل والتأمين، زيادة على رفضهم الانصياع للقوانين الداخلية للمؤسسات التربوية التي تم قبولهم عنوة بها.

إذ لا يقف الأمر على هذا فحسب، بل يتعداه الى رفض هاته الطينة المتوحشة من المتمدرسين تبرير مدة غيابهم خلال فترة إجراء الفروض الكتابية، هاته الفئة من المتمدرسين المصابين بالشيخوخة المبكرة والتي حسب العارفين بخبايا المنظومة التربوية أوصت جهات قميئة بداخل المديريتين الإقليميتين للتربية الوطنية والتكوين المهني بتسجيلهم عنوة، هم في حقيقة الأمر سوى مجموعة من السفاحة والآباء البيولوجيين والذين في معظم الأحيان يكبرون سنا أعضاء الطاقم التربوي والإداري للمؤسسات التي تم قبولهم فيها.

إذ بالرغم من علو كعبهم في الرسوب والتكرار المدرسي وبالرغم أيضا من سيرتهم الذاتية المتعفنة بجرائم الشرف وسرقة عاملات المناطق الصناعية وترويج المخدرات وامتطاء دراجات نارية وسيارات مسروقة، فإن مجالس التدبير بجل المؤسسات كانت مجبرة على قبول استعطاف فئة الآباء البيولوجيين، وتحديدا بعدما تلقى مدراء الثانويات ومعاهد التكوين المهني أوامر و”ميساجات” غير مباشرة من قبل جهات نافذة، بداعي محاربة الهدر المدرسي وانتشال الجانحين التربويين من الشارع العام!!!  وبالتالي فجل مسيري مجالس التدبير داخل الثانويات ومعاهد التكوين المهني والذين يخول لهم التشريع المدرسي البث في ملفات الاستعطاف عند عملية انطلاق كل سنة دراسية  باتت فرائصهم ترتعد من شدة الهلع القادم من بعض رؤساء الأقسام والمصالح التابعين للمديريتين الإقليميتين السالفتي الذكر، كما أصبحوا في الآن ذاته مطالبين بالتحلي بالجبن والديوثية التربوية، مخافة تعرضهم للبطش والانتقام، مع ما يرافق ذالك من إحالة على “كراج علال” والرجوع للعمل داخل الأقسام.

وعلى ما يبدو جليا للعيان، فان الضوء الأخضر قد أعطي بقدرة قادر للآباء البيولوجيين على ولوج فصول الدراسة وهم تحث تأثير أقراص “ريفوتريل” “والإكسطا”، منتشين بلحاهم “الجهيمانية” وبتسريحات شعرهم الشبيهة بسجناء “عين قادوس” “وسات فيلاج”، ومرتدين  في الوقت ذاته قبعات رياضية وسراويل ممزقة وسماعات الرأس من الطراز الرفيع، إضافة إلى سراويل قصيرة ولباس نوم يعرف عند العامة “بالبيجاما”. وكل هذا ليس بغرض التحصيل الدراسي المتين، ولكن فقط ثم فقط بهدف استكمال النوم العميق المفضي إلى شخير مدوي واحتلام متعدد الهزات.

في نفس الإطار، تجدر الإشارة إلى كون جل المؤسسات التأهيلية والمهنية بعاصمة البوغاز أصبحت فضاءاتها الخارجية أشبه بمواقع خارجة عن دولة الأمن والقانون،  بحيث تكتر بها الشجارات اليومية التي تستخدم فيها جل أنواع الأسلحة وكلاب البيتبول وبنادق صيد السمك والكريموجين بين فصائل “تلاميذية” من مزودي السموم البيضاء وأقراص الهلوسة والسيليسيون والقنب الهندي.

وليس هذا فحسب، بل فان هاته الطينة من المتمدرسين القسريين أصبحت متعودة على  نشر الرعب بين صفوف التلاميذ النجباء، وذلك عن طريق إما سلب هواتف وحواسيب هؤلاء الأخيرين وإما تارة أخرى عن طريق  سلب حلي التلميذات المغلوبات على أمرهن، مع محاولة استدراجهن على متن دراجات نارية مسروقة من نوع “طيماكس” وسيارات حاملة لصفائح معدنية مزورة أو مكتراة من وكالات تعود لبزناسة ومبيضي أموال جلهم مطرود من دول الاتحاد الأوروبي.

وعلى سبيل الذكر، فان تكسير معدات الثانويات ومعاهد التكوين المهني أصبح ممارسة شبه يومية. أما مشاهدة الأفلام البورنوغرافية على متن الهواتف الذكية بأبواب المؤسسات والمعاهد فحدث ولا حرج. حيث يعتبر هذا النشاط الأخير بمثابة هواية مفضلة لطينة الأباء البيولوجيين “الجهيمانيين”. لكن ما يزيد من احتواء الوضع هو قيام الأباء البيولوجيين المؤثتين للجسم التلاميذي الطنجي بتحويل أسوار الثانويات من الخارج وطاولات الأقسام والمختبرات إلى مكان خصب للرسومات الكرافيتية والكتابات المتعددة اللغات، التي هي في العمق خادشة للحياء ومسيئة إلى مقدسات البلاد وممجدة في الآن ذاته لتيار عبدة الشياطين وفصائل كروية شبه انفصالية وهدامة.

إجمالا ما يمكن أن نخرج به من هاته المادة الصحفية البسيطة هو أن جهات قميئة (غير حاصلة على شواهد في علوم التربية ولم يسبق لها أن قامت بالتدريس) هي من تسهر في الوقت الراهن على قطاع التربية الوطنية وقطاع التكوين المهني، متشدقة بلغة الخشب ومعطية مكانة متميزة داخل منظومة التربية والتكوين لنوع جديد من المتمدرسين يعرفهم بعض مثقفي العالم العربي بالأباء البيولوجيين “السمارت فونيين”. ومن تم، فإن عدم يقظة الأطقم التروية والإدارية النزيهة لهذا السيناريو المؤلم وتماديهم في الطاعة العمياء لأوامر دهاقنة المديريتين الإقليميتين للتربية والوطنية والتكوين المهني سيكون سببا مباشرا في دخول النظام التربوي العمومي الطنجي إلى مرحلة الموت السريري. وهذا ليس بغريب ما دامت مؤسسات التعليم الخصوصي الطنجي في شقيها الثانوي والمهني سجلت سبقا لا نظير له على المستوى الوطني والقطري والقاري فيما يخص الديوثية والريع التعليمي.

إذا وعلى ما يبدو فما على المديرين الإقليمين الجديدين اللذان يكن لهما الجميع الاحترام والتقدير، سوى الوقوف على هاته الأشياء الخادشة لصورة التعليم الثانوي والتكوين المهني بطنجة،  سعيا وراء إرجاع الأمور إلى نصابها في القريب العاجل وتوفير أجواء أكاديمية رائعة لبقية التلاميذ النجباء الذين ستعول عليهم المملكة المغربية في القريب العاجل…!!! وكل هذا سوف لن يتأتى إلا بعملية “روسيكلاج” شاملة للمرفقين اللذان يصهران عليهما، حيث بلغا درجة متقدمة من العفونة الخدماتية إبان الفترات السابقة. وحتى لا تفوتنا الفرصة، فما على عاتق جمعيات أولياء التلاميذ النجباء بدورها سوى الدخول على الخط والتصدي لصانعي ومفبركي طينة الأباء البيولوجيين بمنظومتنا التربوية. وكل هذا بغرض حماية أبناءهم النجباء من العرقلة الآكاديمية التي يسبب لهم باستمرار قطيع التلاميذ البيولوجيين.

 

 

 بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.