أقسام مدينة تطوان التاريخية - بريس تطوان - أخبار تطوان

أقسام مدينة تطوان التاريخية

بريس تطوان

ويمكن تقسيم تطوان التاريخية هذه إلى أربعة أقسام هي:

  • المدينة القديمة: الواقعة داخل الأسوار خلف أبوابه السبعة وهي تشمل خمسة “أخماس” أصيلة هي: حومة البلد (وهي تطوان الأصيلة) وربضها الأعلى المعروف ب “الطالعة” وحومة العيون والاطرانكات والربض الأسفل والمصلى القديمة (سيدي مصباح سابقا)، ثم زيدت حومة سادسة لاحقا هي حومة الملاح. وفي داخل كل منها “حومات” فرعية.
  • التوسعة الأولى: وهس ما زيد في المدينة خارج الأسوار وأوله حومة سيدي عبيس، ثم ما انصاف إليها في عهد الحماية الإسبانية: شانتي Ensanche وسيدي طلحة والمرة وعين المزوق وعين الجمارين واكرار وأوهام وعين الخباز والعوينة وزيانة… وكلها لم يكن بها بناء قبل الحماية باستثناء “سيدي عبيس”.
  • غوطة تطوان: أي بساتينها سابقا قبل أن يكتسحها البناء: وهي قسمان: أولهما الجنانات: وهي تشمل التوسعة الثانية للمدينة ومنها وتبدأ من خندق المرس خارج المقابر ثم الكويلع وسانية الرمل وظهر المحنش والطوابل العليا والسفلى وبوجراح ودار مرسية وقنا الحمام وبوسافو ووادي الشجرة. والثاني: الوطاء: وهو البسيط القريب من الوادي أو المحادي له الممتد من أبي صفيحة في أول طريق طنجة إلى شاطئ البحر.
  • ساحل البحر: وهو أقسام كثير تمتد من الديزة حتى الموضع المسمى نكرو القريب من مدينة الفنيدق الحالية، أما الفنيدق فكانت قديما موضع نزاع بين قبيلتي الحوز وأنجرة ومقبرتها معروف أنها كانت خاصة بمدشري بني مصالة وعزفة الأنجرين.

ولم أقف إلى حد الآن على عمل جامع شامل يعرف بأسماء المواضع التي كانت اندثرات أو التي لا تزال مستعملة في تطوان، خاصة لمستخدمي الرسوم والوثائق القديمة والدارسين لها، خلا ما عند الرهوني في الفصلين الخامس والسادس من الجزء الأول من “عمدة الراوين” في أقسام المدينة وفي بعض المواضع من الجزء الثالث (قاموس لهجة تطوان)، وما عند داود في فصول متفرقة من “التكملة” وهي ذيل تاريخه. فخلصت إلى ضرورة وضع قاموس صغير يرافق الباحثين في هذا الباب يجمع ما تيسر جمعه من أسماء المواضع و “الحومات” التطوانية.

وقد التزمت بذكر “الحومات” مع الحرص على تجنب ذكر الأزقة والدروب تفاديا للإطالة، وتجنبت أيضا ذكر بعض أسماء المواضع الجديدة ك “السكنى والتعمير” و “الولاية” و “الوقاية” و “حومة طنجاوة”… والتي لم تظهر إلا في وقت جد متأخر، وحرصت على الاقتصار على الأسماء التراثية بالأساس العائدة إلى الفترة ما بين تأسيس المدينة الحالية ونهاية الحماية الإسبانية، واجتهدت ما وسعني ذلك في بيان تواريخ تقريبية لظهور هذه الأسماء في المصادر أو الرسوم أو الوثائق. أما الترتيب فقد جعلته وفق حروف المعجم.

وجعلت الخطة ذكر الحرف ثم اسم الموضع ومعناه لغة واصطلاحا إن وجد، مع تحديد موقعه واقدم تاريخ كان به الموضع معروفا بالاسم المذكور، مع بعض الإضافات إن وجدت، والحرص على عدم الإطالة والاكتفاء بالاختصار على شاكلة جل المعاجم. على أنني لا أزعم بالمرة ولا ينبغي لأحد الاعتقاد بأن هذا الكتاب هو لائحة أخيرة نهائية بأسماء مواضع تطوان القديمة، بل هو مبني فقط على ما عثرت عليه في المصادر وما وقع بيدي من رسوم على قلتها، وما أكثر الرسوم التطوانية التي لا تزال أسيرة مخبأة، وما أكثر البخلاء بها وبما فيها من مواد تاريخية قد تكون ذات فائدة عظيمة، ولهذا سيبقى هذا العمل ناقصا دائما إذ من المستحيل الوقوف على رسوم مدينة بأكملها. ولهذا لا بأس من اغتنام الفرصة لأشكر شكرا كثيرا الأستاذة حسناء بنت مؤرخ هذه الحاضرة الشريفة محمد داود رحمه الله على ما قدمته لي من مساعدة في الوصول إلى بعض من رسوم الخزانة الداودية التي كانت لها حصة أرباع ثلاثة في إنجاز هذا العمل.

والكتاب يحتوي في بعض الأحيان على اجتهادات شخصية قد تكون ضحيحة وقد تكون خاطئة بالمرة. إذ أن بعض أسماء الماوضع هنا قد انقطع استعمالها بالمرة، وذهب أولئك الذين كانوا يعرفون محلها من الأرض، وبنيت فوقها العمارات الشاهقة والمتاجر والأسواق وأبدلت خلقا غير خلقها الأول، فصار من الصعب التعرف على محل المواضع المندثرة، فاضطررنا إلى الاجتهاد ما وسعنا ذلك بناءً على قليل القليل مما بأيدينا من القرائن.

كما تجنبت ما وسعني ذلك ذكر المواضع الخارجة كليا عن تطوان مثل “الطوب” و “الغدير” في طريق مدشر كيتان، و “عين اسعاد” و “شفادة” و “حافة أشعاش” من مدشر سمسة الحوزي، و “بحر القرمادين” من مدشر جبل زمزم الحوزي وأيضا، والموضع المسمى “حيونة” و “مطرونة” في بني معدان وكان للتطوانيين في جميعها قديما أملاك كثيرة ولكن لوقوعها في أرض مداشر الجبل لم نذكرها تفاديا للإطالة.

ولعل الكتاب قد يكون أكثر اكتمالا لو أنه ارفق بمجموعات من الصور القديمة والحديثة والمعاصرة لبعض مما به من الأماكن، ولعلي بعد حين، إن كان في الوقت متسع، أصدر ملحقا للكتاب فيه استطرادات ورسوم ووثائق وخرائط. والله المستعان.

العنوان: معجم الأماكن التاريخية في تطوان

للمؤلف: بلال الداهية

منشورات باب الحكمة

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.