أعلام الفهرسة في تطوان.. فهرسة أبي العباس أحمد الورزازي - بريس تطوان - أخبار تطوان

أعلام الفهرسة في تطوان.. فهرسة أبي العباس أحمد الورزازي

بريس تطوان

وهي فهرسة يسجل فيها الإجازات التي حصل عليها في الرحلة إلى المشرق، ويذكر فيها شيوخه وأسانيده في رواية مصنفات الحديث وبقية العلوم. وهي تنتمي إلى صنف برنامج الروايات، لأنها تعتمد في صياغتها على المرويات بذكر جميع ما يأخذه الشيخ عن شيوخه في مختلف العلوم مما يكون ثقافته من مصنفات وحديث وخبر وتصوف…، يكتسب معها الحق في أن يرويها بواسطة هؤلاء الشيوخ مسندة إلى مؤلفيها، كما يصبح له الحق في أن ينقلها إلى تلاميذه في مختلف أنواع التحصل المعروفة. “فلا نتصور فهرسة دون أن تكون من بين موادها المرويات، قلت أو كثرت، تم التركيز عليها أو على غيرها من الأركان الأخرى. وإلا ابتعد المصنف عن الفهرسة، وأصبح مجرد تقاييد تاريخية، أو أي صنف آخر من أصناف التأليف”.

لذلك فلا يذكر أبو العباس أحمد الورزازي فيها شيوخه إلا بالإشارة، ولا يصور نفسه وهو يغشى مجالسهم وما يحمله عنهم من علم وذكرى، وما احتفظ به من أشكال العلاقة الوجدانية والعلمية التي كانت تربطه بهم، أو ما يكنه لهم من مشاعر. ويغيب الحديث عن مدى علمهم وطريقة تدريسهم، وكيفية إدارتهم للحلقة التعليمية، وأسلوب معاملتهم للطلبة، وتصوراتهم.

ولما كانت المرويات هي: مختلف العلوم والمصنفات وطرق التصوف وغيرها، فإن منهجية هذه الفهرسة تتبع سرد المرويات بأسانيدها، فيسجل فيها الإجازات التي حصل عليها في الرحلة إلى المشرق، ويذكر فيها شيوخه وأسانيده في رواية مصنفات الحديث وبقية العلوم.

وتمثل فهرسة أحمد الورزازي نوعا خاصا من الفهارس، فهي في وضعها إجازة طويلة كتبها مؤلفها ليجيز بها من رغب في روايته والاتصال بشيوخه، إلا أنه قد اتبع طريقة خاصة في عرض المرويات، فيقسم مواده أساسا إلى قسمين:

القسم الأول: وقصره على ذكر الإجازات التي نالها من شيوخه، من أعلام المشايخ المغاربة والمشارقة، الذين أخذ عنهم بطريقة مباشرة، وألحقوه بكل ما ثبت لهم عنه روايته، وأجازوا له الرواية في جميع ما قرأ عليهم من المصنفات والعلوم. ومجموع هذه الإجازات سبعة:

  • الأولى: إجازة محمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي: وأجازه في أن يروي عنه جميع ما ذكر في إجازته، وغيره مما تجوز له روايته ودرايته، بشرطالمراجعة والمطالعة والأخذ ممن هو فوقه والمساوي له. والإجازة تتناول كتب الحديث الستة.
  • الثانية: إجازة عبد الرحمان السليمي: وهي تتناول صحيح البخاري وبقية كتب الحديث.
  • الثالثة: إجازة الشيخ عبد القادر المكي الحفني الصديقي: وقد حضر عليه الورزازي مجالس في صحيح مسلم وتفسير البغوي وإحياء الغزالي، وتاريخ الإجازة هو (1137هـ).
  • الرابعة: إجازة محمد تاج الدين بن عبد المحسن بن سالم المكي القلعي: وهي إجازتان، الأولى مشافهة، وقد سجلها الورزازي بأسلوبه وعين فيها ما قرأه عليه من الكتب الحديثية بمكة سنة (1137هـ). أما الثانية فهي بأسلوب شيخه المذكور وهي عامة.
  • الخامسة: إجازة محمد بن طاهر بن إبراهيم الكردي: وقرأ عليه بعضا من صحيح البخاري، وبعضا من مسند الإمام أحمد، رغبة منه في اتصال سنده بمشايخه. وهب إجازة عامة تتناول كل ما عند الشيخ من مروياته بمختلف طرق التحمل، وهي الإجازة الوحيدة التي سمى المجيز فيها أسماء شيوخه وتاريخها سنة (1138هـ).
  • السادسة: إجازة محمد بن محمد الجمال: وأجازه فيما قرأ عليه من تفسير سورة الحاقة من أنوار التتريل للبيضاوي، وما اشتمل عليه ذلك التفسير من الأوجه الإعرابية والنكت البيانية، والمعاني الغرائبية.
  • السابعة: إجازة أحمد بن مبارك اللمطي: وهي إجازة عامة تتناول ما سمع على الشيخ، وما لا يسمعه مطلقة عامة. فسمه منه صحيح البخاري، وأصول السبكي، وشرحه للجلال المحلي، ومطول السعد… كل ذلك بقراءته على قراءة بحث وتحقيق، ومبالغة واستقصاء وتدقيق.

القسم الثاني: وذكر فيه مرويات المصنفات مما أخذه من الشيوخ المذكورين في القسم الأول، وهي مصنفات تنحصر في كتب الحديث والتفسير، وأكثر أسانيدها مشرقية. و ” الملاحظ أن كثيرا من أسانيده المشرقية تعود في حلقاتها المتقدمة إلى رواية المغاربة. فرواية الموطأ يصل السند فيه إلى أبي جعفر بن الزبير (ت708هـ)، ورواية الشفا تتصل بالرواية يحي ابن تامتيت، وأسانيد شيخه عبد القادر الحنفي تتصل بابن سليمان الروداني المذكورة في فهرسته”.

العنوان: فهارس علماء تطوان (تطوان من خلال كتب التراجم والطبقات)

للمؤلف: عدنان الوهابي

منشورات باب الحكمة

(بريس تطوان)

يتبع…

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.