أبشر أيها العود - بريس تطوان - أخبار تطوان

أبشر أيها العود

ما العمر إلا محطات متعاقبة، وما المحطات إلا أحلام صغيرة، مواقف عظيمة ولحظات ثمينة نجتمع فيها بأحباب تهدينا إياهم الحياة ..
ولعل أقرب الأحباب من ولدوا من رحم المصاعب ولعل أصدقهم من آزر ضعفنا وهواننا وكان السند لحظة احتياجنا للسند ..
ثم نخطو بخطوات ثابتة نحو الحياة ونحن على يقين بأننا سنتجاوز العقبات مادمنا مسلحين بطاقة إيجابية قوية تمدنا بها أيادي الصداقة
الحقيقية.
فمتى أخبرني التقويم الميلادي أني أتممت سنة من عمري وأني نضجت فكرا وروحا .. حمدت الله على نعم كثيرة حباني بها وأغرقني
فيها ..
ورب هدية غالية منه -كأن يطوقني بأحباب مخلصين- تستوجب مني الشكر والثناء ما حييت، ولعل أغرب ما يرعبني دوما أن أستفيق في
إحدى الصباحات وأجد نفسي وحيدة!! وكأن كل الحب الذي أعيشه كان حلما عقيما!! لأعود ممتنة لفضله علي إن لم أقل فضائل -لكثرة
الأحباب-
ارتابطنا كأفراد بالمجتمع، ارتباط وثيق وهو راجع للفطرة الإلهية، لكن عثورنا على من يستحق الارتباط أمر يتعلق بالصدفة أو بالحظ
غالبا،
أما أنا فقد حالفني الحظ، والصدفة لم تتردد في اختيار سبيلي المظلم، كي تزهره وتنيره .. فأفخر يوما بعد يوم بهذا الحب الصادق
الصدوق.
وها قد .. كبرت سنة؛
كبرت سنة يا أمي وكبرت رغبة الحياة في قلبي أكثر..،
كبرت سنة يا أمي وصرت أخاف أن ترخي الحياة قبضتها من الجمال الذي يشد على يدي..،
كبرت سنة وأدركت من جديد أن أثمن ما يمكن أن يتفاخر به الإنسان هو قوة العلاقات التي يخوضها ..
وقد انفمست في الأسى والأحزان ما يكفي ولم أجد إلا ظل الأحباب حماني من حروق الروح المؤذية.
وقد تجاوزت عمري بأعمار تفوقني سنا ولم يرجعني إلى زماني إلى ضحكة نابعة من القلب، قاهرة لداء التعاسة القاتل.
فكيف لا أخاف من أن يسحب البساط من تحت قدماي؟ وكيف أصدق كذبة العالم التي انطلت على الجميع: أن العالم الافتراضي ملاذ
الناجحين..؟
هي تلك اللحظات التي أودع فيها زمنا ولى وأنتظر ..
هي تلك اللحظات التي يسلمني ها الرقم مفاتيح الزمن منصرفا .. هي تلك اللحظات الأشبه بموال عربي انكسر على مسامع الحضور قبل
أن يركد على الهادئ، ليصدح من جديد في الثانية التي ظن الحضور فيها أنه انتهى …
رقم جديد يستلم المفاتيح وأقف أنا بكامل زينتي أترقب بابي ليفتح أمامي وكلي فضول لآهات وتلييل توقفت برهة تنتظر قدومي …
أبشر أيها العود .. قادمة أنا بروح طروب سترتشف الموال على مهل..
أبشر أيها العود .. قادمة أنا برفقة الحب والصحبة والأمل ..
أبشر أيها العود .. قادمة أنا بنفس فني شهي ..


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.