مقدمة: في أهمية الاقتباس:
الاقتباس هو نقل نصوص أو معلومات من تأليف الغير (مكتوب أو مرئي أو مسموع)، بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، ويقتضي ذلك منهجيا وأخلاقيا توثيق النص المقتبس بذِكر مصدره كاملا بطريقة أمينة تحافظ على الملكية الفكرية للمؤلفين (حقوق الغير) وتُيسر للقراء والباحثين سُبل التحقق من صدق الاقتباس وسلامته. بالإضافة إلى أن حسن التوثيق يحمي الباحث من تهمة الانتحال والتحريف والسرقة العلمية.
استعمل القدامى مصطلح “التقميش” وهو القيام بجمع المعلومات المتعلقة بموضوع ما وترتيبها قبل تفتيشها وفحصها ومراجعتها، ولقد اهتم علماؤنا قديما بطريقة التقميش، واعتبروها مرحلة مهمة في سياق تنظيم الأفكار وحفظها؛ حتى اشتهر بينهم: “إذا كتبتَ فقمِّش، وإذا حدثت ففتِّش”[1]. فمن صميم البحث العلمي التقميش والتفتيش…
وأول ما يطلب في الاقتباس حفظ الأمانة في النقل عن الآخرين، بعزوِ القول لقائله أو ناقله، وذلك بتوثيق جميع الاقتباسات، ونسبة الأقوال لأصحابها من غير تصرف فيها، ولا يُقبل انتزاعها من سياقها للتدليس بها على القارئ. ووضع علامات التنصيص لتحديد النص المقتبس، ولا يجوز للباحث أن يسرق بحوث غيره وينسبها لنفسه، وقد وقع في تلك الآفة قومٌ كُثر في تاريخ التأليف، غير إنه في زماننا وإن كثرت السرقات العلمية والأدبية فقد استجدت إمكاناتٌ تكنولوجية وبرامج تقنية دقيقة لكشف السرقات العلمية، وقد نبه قديما إلى هذه الآفة الإمام جلال الدين السيوطي في مؤلفه الموسوم بـ”الفارق بين الـمـُصنف والسارق”[2].
ومع شبكة الإنترنت كثر القطع واللَّصق لدى العديد من الطلاب، وهذا يتنافى مع أخلاق العلم، ومع حفظ الأمانة العلمية في البحث والكتابة؛ بل إن السرقة تقتل الإبداع، والإنتاج الكتابي الرصين؛ فكلما اعتاد الناقل أن يدلس، ويسرق؛ مالت نفسه للكسل، وضعفت الإرادة البحثية لدية، وعجز عن إنتاج الأفكار، والمعرفة.
حسن توظيف الاقتباس:
مثلما أنه لا بحث من غير اقتباس فإنه لا يُقبل الاقتباس إلا في محله، الذي تدعو الضرورة إليه، وأثناء توظيف الاقتباسات في متن البحث؛ تجب مراعاة الأمانة والمناسبة والحجم والتوثيق، ليكون النص المقتبس مناسباً لموضوعه لا غريبا عنه، وقصيرا في أربعين كلمة أو متوسطا لا يتجاوز سبعة أسطر على الأكثر -إلا أن يكون النص هو موضوع البحث بأكمله أو وثيقة من وثائقه فآنذاك يمكنه أن يكون طويلا وأمينا يُؤخذ كما هو من غير حذفٍ أو زيادة- ومع ذلك يجب أن توضع إشارات التنصيص (Double quotation) من قبلُ ومن بعدُ هكذا “…..”، ويوثق توثيقا كاملا في الهامش، مع الحذر من الوقوع في مغالطات العلم وحقائقه العامية، حتى وإن كان علما دقيقا فهو معرض لحمل أفكار وآراء خارجة عنه، فقد تتسرب داخل العلم أشياء غير علمية، كأن تكون تلك الأشياء خيالا علميا أو فكرة مشتهرة أو إديولوجيا مُلتبِسة.
قد يستخفُّ بعض الطلبة والكُتَّاب بالتوثيق ويحسبونه مسألة ثانوية لا تستحق كبير عناية، ولا يُولونها الاهتمام المطلوب في أبحاثهم ودراساتهم. والحق أن الباحث يجب أن يُثبت مصادر المعلومات التي أوردها في بحثه بطريقة علمية وفنية واضحة وموحدة، فينسبها إلى أصحابها توخياً للأمانة العلمية واعترافاً بجُهد الآخرين وحقوقهم العلمية من جهة، وتسهيلا للقراء والباحثين إذا أرادوا أن يرجعوا إلى المصدر المحال إليه من جهة ثانية.
ويمكن للباحث أن يختار إحدى الطرائق المشتهرة في التوثيق، وهي 4، منها:
1. نظام جمعيّة اللغات الحديثة MLA، (Modern Language Association)[3]
وهو من الأنظمة المشتهرة في توثيق المعارف في دراسة اللغات والفنون، حيث يبدأ التوثيق بكتابة الاسم العائلي أو اسم الشهرة للكاتب، ثم يلحقه بفاصلة ويذكر الاسم الأول للكاتب، ثم ينهي الاسم بنقطة، وفي نفس السطر يكتب اسم الكتاب ويخطّ تحته خطاً، ثمّ يلحق به نقطتين رأسيتين ليذكر بعدها دار النشر ومكان الإصدار، ثمّ يلحقه بفاصلة، ويتبعه برقم الطبعة وتاريخ النشر، ثمّ الصفحة، أو الجزء والصفحة لينهي التوثيق بنقطة.
- مثال توضيحي:
كنون، عبد الله. النبوغ المغربي: دار الكتب العلمية، بيروت، ط5، 2015م، 1/ 34.
2. نظام “شيكاغو” [4](Chicago style)
ويبدأ التوثيق في هذا النظام باسم المؤلف (اسمه الأول ثم كنيته أو اسم شهرته أو اسم أبيه أو اسم أبيه وجده) ويتبع ذلك فاصلة (،)، وبعده اسم الكتاب ولا يتبعه فاصلة أو نقطة، ثم فتح قوس (مكان النشر: اسم الناشر، الطبعة، سنة النشر)، رقم الجزء أو المجلد ثم الصفحة.
مثال:
أبو إسحاق الشاطبي، الموافقات، تعليق عبد الله دراز (القاهرة: المكتبة التوفيقية، ط2، 2012م)، 3/257
Joseph Schacht, The Origins of Muhammaden Jurispridence,) Oxford: Clarendon Press, First published, 1950(, p 321
3. نظام جمعيّة علم النفس الأمريكية APA، (American psychological Association)[5]
وهي أيضا طريقة توثيق مشتهرة في العلوم الإنسانية والاجتماعية (الآداب، الفلسفة، الأديان، علم الاجتماع، الأنثروبولوجيا، الاقتصاد، التربية، التاريخ)، وهي التي يبدأ فيها التوثيق بكتابة اسم المؤلِّف متبوعا بفاصلة ويذكر الحرف الأوّل من الاسم الأول للمؤلِّف، ثم نقطة، بعد ذلك تاريخ النشر بين قوسين، وتليه فاصلة واسم الكتاب ثم نقطة. وبعدها يكتب دار النشر ويلحقها بنقطتين رأسيّتين ثم مكان الإصدار، وأخيرا الصفحة أو الجزء والصفحة.
مثال: الفاسي، ع. (1999م)، النقد الذاتي. مطبعة الرسالة: الرباط، ص 13
4-نظام “هارفارد” [6](Using the Harvard System)
ويكون التوثيق في هذا النظام داخل المتن مباشرة، إما بذِكر جميع معلومات المنقول أو الاسم العائلي والسنة على أن يعود من يبحث عن المرجع بتفصيل إلى قائمة المصادر والمراجع في آخر البحث أو الكتاب. وأظن أن هذه الطريقة في التوثيق تشق على الباحثين فيتجنبوها.
مثال توضيحي: (النقاري، 2017، ص 11)
وعلى العموم، تتقارب طرائق التوثيق، وللباحث أن يختار طريقة واحدة أو طريقة معينة تعتمدها مؤسسة بحثية، شريطة احترامها في البحث من أوله إلى آخره.
أما الجاري به العمل عندنا في المغرب عموما فهو اختيار الباحث إحدى الطريقتين:
- الطريقة 1: ويبدأ نظام التوثيق فيها باسم الكاتب العائلي ثم يتبعه بفاصلة، والاسم الشخصي متبوعا بنقطة. ثم اسم الكتاب، ثم اسم المترجم أو المحقق إن وُجد، ثم دار الطبع، والبلد، رقم الطبعة، ثم سنة الطبع، ثم الصفحة أو الجزء والصفحة. مثال:
هيوم، دافد. مبحث في الفاهمة البشرية، ترجمة موسى وهبة، دار الفارابي، بيروت، ط 1، 2008م، ص 41
Arendt, Hannah. Condition de l’homme moderne, Editions Calmann-Lévy, Paris, 1983. P 30
- الطريقة 2: ويبدأ نظام التوثيق فيها باسم الكتاب قبل اسم الكاتب، ثم باقي البيانات. مثال:
الرد على المنطقيين، ابن تيمية، أحمد عبد الحليم. دار المعرفة، بيروت، ط1، 1397هـ/1959م، ص 78
الإحكام في أصول الأحكام، ابن حزم، علي بن أحمد بن سعيد. تحقيق أحمد محمد شاكر، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط 1، 1980م، ص 114
Les règles de la méthode sociologique, Emile, Durkheim. Edition Flammarion, Paris, 1988, p 54
- إضافات في التوثيق:
كيفما كان البحث فالمطلوب من الباحث أن يقوم بترتيب المصادر والمراجع التي اعتمد عليها في إنجاز بحثه ترتيبا أبجديا (أ، ب، ج، د، ه،….) أو هجائيا (أ، ب، ت، ث،…)، ويفرز المجلات وحدها والمعاجم وحدها والمواقع الإلكترونية وحدها، وله أن يستعين في ذلك بتقنيات الحاسوب، مع مراجعة عينية للتحقق.
وفي حالة تعدد المؤلفين للمرجع الواحد يتمّ ذكر الاسم الأوّل وآخرون، ثم باقي معلومات الكتاب. مثال:
سلاطنية، بلقاسم وآخرون. علم الاجتماع الإعلامي، دار الفجر للنشر والتوزيع، بسكرة، الجزائر، ط1، 2012.
وإذا كان في الكتاب أكثر من جزء، نذكر الجزء مع الصفحة، (مثلا: الجزء 1، ص 26 نكتبها في الأخير: 1/26)، ومثال ذلك:
ابن تيمية، أحمد عبد الحليم. مجموع الفتاوى، دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الرياض، ط1، 1412هـ/1991م، 7/235.
التوثيق من القرآن الكريم
يحرص الباحث على التحقُّق التَّام من سلامة نقل النصوص الدينية المؤسِّسة (القرآن، التوراة، الإنجيل)، ويستحسن أن يكون التوثيق في المتن وبعد النص مباشرة، بحيث تتم كتابة اسم السورة، ورقم الآية بهذه الطريقة مثلا (السجدة:24)، وبرواية واحدة (مثلا: القرآن الكريم برواية ورش)، وتشترط بعض المؤسسات العلمية كتابة القرآن بالرسم العثماني، وبعضها يشترط ضبط الآيات بالتَّشكيل. آنذاك تراعى هذه الضوابط بحسب المطلوب.
توثيق الحديث النبوي:
يتم توثيق الحديث النبوي بعزوه إلى مصادره الأصلية وضبط نقله، ومراعاة ترتيب هذه المصادر في الصِّحة[7]، بحيث إذا ورد الحديث في الصحيحين فلا داعي للتوسع في توثيقه من كتب السنن والمسانيد والتراجم والمعاجم والطبقات، وإذا ورد في الكُتب الستَّة لا يتوسع في التوثيق من غيرها. مع حرص الباحث على استعمال الاصطلاح العلمي في التوثيق وفي التخريج.
ويمكن التمييز في عملية توثيق الحديث النبوي بين ثلاثة طرائق:
- توثيق كامل: ويذكر الباحث البيانات المتعلقة بالراوي والكتاب، بالإضافة إلى دار النشر والبلد ورقم الطبعة وسنة الطبع، والجزء والصفحة، وبيان مرتبة الحديث من حيث القَبول والرد.[8]
- توثيق متوسط: يُكتفى في التخريج بذِكر: الكتاب والباب والرقم. مثال:
البخاري، محمد بن إسماعيل. الجامع الصحيح، كتاب الطهارة، باب الوضوء، رقم 2531
أو: أخرجه البخاري. الجامع الصحيح، كتاب الطهارة، باب الوضوء، رقم 2531
- توثيق مختصر: ويُكتفى بالراوي ورقم الحديث فقط، مثل: رواه البخاري في صحيحه، رقم 2531.
ويجب التنبيه بالمناسبة إلى تجنب اختصار التَّصلية (صلى الله عليه وسلم) بـ”ص” أو بـ”صلعم”، فلا يمنعك العجز من تحصيل الأجر.
التوثيق من المجلات العلمية:
حريٌ بالباحث أن يحرص على التوثيق من المجلات العلمية (خاصة منها الـمُحَكَّمة التي لها قيمة علمية في الأوساط البحثية التخصصية) بذكر الكاتب، وعنوان المقال بين مزدوجتين، ثم اسم المجلة وباقي البيانات التفصيلية.
- ومثال ذلك:
رويض، محمد. “مفهوم الحجاج في الفلسفة”، مجلة فكر ونقد، عدد 26، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، ط1، 2000م، ص 37.
وفي قائمة المصادر والمراجع، تضيف صفحة بداية المقال وصفحة نهايته. مثلا[37-46]
- مثال:
الفراك، أحمد. “الأخوة الإنسانية المشتركة، بحث في قواعد التعايش السلمي”، مجلة الدراسات العربية الأوراسية (Eurasian Arabic Studies Scientific Journal)، عدد 7، جامعة قازان الفيدرالية، روسيا، شتنبر 2019م، [55 -74].
التوثيق من أشغال الندوات العلمية:
نذكُر اسم الباحث وعنوان البحث، ثم عنوان الندوة كاملا، والجهة المكلفة بالتنظيم، ومكان وزمان انعقادها، ودار الطبع ورقم الطبعة، والسنة، ثم الجزء والصفحة.
مثال:
- الأشهب، محمد عبد السلام. “حضور الجابري في الفكر الألماني”، ضمن أعمال ندوة “قراءات في مشروع محمد عابد الجابري الفكري”، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، الجديدة، 13 و14 أبريل 2017م، مطبعة الأمنية، الرباط، ط1، 2018م، ص 233.
- حيداس، أحمد. “النظريات الأخلاقية في العلاقات الدولية”، ضمن أعمال ندوة: “مراجعات في نظرية صراع الحضارات“، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط: رقم: 129، مطبعة النجاح الجديدة، ط، 1426ه/2005م، ص 47.
توثيق الكتب غير المنشورة:
تُوثق الكتب غير المنشورة بطريقة توثيق الكتب المنشورة مع إضافة عبارة “غير منشور” أو عبارة “تحت الطَّبع” بين قَوسين (…)
مثال: الفراك، أحمد. الكافي في المنطق التقليدي، دار لبنان للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط1، 2022م، (تحت الطبع).
توثيق مقالة مقبولة للنشر:
توثق المقالات التي قُبلت للنشر (من طرف مجلة محكَّمة أو كتاب جماعي محكَّم أو موقع إلكتروني محكِّم) بطريقة توثيق المقال، وتضاف إليها عبارة (مقبولة للنشر) واسم المؤسسة التي ستنشرها.
التوثيق من الرسائل الجامعية:
تُوثَّق الأطاريح والرسائل الجامعية بذِكر اسم صاحبها، ثم عنوان الرسالة/الأطروحة، ثم الكلية والجامعة، ثم البلد والسنة، والرقم إن كان متوفرا، وأخيرا الصفحة. مثال:
النقاري، حمو. المنهج في إنشاء المعارف الكلامية وفي حفظها في الفكر الإسلامي العربي القديم، رسالة الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، بالرباط، 1997م، الرقم 189/نقا، ص 134
توثيق رسالة باللغة الإنجليزية: (حسب النظام الذي اختاره الباحث)
Khaleel, Zaher Mohammed. The Effect of Intelligence on Student’s Academic (Unpublished Master’s Thesis), An-Najah National University, Nablus, Palestine, 1995.
توثيق المخطوطات:
اسم الكاتب العائلي (أو اسم الشهرة) والشخصي. عنوان المخطوط، مكان الإيداع، رقم الإيداع.
مثال:
ابن البناء، أحمد بن محمد العددي. الكليات في المنطق، الخزانة الحسنية، الرباط، رقم 13597
التوثيق من الصُّحف:
وهو شبيهٌ بالتوثيق من المجلات العلمية، غير أنه في المجلات والنشرات غير العلمية، نكتب بدل تاريخ النشر: السنة والشهر واليوم.
مثال:
الفراك، أحمد. “علاقة المسلمين بالغرب والتأسيس القرآني للمشترك الإنساني”، جريدة المساء المغربية، عدد 3527، 01 مارس 2018م، ص 21.
التوثيق من المصادر والمراجع الإلكترونية:
بخصوص التوثيق من الكتب الإلكترونية التي تتضمن بيانات النشر القانونية، تُضاف فقط عبارة (كتاب إلكتروني)، أو مُعرِّف الوثيقة الرقمي (DOI).
مثال:
- الفراك، أحمد. الوجيز في الفلسفة، كتاب إلكتروني، مطبعة دار القلم، الرباط، ط 2، 2020م.
غير أن التوثيق من الأنترنيت عموما لا يخلو من صعوبة لأن بعض المواقع الإلكترونية قد تتغير مواضعها وقد تتوقف عن الاشتغال نهائيا، وقد تُغير أرقام مقالاتها، مما ينقص من مصداقية التوثيق منها، غير أنه أحيانا لا يجد الطالب المعلومة إلا في الأنترنيت، إما لأن بعض الكتب والمجلات العلمية لا تتوفر ورقية، أو لأن الكُتب الورقية غير متوفرة في بلد الباحث ويصعب عليه الحصول عليها، أو غالية الثمن.
وقد تتحول مستقبلا أغلب المكتبات الورقية إلى مكتبات إلكترونية، لذلك لا مندوحة للطالب أن يرجع إلى الأنترنيت، شريطة تقييد جميع بيانات المادة التي استشهد بها، مثل اسم الكاتب وعنوان الكتاب أو المقال، واسم الموقع وتاريخ النشر وتاريخ اقتباس المادة (تاريخ زيارة الموقع).
مثال:
- فريش، نور الدين. “البنوك التشاركية – دراسة نقدية في ضوء مشروع القانون رقم 03″، موقع (marocdroit.com)، نشر يوم 31 دجنبر 2012م، وشوهد في 14 يناير 2018.
التوثيق مرجع سابق:
في حالة تكرار المصدر (أو المرجع) نفسه مباشرة، نكتب عبارة المصدر نفسه، أو المرجع نفسه، أو نفسه، ثم الصفحة، وإذا كان المرجع نفسه والصفحة نفسها، نكتب: المرجع نفسه والصفحة.
وفي حالة تكرار المصدر فيما بعد نكتب الاسم العائلي للمؤلِّف أو اسم الشهرة، وعنوان المرجع مختصرا (حذف العنوان الفرعي)، والإشارة إلى أنه مصدر سابق أو مرجع سابق أو مرجع سبق ذِكره، مع ذرك رقم الصفحة.
مثال:
- طه، عبد الرحمن. المنطق والنحو الصوري، مرجع سابق، ص 77
- أو اليوسي، القانون، مرجع سبق ذكره، ص 15
وإذا كان المؤلف هو هيئة أو مؤسسة، نُدون اسم المؤسسة مكان اسم المؤلِّف، ونُتمم باقي معلومات الكتاب أو المجلة أو الوثيقة.
التوثيق من مرجعٍ مؤلفُه مجهول:
إذا كان المؤلِّف غير معروف، نكتب مجهول (Anonymous) ويُرتب في قائمة المصادر والمراجع بهذا الاسم في حرف الميم.
مثال:
مجهول. تاريخ الأندلس، دراسة وتحقيق: عبد القادر بوباية، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2007.
توثيق من كتاب لا يتضمن معلومات النشر
وفي حالة توثيق كتاب بدون دار النشر، نكتب (د.ن)
وفي حالة توثيق كتاب بدون معرفة رقم الطبعة نكتب (د.ط)
وفي حالة توثيق كتاب بدون تاريخ الطبع، نكتب (د.ت)
مثال:
الخوارزمي، محمد بن أحمد. مفاتيح العلوم، دار النهضة العربية، القاهرة، د.ت.
تنبيهات في التوثيق:
يكتفي بعض الباحثين بذكر اسم الكاتب فقط في حال تكرار المرجع، وهذا لا ينبغي، لأن الكاتب -في الغالب- لا يكون له كتاب واحد فقط، بل قد تكون له كتب كثيرة، مما يوقع في الغلَط والخلْط.
ويقتصر بعضهم على ذكر سنة الطبع فقط، وهذا لا ينبغي لأن الكتاب قد يُطبع في سنوات أخرى وقد يَطبع الكاتب أكثر من كتابٍ في السنة الواحدة. إلا إذا رُوعيت ضوابط تفصيلية ترفع إمكان الخطأ.
وبعض الباحثين يكتفون بذكر اسم الكتاب فقط إذا تكرر في الهامش، والواقع أنه قد يكون العنوان نفسه لكاتبين اثنين أو أكثر. لذلك ينبغي ذكر اسم الكاتب واسم الكتاب معا، وإن تكرر المرجع في المقال نفسه أو الكتاب نفسه.
وإذا استعمل الباحث كتابا بطبعتين أو أكثر فينبغي أن يشير للطبعة المعتمدة في كل إحالة على الكتاب، ولا يكتفي بواحدة فقط أو باسم الكتاب أو الكاتب.
وإذا استعمل الباحث كتابا بتحقيقين أو أكثر فينبغي أن يشير إلى التحقيق المعتمد في كل إحالة على الكتاب.
وفي ختام البحث تُجمع جميع المصادر والمراجع المستعملة في البحث وتُرتب ترتيبا ألفبائيا (أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ….)، أو أبجديا (أ، ب، ج، د، ه، و…)، وتوضع في قائمة خاصة، تفصل فيها مراجع لغة البحث عن المراجع بلغات أخرى، وعن المعاجم والموسوعات والدوريات والمواقع الإلكترونية. ولا تدخل “ال” التعريفية (مثل: الغزالي)، وابن (مثل ابن رشد)، وأبو (مثل: أبو سعيد) في الترتيب. فيُرتب الغزالي في حرف الغين، وابن رشد في حرف الراء، وأبو سعيد في حرف السين، وهكذا دواليك.
وإذا استعمل الباحث مراجع متعددة لكاتب واحد في لائحة المصادر والمراجع، فمن الأفضل أن يكتب اسم الكاتب مرة واحدة، ثم يرتب مؤلفاته تباعا، وإن كرَّر اسم الكاتب فلا بأس.
الفهارس
الفهارس أنواع، منها فهرس الموضوعات وهذا مطلب مشترك في جميع البحوث العلمية في العالم، وفي كل التخصصات، ومنها فهارس أخرى مثل:
– فهارس الآيات القرآنية (وتُرتب حسب ترتيب السور في المصحف).
– فهارس الأحاديث النبوية (وتُرتب ترتيبا ألفبائيا).
– فهارس الأعلام (وتُرتب ترتيبا ألفبائيا).
– فهارس الأشعار (وتُرتب حسب ترتيب القوافي).
– فهارس المصطلحات (وتُرتب ترتيبا ألفبائيا)،
– فهرسة المصادر والمراجع التي تُرتب ترتيبا ألفبائيا (أ، ب، ت، ث…) أو أبجديا (أ، ب، ج، د…).
[1] – نقله عبد الفتاح أبو غدة في كتابه: “قيمة الزمن عند العلماء” طبع: دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة الخامسة: 1990م. ص:36.
[2] – جلال الدين، السيوطي. الفارق بين المصنف والسارق، تحقيق هلال ناجي، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1419هـ/1999م
[3] – انظر: موقع مكتبة بيتسبرغ/Pittsburgh (https://pitt.libguides.com)، الولايات المتحدة الأمريكية، شوهد يوم 25 دجنبر 2018م.
[4] – المرجع نفسه، وانظر أيضا: دليل شيكاغو، في (https://www.chicagomanualofstyle.org)، الولايات المتحدة الأمريكية، شوهد يوم 25 دجنبر 2018م.
[5] – المرجع نفسه.
[6] – المرجع نفسه.
[7] – هناك طربقتان في ترتيب المصادر في توثيق الحديث: إما تُرتب بحسب الأهمية أو تُرتب بحسب الأقدمية.
[8] – للتوسع يراجع: راغون، جلال. توثيق النص الحديثي: معالم منهجية، مكتبة ووراقة التواصل، تطوان، ط 1، 1440هـ/2019م.