ملاحظات جديدة حول مدينة تطوان العتيقة وخريطتها - بريس تطوان - أخبار تطوان

ملاحظات جديدة حول مدينة تطوان العتيقة وخريطتها

مشروع وزارة الأوقاف لبناء (قيسارية) فوق معالم تطوان

طبعت جمعية تطاون أسمير خريطة لمدينة تطوان العتيقة بالإسبانية، ولقد نالت اهتمام الأساتذة والمهتمين بهذه المدينة، وفي هذا السياق نشر الفنان بوعبيد بوزيد (استان بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان) مقالا عرف فيه بها في مقال بـ (الشمال) عدد 76، كما نشر نور الدين الشيخي (أستاذ بشعبة الجغرافية بكلية الآداب بتطوان) مقالا بعنوان ملاحظات أولية حول خريطة مدينة تطوان العتيقة بنفس الجريدة، عدد 77، بتاريخ فاتح ماي الجاري)، وهي عموما ملاحظات مقبولة من شأنها أن تغني الخرائط التي قد تطبع مستقبلا.

ولقد رأيت أن أضيف بعض الملاحظات حول هذه الخريطة، وهي تنقسم إلى صنفين/ أولهما مرتبط بأهمية هذه الخريطة كما هي ليس كإنتاج جغرافي، ولكن بصفتها أداة لتحسيس الجمهور بالأهمية التاريخية لمدينة تطوان العتيقة. أما الصنف الثاني من هذه الملاحظات، فيرتبط ببعض الصعوبات التي واجهتنا في إخراج هذه الخريطة، والتي نشرحها حتى نتغلب عليها مستقبلا.

أولا : أسجل في البداية أن هذه الخريطة حول مدينة تطوان العتيقة أول خريطة حول المدينة تنشر منذ استقلال المغرب سنة 1956. إن وعينا في جمعية تطاون أسمير بخطورة هذا النقص، هو الذي دفعنا إلى الإسراع بطبعها في أقرب وقت. ونحن لا نلوم المؤسسات الرسمية التي لم تقم بنشر هذه الخرائط، ومنها كلية الآداب ووزارة السياحة، بقدر ما ندعوها للتعاون معنا لإخراجها إلى حيز الوجود، إذ أصبحت ضرورية للتعريف بتراثنا العالمي بمدينة تطوان.

ثانيا، إن الغرض من طبع خريطة مدينة تطوان العتيقة لا ينحصر في التعريف بها فقط، بل أيضا أن يصبح نموذجا وحافزا لطبع خرائط لبعض المدن العتيقة في شمال المغرب التي تفتقر إلى الخرائط، مثل طنجة والعرائش والقصر الكبير حتى نتعرف عليها بشكل أحسن.

ثالثا، إن خريطتنا حول مدينة تطوان العتيقة ليست الوحيدة من نوعها، فهناك خريطة ممتازة حول مدينة شفشاون طبعتها الحكومة الأندلسية، وهي خريطة علمية تحترم جميع الشروط العلمية المطلوبة، كما هناك خريطة ثانية لمدينة تطوان العتيقة طبعتها نفس الحكومة بعد خريطتنا ضمن الدليل المعماري لمدينة تطوان، الذي طبعته الحكومة الأندلسية وبلدية سيدي المنظري، بتعاون مع جمعية تطاون أسمير، بتمويل من السوق الأوربية المشتركة، إلا أن خريطتنا تتميز بكونها معروضة للبيع، فيمكن للسائح أو المهتم بالمدينة أن يقتنيها ليتعرف على المدينة وبعض مأثرها التاريخية.

رابعا، إن هذه الخريطة مهمة للتعريف بمدينة تطاون العتيقة، ولكنها لن تكفي لتحقيق هذا الهدف وحدها، إنها وسيلة ضمن وسائل أخرى، نرى في جمعية تطاون أسمير أنها ضرورية لتبصير الجمهور المغربي والدولي بأهمية مدينة تطاون العتيقة، التي صنفتها منظمة اليونسكو تراثا عالميا سنة 1997، أذكر من بين الوسائل الأخرى لتحقيق هذا الهدف ما يلي:

– منشورات الجمعية حول تطوان، التي وصل عددها إلى 35 كتابا في ظرف ست سنوات.

– لإصدار القرص المدمج حول تطوان تراثا عالميا، وهو أول قرص في العالم العربي يعرف بمدينة إسلامية عتيقة من الناحية التاريخية والمعمارية والثقافية والفنية، في هذا الصدد تعلن قرب صدور القرص المدمج الذي ستصدره جمعية تطاون أسمير وجمعية ريف الأندلس حول شفشاون المدينة الأندلسية.

– تنظيم أكثر من عشر ندوات حول مواضيع مرتبطة بالمدينة العتيقة، مثل الندوة التي نظمتها الجمعية مع مديرية الهندسة المعمارية حول موضوع تطوان بين الخصوصية والتراث العالمي.

– تقديم مجموعة من المطالب المرتبطة بالمدينة للسلطات المحلية والمركزية لإنقاذها، ومنها مشروع ترميم مدرسة لوقش، وهي مؤسسة سنحتفل بمرور قرنين ونصف على تأسيسها سنة 2003. إننا ندافع عن مشروع الحكومة الأندلسية التي خصصت ميزانية لترميمها، ونطلب من وزارة الأوقاف أن تسمح بانطلاقة أعمال الترميم، كما نطلب منها أن تتخلى عن مشروعها لبناء (قيسارية) على أطلال هذه المعلمة التطوانية المشرقة.

– تعمل لجنة إنقاذ مدينة تطوان العتيقة لتنسيق جهود عدة أطراف، بهدف الاتفاق على خطة موحدة لإنقاذها، ومن بين هذه الأطراف جمعية تطاون أسمير وبلدية تطوان سيدي المنظري بصفتها البلدية الوصية على المدينة، ومندوبية وزارة الثقافة بصفتها الوصية على المآثر التاريخية والحكومة الأندلسية.

وفيما يخص الصعوبات التي واجهناها من أجل إخراج خريطتنا، فهي متعددة تذكر منها ما يلي:

. لم نجد خريطة جاهزة للطبع رغم علمنا ببعض المحاولات في هذا الاتجاه، كالخريطة التي كانت تهيؤها الحكومة الأندلسية ضمن دليلها الذي صدر مؤخرا، أو الخريطة التي يهيؤها محمد حافظ الزواقي مندوب وزارة الثقافة، لذلك رأينا أن نكتفي بطبع الخريطة التي استعملناها في قرصنا حول المدينة العتيقة مع إضافة صورة الواجهة، وهي لوحة تمثل زاوية سيدي علي بن ريسون للفنان بوعبيد بوزيد.

– لم نجد من يقوم بإضافة بعض العناصر التقنية للخريطة، خصوصا وأن تعاملنا مع بعض أساتذة شعبة الجغرافيا لم يكن مشجعا في الماضي، مثلا، مازلت انتظر دراستين حول تطوان كان قد وعدني بها أستاذان منذ أربع سنوات.

– هناك صعوبات في التعامل مع المطابع بتطوان وطنجة، فالإشراف على طبع أي عمل يتطلب الكثير من الصبر.

– لقد واجهنا صعوبات في وجود أطراف ممولة لطبع الخريطة، مما أدى إلى تأخير إنجاز خريطتنا من شهر يوليوز من سنة 2000 إلى بداية أبريل الماضي.

في الختام، نرجو أن يساهم بعض أساتذة كليتنا مثل نور الدين الشيخي في مشاريع جمعيتنا، من أجل إنعاش مدينة تطوان العتيقة، كما نرجو توجيه البحث العلمي في كلية الآداب نحو الاهتمام بالمدينة التي توجد بها هذه الكلية. لقد نظمت خلال هذه السنة الجامعية ندوات متعددة بالكلية، منها ندوة أشرفت عليها النقابة العامة للعمال بإسبانيا (U.G.T)، وأخرى حول الجهة بحضور باشا مرتيل ف المنصة خلال حفل الافتتاح، وثالثة حول الكويت عاصمة العالم العربي الثقافية، نظمتها سفارة الكويت بالمغرب والقنابل الأمريكية تسقط على بغداد. وأخرى حول المارشال ليوطي الذي أشرف على الإدارة الاستعمارية الفرنسية بالمغرب بعد تجربة طويلة في الجيش الاستعماري الفرنسي بالهند الصينية والجزائر، نظمتها جمعية الصداقة المغربية الفرنسية، كما نظمت جمعية تطاون أسمير وكلية الآداب بتطوان أياما ثقافية لأمريكا اللاتينية، طبعت أعمالها مؤخرا ضمن منشورات الجمعية.

باختصار نظمت جهات خارجية عن الكلية ندوات متعددة بكليتنا في مواضيع طريفة خلال سنة 2000 . 2001، ولكنها أغفلت المواضيع المرتبطة بالمدينة العتيقة باستثناء ندوة نظمتها نظمتها مجموعة البحث في الصورة أسسها مجموعة من الطلبة الباحثين.

فنرجو أن تساهم خريطتنا في توجيه البحث العلمي بكليتنا نحو الاهتمام بمدينة تطوان العتيقة.

منشورات جمعية تطاون- أسمير

“تطوان و سياسة التنمية الاقتصادية و تدبير التراث الثقافي”

الدكتور امحمد بن عبود

بريس تطوان

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.